كيف حطمت إدارة موناكو حلم «جارديم» بتكرار مسيرة «فيرجسون»؟ (تقرير)

أوردت العديد من التقارير الفرنسية خبر نهاية مشوار المدرب البرتغالي ليوناردو جارديم مع نادي موناكو، وذلك بعد سلسلة من النتائج السيئة في الدوري الفرنسي هذا الموسم أدت إلى تواجد الفريق في مراكز الهبوط بعد مرور 9 جولات فقط من الموسم برصيد 6 نقاط من انتصار وحيد و3 تعادلات و5 هزائم، 3 منهم في أخر 3 جولات.
ولم تتراجع نتائج الفريق بشكل كارثي في الدوري فقط، بل أن الفريق استهل مشواره هذا الموسم في دور المجموعات لدوري الأبطال بتعرضه لهزيمتين في أول جولتين، علاوة على خسارة ثقيلة ب5 أهداف في بداية الموسم ضد باريس سان جيرمان في مباراة السوبر الفرنسي.
وقد يبدو الأمر غريبًا للحال الذي وصل إليه موناكو ومدربهم البرتغالي الذي ارتبط بتدريب كبار الأندية الإنجليزية مع نهاية الموسم الماضي عندما كان ضمن دائرة ترشيحات أرسنال لخلافة المدرب أرسين فينجر في قيادة الفريق، وذلك بعد أن قدم البرتغالي 4 مواسم لامعة مع نادي الإمارة الفرنسية تمكن خلالها من تحدي باريس سان جيرمان على لقب الدوري بل ونجح في انتزاعه في البطل الفرنسي المهيمن في موسم 16/17، علاوة على الوصول بالفريق لنصف نهائي دوري الأبطال في 2017 ولأول مرة منذ عام 2004، وهي جميعها إنجازات ساهمت في صناعة سمعة مميزة للمدرب جارديم.
جارديم إن كان قد واجه صعوبات حقيقة في موناكو، فهي صعوبات الحفاظ على قوام الفريق الذي كان يتغيير بشكل شبه ثابت سنويًا، حتى أن القوام الحالي للفريق هذا الموسم مختلف تمامًا مقارنة بالفريق الذي حقق لقب الدوري الفرنسي في عام 2017، وهذا أدى إلى تقديم الفريق الحالي بداية كارثية لموسم 2018/2019 بسبب عملية الإحلال والتجديد في صفوف وعناصر الفريق بشكل لا يتوقف وهو ما أثر بشكل واضح على تجانس وأداء الفريق.
وكان النادي قد استغنى عن أكثر من 15 لاعب هذا الصيف ما بين بيع، انتهاء عقد أو إعارة، وضم أكثر من 10 لاعبين بتكلفة تجاوزت ال100 مليون يورو، لكن النادي الفرنسي قد تحصل على ما يزيد عن 200 مليون يورو من جراء بيع نجومه في صيف 2018، وكان الأسم الأبرز الذي رحل في صيف 2018 هو لاعب الوسط المدافع البرازيلي فابينهو الذي انضم لصفوف ليفربول، بالإضافة لبيع الجناح الفرنسي توماس ليمار لصفوف نادي أتلتيكو مدريد، وهما صفقتين أدخلا خزائن النادي أكثر من 100 مليون يورو.
ويتضح من تحركات موناكو في سوق الإنتقالات فكر وتوجه إدارة النادي التي تتعامل بشكل اقتصادي وتجاري مع الفريق الوحيد الذي كسر هيمنة باريس سان جيرمان على الدوري الفرنسي في أخر 5 سنوات، فخلال الفترة من صيف 2014 وحتى صيف 2018، أنفقت إدارة النادي ما يقارب من 400 مليون يورو على إبرام صفقات للفريق، في حين دخل خزائن النادي خلال هذه الفترة من يقارب من 800 مليون يورو (770 بالتحديد) من عملية بيع اللاعبين ونجوم الفريق الذين يعدوا من أبرز اللاعبين في الساحة حاليًا، ولعل الأسم الأبرز على الإطلاق في الوقت الحالي هو المهاجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي الذي أدخل وحده خزائن النادي أكثر من 120 مليون يورو نظير بيعه لصفوف باريس سان جيرمان.
واللافت في عملية البيع والشراء لنادي موناكو خلال تواجد ليوناردو جارديم، أن موسم 2016/2017 كان الموسم الوحيد الذي صرف فيه النادي على الصفقات (45.5 مليون يورو) أكثر من ما استقبلته خزائن النادي من بيع اللاعبين (16 مليون يورو فقط)، وهو الموسم الذي شهد تحقيق موناكو للقب الدوري والوصول ضمن ال4 الكبار في القارة خلال دوري أبطال أوروبا.
عقد جارديم كان ينتهي في صيف 2020، وهو المدرب الذي كان لا يمانع في تكرار تجربة السير أليكس فيرجسون – مدرب مانشستر يونايتد الشهير – في موناكو بتواجده مع الفريق لأطول فترة ممكنة وصناعة عملاق أوروبي وليس محلي فقط، لكن توجه إدارة النادي ومتغيرات السوق وطموح اللاعبين حال دون تحقق رغبة المدرب البرتغالي الذي سيعد من الأسماء اللامعة المتاحة في عالم التدريب حاليًا.