من ينتصر فى الدورى.. الفلوس أم النفوذ؟

من ينتصر فى دورى ال60.. الفلوس أم النفوذ؟.. هذا هو السؤال الذى يفرض نفسه على إحدى أقوى البطولات المحلية فى الشرق الأوسط بعد أن تغيرت ملامح انتقالات اللاعبين، وارتفع سعر الصفقات فى مختلف الأندية، خصوصا بعد أن دخل نادى «بيراميدز» سوق الانتقالات حتى أصبح يمتلك أغلى لاعب فى البطولة وهو عمر جابر، نجم المنتخب الوطنى لكرة القدم والزمالك السابق، الذى انتهت صفقته إلى ما يقرب من 90 مليون جنيه.
وسيطر القلق والترقب على جماهير الأندية الشعبية، خصوصا الأهلى والزمالك حول إمكانية استمرارهم فى المنافسة على البطولات اعتمادا على عنصر الشعبية الذى يمنح القطبين النفوذ فى مواجهة منافسيهما سواء داخل أو خارج مصر، ولا يتوقف الأمر عند القطبين فقط بل تترقب جماهير أندية الإسماعيلى والاتحاد السكندرى والمصرى موقف فرقهم فى البطولة وقدرتهم على المنافسة على اللقب والظهور بمستوى متميز يليق بشعبيتهم أم أنهم سيقفون عاجزين أمام القدرة المالية التى تمتلكها أندية الشركات.
وتباينت آراء الخبراء بين مؤيد ومعارض حول إمكانية مواجهة الأندية التى تمتلك الإمكانيات المالية وقدرتها على الاستمرار فى المنافسة على بطولة الدورى فى مواجهة الفرق الأكثر شعبية.
من جانبه أكد على أبوجريشة، نجم الكرة المصرية والمشرف العام على فريق وادى دجلة، أن كرة القدم تعتمد على المال بشكل كبير حتى يستمر الفريق فى المنافسة على الدورى خلال الموسم الجديد، لكن فى نفس الوقت فإن الأندية الشعبية لديها من المقومات التى يدفعها للاستمرار فى المنافسة على البطولة، وقال أبوجريشة: لا يمكن الحكم على التجارب الجديدة قبل أربع سنوات حتى يتأكد القدرة على الاستمرار فى ضخ الأموال وكيفية الاستفادة منها حتى يمكن الحكم عليها.
وأكد خالد بيبو، نجم الأهلى والإسماعيلى الأسبق، أن العوامل المساعدة للأندية الشعبية، خصوصا الأهلى والزمالك، أكبر من ضخ الأموال فى كرة القدم رغم أهميتها، لافتا إلى أن الضغوط الإعلامية والجماهيرية التى تسيطر على القطبين هى العوامل الأكبر فى الدفاع عن المنافسة على الألقاب، مؤكدا أن الفرق التى تمتلك سلاح المال لا يوجد عليها أى ضغوط جماهيرية للمنافسة على البطولة وهى سلاح ذو حدين فى مباريات كرة القدم قد تدفع الأندية للمنافسة وقد تؤدى إلى الابتعاد عن البطولة.
فيما أكد شوقى غريب، المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى، أن وجود فريق «بيراميدز» فى الدورى بشكله الجديد سيضع الأهلى فى تحد كبير أمام جماهيره والرأى العام باعتبار أن الأحمر يمتلك الشعبية الأكبر فى مصر ويمتلك المنظومة الأكثر استقرارا فى الكرة المصرية، ومن ثم فإن الأهلى إذا ابتعد عن المنافسة على الدورى وتمكن «بيراميدز» من الدخول فى المراكز الثلاثة الأولى سيؤكد أن المال هو الذى انتصر فى الكرة المصرية، أما إذا حدث العكس سيدافع عن الأندية الشعبية، وأوضح غريب أن الزمالك تعامل بذكاء ودهاء شديد مع التغيرات التى طرأت على الكرة المصرية عندما عقد بروتوكولا مع مسؤولى بيراميدز تمكن خلاله من تدعيم الأبيض بصفقات جديدة وفى نفس الوقت تخلص مسؤولو الأبيض من اللاعبين الذين قد يكونون قنابل موقوتة فى حالة تمديد عقودهم بمبالغ مالية كبيرة لا تتناسب مع إمكانيات النادى، وشدد غريب على ضرورة مراقبة التجربة خلال الموسم الجديد بما ينفع الكرة المصرية وليس بما يضرها.
قال ربيع ياسين، لاعب النادى الأهلى الأسبق، إن فريق بيراميدز سيشعل أجواء الدورى المصرى، ولكن هذا لا يعنى أنه سيكون صاحب الكلمة العليا فى البطولة، لأنه وافد جديد عليه امتلاك بعض الأدوات حتى يستطيع المنافسة على الدرع، مثل الخبرات ونوعية اللاعبين، والتجانس، فضلا عن المنظومة الإدارية التى يتمتع بها النادى الأهلى، ومنافسه التقليدى الزمالك. فيما توقع لاعب الأهلى الأسبق أن بطولة الدورى ستنحصر بين قطبى الكرة، بين فائز ووصيف، لما لهما من شعبية طاغية، فضلا عن أن بيراميدز يحتاج بعض الوقت حتى يكتمل قوامه الرياضى والإدارى.