حلمى طولان: معايير الفوز لا تتوافر له.. والأموال وحدها فقط لا تكفى فاروق جعفر: «لسة بدرى على التجربة.. وأى شخص يقول غير كده مش بيفهم كورة» عصام عبدالمنعم: «تهريج».. ولن يقترب من القمة أو ينافس الأندية الكبيرة.. وأتوقع له الفشل لا حديث في الشارع الكروى هذه الأيام إلا عن نادي بيراميدز، والصفقات المدوية التي أبرمها، واللاعبين الكبار الذين نجح في التعاقد معهم.. وصار الجميع يترقبون بداية مسابقة الدوري العام لتقييم التجربة. وبين أحلام النجاح والتربع على منصات التتويج، ومزاحمة الكبار ومنافستهم على حصد الألقاب، ومواجهة سيناريو أندية الشركات في الاستقرار فقط في المنطقة الدافئة، والاكتفاء بالمنافسة على كأس مصر، والتمثيل المشرف في البطولات الأفريقية يتحسس نادي "بيراميدز" خطواته الأولى على خريطة الكرة المصرية. القصة بدأت بإعلان المستشار تركى آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية، في 20 يونيو الماضى إتمامه رسميا عملية شراء نادي "الأسيوطى سبورت"، وتغيير اسمه إلى نادي "الأهرام" لكرة القدم، وقام آل الشيخ بتعيين حسام البدرى المدير الفنى السابق لفريق الكرة بالنادي الأهلي رئيسا للنادي، وأحمد حسن كابتن منتخب مصر الأسبق مديرا، وفوجئت جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها بالبدرى وأحمد حسن يبرمان صفقات من العيار الثقيل مع نجوم الدوري المصرى لدعم صفوف الفريق، بعدما أخبرهما تركى بأنه قد فتح خزائنه بلا حدود لدعم الفريق بأفضل اللاعبين، وبالفعل قام مسئولو بيراميدز بضم عدد من الصفقات المدوية من داخل الدوري المصرى، إلى جانب ضم أربعة لاعبين على أعلى مستوى من الدوري البرازيلى، هم: المهاجم لوكاس ريباما وصانع الألعاب كينو، وأرتور كايكى لاعب خط وسط من نادي شابيكوينسى البرازيلي، وكارلوس إدواردو من نادي قوياس البرازيلي، كما تعاقد آل الشيخ مع جهاز فنى برازيلى بمدير فنى برازيلى بالكامل بقيادة ألبرتو فايلنتم. إقدام آل الشيخ على شراء "الأسيوطى" وإنفاق هذه الأرقام الضخمة على تأسيس وتدعيم الفريق، جاء بعد خلافاته الأخيرة مع مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود الخطيب، وهو ما أوعز لجماهير وعشاق النادي الأهلي بأن آل الشيخ اشترى نادي الأسيوطى ودعمه بالكثير من النجوم المصريين والأجانب، فقط بدافع تعطيل مسيرة الأحمر نحو الاحتفاظ بلقب الدوري. "فيتو" التقت عددا من خبراء الكرة المصرية لاستطلاع آرائهم بشأن توقعاتهم لتجربة نادي بيراميدز في مسابقة الدوري الممتاز بالموسم الجديد، وهل سيكون بمقدور هذا الفريق الوليد تهديد عرش الكبار خاصة ناديى الأهلي والزمالك في الاستحواذ على بطولتى الدوري وكأس مصر. عصام عبد المنعم في البداية أكد عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الأسبق، أن فريق بيراميدز برغم كل إمكانياته لن يكون بمقدوره تهديد عرش القطبين، وتربعهما على قمة مسابقتى الدوري وكأس مصر، وقال: سيكون من الصعب على الفريق الاقتراب من القمة، لأن الأندية الكبيرة، وخاصة الأهلي والزمالك والإسماعيلى وغيرها، لديها خبرات متراكمة منذ عشرات السنين، والمنافسة على مستوى الدوري الممتاز مختلفة، وتحتاج إلى رصيد ضخم من الخبرات الفنية والإدارية وقاعدة جماهيرية وإعلامية وكيان متكامل لديه من الأدوات ما يؤهله للمنافسة، أما أن تقوم بتكوين فريق كرة قدم في أقل من شهرين، وتزعم أنه سينافس على البطولات، فأعتقد أن هذا الكلام في علوم كرة القدم هو تهريج. وتابع عبد المنعم: "ما ينفعش تخلق كيان من العدم في شهرين وعايزه ينافس، وأرى أنها مجرد تجربة جديدة، والأمر ليس مجرد مدرب كفء أو لاعبين فقط، بل لابد أن يكون هناك كيان متكامل، وأتوقع أن بيراميدز هيكون هدفه البقاء في الدوري الممتاز، أو في مركز مطمئن على الأقل في الموسم الأول، وأشار إلى أنه لابد أن تتقبل الجماهير فكرة شراء الأندية في مصر فهى تجربة جديدة قد تفيد الكرة المصرية، ولكن لابد لها من ضوابط قانونية وأخلاقية تحكمها حتى لا تصبح وبالا على الكرة المصرية، واختتم حارس النادي الأهلي سابقًا بأنه يتوقع الفشل لهذه التجربة لأن "الحاجة اللى ملهاش أصول وملهاش جذور لن يكون بمقدورها الثبات على الأرض وستنكسر مع أول هبة ريح". فاروق جعفر من جانبه أكد نجم مصر والزمالك الأسبق الكابتن فاروق جعفر، أنه من السابق لأوانه تقييم تجربة نادي بيراميدز في الوقت الحالى، فحتى الآن فريق الكرة بالنادي هو مجرد بناء من هيكل خرسانى، ولابد أن يتم تشطيبه وتزويده بكل المرافق قبل أن يتم الحكم عليه، فلابد أن نشاهد مجموعة اللاعبين الذين ضمهم النادي على الطبيعة، وهل سيستطيع هؤلاء اللاعبون أن ينسجموا مع بعض؟، وهل سيكون بمقدور المدير الفنى للفريق صنع توليفة متجانسة من قماشة اللاعبين المتواجدة معه؟، وهل سيكون بمقدوره السيطرة على هذا الكم من النجوم؟، كل هذه أسئلة لابد من الإجابة عليها قبل الحكم على الفريق، هذه هي مبادئ كرة القدم وفنياتها، وأى شخص يقول غير هذا الكلام «يبقى مابيفهمش كورة». حلمى طولان وتوقع الكابتن حلمى طولان نجم الزمالك السابق، لفريق بيراميدز أن تكون بدايته في مسابقة الدوري الممتاز، هي نفس البدايات التي مرت بها أندية الشركات التي ظهرت في السنوات الخمسة عشرة الماضية، مثل إنبى وبتروجت ووادى دجلة، فهذه الأندية بدأت في الدوري المصرى بدايات متواضعة، رغم إمكاناتها المادية الكبيرة، ومع مرور الوقت واكتساب خبرات اللعب في الدوري الممتاز بدأت تظهر بشكل مؤثر وتنافس على المربع الذهبى في بطولتى الدوري والكأس، لكنها عجزت عن الفوز بلقب الدوري، وفاز إنبى فقط مرتين بكأس مصر، وهو ما يؤكد أن الأموال وحدها فقط ليست كافية لتحقيق البطولات، بل لابد من توافر أدوات أخرى كثيرة لحصد الألقاب، أهمها روح البطولة وحب الكيان والقاعدة الجماهيرية والخبرات المتراكمة والتخطيط الجيد، ثم يأتى بعد ذلك اللاعب الجيد والمدرب الكفء، وأعتقد أن أغلب هذه الشروط ليست متوفرة لفريق بيراميدز في الوقت الحالى. زكريا ناصف أما زكريا ناصف نجم الأهلي ومنتخب مصر الأسبق، فرأى أن نادي بيراميدز لديه الكثير من الأموال، وقادر على شراء أفضل اللاعبين، والاستعانة بأفضل المدربين لتدريب الفريق، ولكنه رغم كل هذه الإمكانيات المادية الضخمة، لن يستطيع أن يكون قطبا ثالثا في الكرة المصرية، ربما ينجح في حصد بطولة بالصدفة، ولكنه لن يستطيع أن يصبح من أندية القمة، وإن نجح في الوصول إليها فلن يبقى فوق القمة كثيرا، فالوصول إلى القمة ربما يكون سهلا في وقت ما ولكن الحفاظ عليها لا يملكه إلا الكبار.