يظل حمد الباسل، أحد الوطنيين فى مصر، ومن أوائل الرجال الذين شاركوا فى الوفد المصرى داعما زعماء الوفد وعلى رأسهم سعد زغلول. ولد بالفيوم عام 1871، وكان والده، أحد أعيانها، وهو عمدتها وخلفه حمد فى العمودية بأمر من الخديو توفيق، فاستثناه، وعينه تقديرًا لمجهودات والده وخدماته للحكومة، وعُين بعدها عام 1910 بمجلس مديرية الفيوم وكان أول لقاء له بسعد زغلول فى عام 1908، أثناء زيارة زغلول للفيوم. وقال سعد عن هذا اللقاء فى مذكراته: «أعجبت بحمد الباسل، هو عربى شجع العلم كثيرًا بتنشئة معاهده»، فقد أنشأ الباسل مدرسة باسمه، فى هذا الوقت، تنقسم إلى التعليم الابتدائى والثانوى، وكانت مسماة على اسمه، ودام التواصل بينه وبين زعيم الأمة وصحبه، وفى أعقاب تشكيل الوفد المصرى عام 1918 انضم له حمد، وكان كثيرًا ما يستضيف اجتماعات تشكيل الوفد بمنزله، وأثناء أحد هذه الاجتماعات ألقت قوات الإنجليز القبض على سعد زغلول ورفاقه، وأولهم حمد الباسل، وإسماعيل صدقى، ومحمد محمود، وتم نفيهم فى 18 مارس 1919 إلى جزيرة مالطة، الأمر الذى تسبب فى ثورة شعبية، ما أدى إلى عودتهم من المنفى يوم 17 إبريل 1919. وكان حمد يؤيد فكرة التفاوض مع الإنجليز ويرى أنه لا فائدة من قطع المفاوضات، ويجب أخذ ما يمكن أخذه من الإنجليز، وظل انتماؤه للوفد أبقى وأقوى رغم استقالته، ففور أن طلب منه سعد زغلول أن يتولى مسؤولية قيادة الوفد، لأنه يشعر أن الإنجليز يتربصون به، لم يتأخر حمد ولبى طلب سعد، الذى صدق حدسه، وقام الإنجليز بالقبض عليه، ومعه مكرم عبيد، ومصطفى النحاس، وفتح الله بركات، وسينوت حنا. وفور عودة حمد الباسل ليتولى أمور الوفد قُبض عليه هو الآخر، وكان معه 6 آخرون هم: جورج خياط، ومراد الشريعى، ومرقص حنا، وعلوى الجزار، وواصف غالى، وويصا واصف، وصدر الحكم عليهم، وقتها، بالإعدام بتهمة التحريض على تخريب اقتصاد البلاد، حيث كان الباسل أحد مشجعى بنك مصر، الذى أسسه طلعت حرب، كما اتُهموا بالحض على كراهية السلطات، وكان ذلك فى 25 إبريل 1922، وصدرت الصحف، حينها، تصفهم ب «الأسود»، ولكن رضخت المحكمة للضغوط الشعبية، وخففت الحكم إلى السجن 7 سنوات، وتغريمهم 500 جنيه، وفى النهاية أفرجت عنهم فى 14 مايو 1923. وكان حمد الباسل عضوًا بمجلس النواب عن دائرة أبوجندير بالفيوم فى الأعوام 1924، 25، 26، وكان طوال هذه الفترة وكيلًا لمجلس النواب. انشق «الباسل» عن الوفد مرة أخرى عام 1932، وشكل الحزب السعدى، نسبة إلى سعد زغلول، الذى شاركه فيه فخرى عبد النور، وعطا عفيفى، وعلى الشمسى، وفتح الله بركات، ومراد الشريعى، وعلوى الجزار، ليشتد عليه المرض بعدها بفترة، ويعتزل العمل السياسى، ويعتزل الحياة ويرحل عن دنيانا عام 1940.
