الشك والغرام القاتل

جنبًا إلى جنب وقفت «مروة.ع»، صيدلانية، إلى جوار زوجها عيسى موريس، صيدلانى، حتى تمكن الزوج من افتتاح 3 صيدليات بمحيط سكنهما فى منطقة بولاق الدكرور فى الجيزة: «صراحةً هىّ كانت ست بمئة رجل، ومخلصة»، يقول جيرانهما إن المصير الذى لقيته الزوجة لا تستحقه: «زوجها الدكتور ضربها بالنار، وقتلها وهرب حتى ضبطته الشرطة».
قبل 18 عامًا، جاء الزوجان من محافظة أسيوط للاستقرار فى «بولاق»، كان الكفاح محور حياتهما: «لولا مروة ما وصل الزوج إلى نجاحاته»، قالها أحمد محمود، أحد الجيران، فى آسى، وأضاف: «الحقيقة كل النّاس تدعو للزوجة- المجنى عليها- بالرحمة».
أنجب الزوجان 6 من الأبناء، أكبرهم عمرها 16 عامًا، هكذا أكد «محمود» ل«المصرى اليوم»، وأضاف: «للأسف مروة ماتت وهى حامل فى طفل جديد، ترتيبه ال7»، فعندما قتل «عيسى» زوجته بالرصاص لم يفكر فى شىء سوى الانتقام من زوجته التى صفعته على وجهه»- حسب رواية محمود.
عياريان ناريان أطلقهما الصيدلانى المتهم على زوجته، صباح الجمعة الماضى، لم يسمع بهما أحد من الجيران، لكنّهم استيقظوا على أصوات صراخ الأبناء: «صحينا من النوم بعد ال7 صباحًا فى فزع، والأولاد يصرخون (بابا قتل ماما)»، بهذه الجملة بدأ «محمد حسن»، أحد الجيران، الذى يقطن بالطابق الذى يعلو الشقة محل الجريمة، كلامه وأكد أن المتهم استخدم مسدسًا كاتمًا للصوت.
أضاف: سألت أولاد المجنى عليها عن سبب إقدام والدهما على قتل الأم، فقالوا: «ماما كانت تشتبك مع والدنا بسبب اكتشافها رسائل غرامية على تطبيق ماسنجر كتبها الأب لسيدة أخرى»، وحكى الأبناء أمام فريق البحث الجنائى والنيابة العامة، كما يقول الجار حسن، أن الخلافات دبت بين والديهما بسبب إصرار الزوجة على الشكوى إلى قس بالكنسية «ماما هددت بابانا بأنها سوف تشكوه إلى القسيس بالكنسية، فصفعها على وجهها فردت له الصفعة، فأخرج سلاحه وقتلها». كان لاكتشاف «مروة» الرسائل الغرامية أثر بالغ على زوجها المتهم: «هدّدته بعدم مساعدته والعمل بالصيدلية التى افتتحها أسفل منزلهما، ومتابعة أعمالها»، يقول محمد أحمد، أحد الجيران، إن «عيسى» اضطر لإغلاق الصيدلية وفشل فى متابعة صيدليتين آخريين «الست مروة كانت بتعمل كل حاجة بنفسها، وعدم إشرافها على الصيدليات أحدث ضغطًا نفسيًا على زوجها».
عندما هرب المتهم، عقب قتل زوجته، حمل معه حقيبة ملابسه وأقراصا مخدرة وسلاح الجريمة، إضافة إلى آلاف الجنيهات والمشغولات الذهبية: «رأيته يهرب بسرعة ويلقى بحقيبته داخل سيارته الملاكى، وكانت بعض الأشياء التى جمعها تسقط منه على الأرض»، يروى «أحمد» ذلك، موضحًا: «أن الشرطة عندما ألقت القبض على المتهم كان بحوزته الحقيبة والأشياء الأخرى».
ترك أبناء «عيسى» منزل والديهم لأول مرة، عقب الجريمة: «أشقاء أمهم اصطحبوهم إلى منزلهم، وحاولوا عبثا البحث عن زوج شقيقتهم»، يقول حجاج محمد، عامل بالجراج الملاصق للعقار موقع الجريمة، إن أشقاء مروة كانوا يصرخون على شقيقتهم «ساعدته وراح يقتلها»، وكان الشر يطل من أعينهم «لو رأينا عيسى لفتكنا به».
عقب الجريمة، اكتظ شارع الثمانية ببولاق الدكرور برجال الشرطة، وفرضوا طوقًا أمنيًا حول العقار الذى شهد قتل «مروة»، وكشفت معاينة النيابة العامة أن المجنى عليها أصيبت بطلقتين ناريتين بالرقبة والصدر، وأجمع الجيران أمام النيابة على أن الزوج هو الجانى، وأظهرت التحقيقات أنه قبل أيام اتهمت المجنى عليها زوجها بالخيانة، وتردد سيدة تعمل كوافيرة عليه، وواجهته الزوجة بمضمون رسائل عاطفية بتطبيق ماسنجر، وقالت له إنها اطلعت عليها خلسة دون معرفته، ولذا رفضت العمل معه فى صيدلية ملكه، وفى غضون ساعات قليلة تمكنت أجهزة الأمن من ضبط المتهم الذى أقر بجريمته، وأرشد عن سلاح الجريمة.