على غرار ميلانو وباريس.. أول أسبوع للصورة في القاهرة

الشغف بالتصوير كان سبيلها لتغيير مجال عملها بعد 11 عاما قضتها في رحاب البنوك، ورغم تبوؤها لعدة مناصب مهمة طوال تلك السنوات، لكنها فضلت البدء من جديد ودخول تحدٍ من نوع مختلف إيمانا منها بما تشعر به، وتصديقا منها لحدسها.
البداية منتصف عام 2011، عندما اتخذت مروة أبوليلة قرارا من الصعب على غيرها مجرد التفكير فيه، فتقدمت وبمحض إرادتها باستقالتها من البنك الذي قضت فيه أياما وشهور وسنوات، لتؤسس «مدرسة فوتوبيا للتصوير» في قلب مصر الجديدة، وتحديدا بمنطقة الكوربة الشهيرة بقبابها ومبانيها التاريخية، وكأنها تضع لمسة جمالية مكانية على مشروعها الذي ليم يبدأ بعد.
7 سنوات من العمل المتواصل دون انقطاع حققت خلالها مروة النجاح الذي كانت تأمله، وخلال تلك الفترة تلقى العديد من الهواة والمحترفين دروسا في التصوير على يد الأساتذة وشيوخ المهنة، وكان لإدارتها للمنظومة بشكل مؤسسي عاملا كبيرا في تحقيق كل هذا النجاح.
بعد 84 شهرا من الجهد المتواصل، قررت مروة أبوليلة الدخول في تحد جديد بعد تأكدها من تحقيقها لأهدافها الأولى في حلمها الكبير، ومن هنا جاء التوسع وقرارها الجديد بالخروج من الدائرة الكبيرة إلى دائرة أكبر، بتأسيسها «أسبوع القاهرة للصورة» على غرار «أسبوع ميلانو للصورة»، و«أسبوع باريس للصورة».
تشرح مروة فكرتها ل«المصري اليوم» قائلة: «بعد 7 سنوات من الخبرة والعمل في هذا المجال، نجحنا في بناء علاقات متعددة مع كيانات كبيرة وأفراد محترفين وهواة، وتواصلنا مع مؤسسات كبيرة، ومن هنا رأينا ضرورة بناء حلم جديد أكبر، وفكرنا في تدشين مهرجان صورة، وفي ذلك الوقت، وبالتزامن، طلبت منا شركة الإسماعيلية المهتمة بإعادة إحياء مباني وسط القاهرة نقل (فوتوبيا) من الكوربة إلى وسط البلد، فرأيت أن تلك المنطقة تستحق الاهتمام بالفعل، واقترحت عليهم فكرة مهرجان أسبوع الصورة دون انتقالنا من الكوربة، فرحبوا وبدأنا في إجراءات التنفيذ».
«أسبوع القاهرة للصورة» الذي أسسته مروة أبوليلة، سيضع مصر على خارطة المهرجانات والأسابيع المعنية بالتصوير حول العالم، وهو ما سيعود بالنفع على المشاركين في مدرسة فوتوبيا على المدى الطويل، بعد عقد تبادل خبرات وورش مشتركة داخل وخارج مصر.
أولى ثمرات مشروع «أسبوع القاهرة للصورة» اقتطفتها مروة أبوليلة في شكل دعوة تلقتها من مهرجان سويسري للتصوير، للحديث عن مشروعها «فوتوبيا»، وشرح أهداف «أسبوع القاهرة للصورة».
تميل مروة إلى التوصي رالوثائقي، وتعتبره المفضل لديها، ورغم ذلك، فإنها لا تقود بالتدريس لطلاب المدرسة: «فضلت الاستعانة بأفضل الكوادر المتاحة لتدريس أصول التصوير في (مدرسة فوتوبيا)، وفصلت تماما بين شغفي وبين النظام المؤسسي السليم، نحن كشركاء ندير المكان فقط، وأرى أن ذلك أفضل كثيرا، خاصة أنني درست التصوير بشكل مستقل وليس بشكل أكاديمي».
ويبدأ «أسبوع القاهرة للصورة» فعاليات أولى دوراته في 22 نوفمبر الجاري، في قلب وسط القاهرة داخل أماكن لها في التاريخ نصيب، هي «ممر كوداك ومبنى تمار» بالشراكة مع شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، وداخلي وسط البلد وبرعاية «كانون» وسط وشمال أفريقيا الراعي الرئيس لمعدات الطباعة.
أسبوع القاهرة للصورة سيكون مهرجانا متكاملا من كل جوانب التصوير الفنية والتقنية والتجارية والأخلاقية، ويشمل مجموعة كبيرة من صناع ومنتجي الصورة في مصر، والمنطقة من خلال منصة بصرية وحوارية وتعليمية.
وتسرد مروة تفاصيل الدورة الأولى لأسبوع الصورة قائلة: «يعقد الأسبوع لمدة 8 ايام خلال الفترة من 22 إلى 30 نوفمبر، ويشمل لقاءات، وفاعليات، ومحاضرات، ومعارض تصوير، وورش تصوير، وستديوهات متاحة للتصوير، ولقاءات مع أهم المصورين، وورش تنظيف كاميرات، وطباعة مجانية مقدمة من كانون وسط وشمال أفريقيا وسوق للمعدات، بالإضافة إلى إتاحة فرصة تقييم الصور من قبل خبراء التصوير».
وستقدم أكاديمية «كانون» محاضرات في مجال التصوير العادي والتصوير السينمائي، وسيقدم الأسبوع العديد من مسابقات التصوير مقدمة من مجلة «البيت»، وأخرى من كوكاكولا.
ويفتح «أسبوع القاهرة للصورة» ذراعيه للجميع، ويسمح بحضور فعالياته للمصورين المحترفين والمبتدئين والهواة في كل المجالات سواء القصص البصرية، أو صناع الفيديو، وصناع الأفلام ومديري الأفلام ومنسقي ومصممي الأزياء، فناني الجرافيك، فناني المكياج.
ستشمل الأنشطة جميع أنواع التصوير الفوتوغرافي من تصوير الأزياء والكل والسفر والبورتريه، والوثائقية، والتصوير الصحفي، وتحرير الصور، والتصوير السينمائي والدعائي، وتصميم الطعام، وتنسيق الأزياء والمكياج، والإنتاج.
تضيف مروة: «يستضيف أسبوع الصورة 4 معارض فوتوغرافية: معرض (سرد) من تنظيم فوتوبيا وتنسيق فني من قبل المصور المحترف صبري خالد، ويعرض 11 قصة مصورة من أعمال 11 مصور صحفي ووثائقي من مصر والمنطقة، ومعرض (هي تحكي) تنظيم وتنسيق سوما آرت ويعرض أعمال 12 مصورة من مصر، ومعارض أخرى على هامش المهرجان».
ملصق أسبوع القاهرة للصورة