ضربة البداية لبطولة الدوري العام لكرة القدم للموسم الجديد جاءت مخيبة لآمال الجماهير هزيلة ومتواضعة.. الحذر الدفاعي غلب علي الاداء العام لاطراف المباريات في الأسبوع الأول.. والعقم التهديفي والسلبية الهجومية كانت السمة الابرز لها.. الكل يخشي الخسارة في الجولة الافتتاحية.. بسبب ما انفقته تلك الأندية في الميركاتو الصيفي من ملايين في عملية شراء اللاعبين واتمام الصفقات الجديدة لدعم صفوفها وتخطت قيمة هذا الميركاتو المليار جنيه بعدة ملايين نتيجة ظهور نادي بيراميدز الذي خلق سوقاً جديداً في انتقالات اللاعبين مبالغ فيها وبأسعار لا تتناسب علي الاطلاق مع قيمة وقدرات والقوة الاقتصادية لمنظومة كرة القدم المصرية والامكانيات الفنية والبدنية للاعبين المصريين. غياب هذا التدرج في عملية تقييم القيمة التسويقية باسلوب علمي عللها مسئولو نادي بيراميدز برغبتهم في المنافسة علي البطولات محلياً وأفريقياً في المستقبل القريب.. كما ان الصراع الدائم والمستمر بين قطبي الكرة المصرية الكبيرين الأهلي والزمالك يعد سبباً مباشراً في تلك الأسعار الجنونية والخيالية للاعبين وكانت الصفقة التي قام بها النادي الأهلي الموسم الماضي بشراء مهاجم إنبي صلاح محسن ب 35 مليون جنيه وهو المبلغ المعلن والله أعلم بما تم "تحت الترابيزة". صفقة صلاح محسن الذي يجلس الآن علي الدكة الحمراء كانت بمثابة المسمار الأخير الذي دقه الأهلي في نعش سوق الانتقالات ذلك السوق الذي اصيب بالجنون وكان الأهلي نفسه أول الخاسرين والمتضررين من تلك الصفقة الخيالية لانه كان من الطبيعي ان يطالب بقية اللاعبين بالمساواة مع صلاح محسن لانهم هم من حققوا البطولات والانجازات علي مدار السنوات الأخيرة وليس صلاح محسن واسفرت تلك الازمة وهذا الصراع بين إدارة الأهلي ونجوم الفريق عن خسارة الفريق لجهود نجمه الأول وأفضل صانع ألعاب في مصر عبدالله السعيد الذي استقر به المقام بالدوري السعودي بعد ان توجه في البداية لنادي الزمالك ومنه للدوري الفنلندي. المهم ان الجماهير ونحن معها تنتظر وتترقب بشغف بعد ان أصبح سعر اللاعب "بيتاقل" بالذهب دون النظر إلي مدي جودته الفعلية أو هو عيار كام "24" ولا "18" ولا حتي عيار "9" المهم الآن ان نري مردود هذا المليار من الجنيهات وأكثر والذي انفق في الميركاتو الصيفي يترجم علي ملاعبنا الخضراء ويقدم لنا كل عناصر ومظاهر المتعة والاثارة والقوة وفنون الساحرة المستديرة من طرق لعب متطورة وسرعة وقوة في الاداء ومعدلات لياقة بدنية مرتفعة وقدرة علي غزو الشباك.. نريد ان نشاهد صراعاً حقيقياً ومنافسة شرسة علي قمة الدوري بين عدة أندية.. وألا تقتصر المنافسة علي خطف درع الدوري بين القطبين العملاقين الزمالك والأهلي وهي حكاية كل موسم منذ انطلقت مسابقة الدوري العام المصري لأول مرة عام 48.. فالتشويق غائب دائماً عن الدوري المصري بسبب احتكار الزمالك والأهلي لبطولاته. وهنا يمكن ان نلتمس العذر لتلك البداية المتواضعة لافتتاح المسابقة نتيجة للاسباب التي ذكرتها بالإضافة إلي ان اللاعبين في حاجة إلي انتظام المباريات الرسمية لاكتساب اللياقة البدنية المطلوبة ودخول الفورمة الفنية العالية لاجواء المسابقة بما ينعكس علي ارتفاع المستوي العام ويظهر الوجه الحقيقي لقدرات كل فريق فنحن مازلنا في بداية الموسم ومن الطبيعي ألا يصل اللاعب لقمة مستواه الفني والبدني من خلال المباريات الودية التي خاضها في فترة الاعداد. هذا الواقع يفسر لنا لماذا لم يقدم مثلث القمة للكرة المصرية الأهلي والزمالك والإسماعيلي المستوي اللائق بإمكانيات النجوم الكبيرة التي تضمها ويقودها خبرات أجنبي ممثلة في جروس السويسري المدير الفني للزمالك وكارتيرون الفرنسي المدير الفني للأهلي وخير الدين مضوي المدير الفني الجزائري للدراويش وهم أيضاً في حاجة أيضاً لمزيد من الوقت للتعرف أكثر علي إمكانيات لاعبيهم ولكن يبقي الأمل ان تكون مباريات الجولة الثانية التي تنطلق اليوم البداية القوية التي تحمل لنا الإثارة والمتعة المنتظرة وتعوضنا عن تواضع المستوي في ضربة البداية.