تعقد غدا «الخميس» بالخرطوم قمة ثنائية بين الرئيس السودانى عمر حسن البشير والرئيس عبدالفتاح السيسى الذي يقوم بزيارة قصيرة للسودان تستغرق عدة ساعات، وتأتي هذه القمة في إطار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتأكيدا على الروابط المشتركة وعلاقات الأخوة الأزلية التي تجمع بين شعبي وادي النيل، كما تأتى ترسيخا وتعزيزا لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرةوالخرطوم، وتعظيما لمساحات التعاون المشترك بينهما بما تناسب مع أهميتها، ويرتقى لطموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات سياسية واقتصادية وإجتماعية وثقافية وطيدة 0 وتعد الزيارة التي يقوم بها غدا الرئيس السيسي للخرطوم هي الخامسة، وكانت زيارته الأخيرة لها في أكتوبر عام 2016، وخلالها ألقى كلمة أمام الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني، كما تعد الأولى بعد فوزه بفترة رئاسية ثانية في مارس الماضي، فيما تعد القمة اللقاء الثالث بين الرئيسين المصرى والسودانى خلال العام الحالى ( 2018 )، حيث كان اللقاء الأول بينهما في شهر يناير الماضى في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا على هامش القمة الإفريقية، وكان اللقاء الثانى في مصر في شهر مارس الماضى، واتسم اللقاءان بالأخوية والمصارحة والمكاشفة استنادا إلى خصوصية وقوة العلاقات المصرية السودانية والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين على جميع المستويات0 و ستتناول «قمة الخرطوم» بالبحث والمناقشة سبل تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين، بما من شأنه رفع مستوى التعاون والتنسيق الثنائي إلى أعلى مستوى، على النحو الذي يعكس الأهمية الكبرى التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما، وكذا مناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها قدما للأمام، وتبحث القمة كذلك الفرص المتاحة وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين مصر والسودان، ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل، وهيئة وادى النيل للملاحة النهرية، واللجنة القنصلية، واللجنة العسكرية، ولجنة المنافذ الحدودية، وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري خارجية البلدين 0 وكان الرئيسان السيسي والبشير قد اتفقا مؤخرا على تشكيل لجنة وزارية مصرية سودانية مشتركة للتعامل مع مختلف القضايا الثنائية وتذليل كافة الصعوبات والتحديات التي قد تواجه تلك العلاقة الأخوية العميقة، وذلك في إطار من التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة القادمة والعمل على إعطاء العلاقات الثنائية قوة دفع جديدة في جميع جوانبها، بما يحقق نقلة نوعية تلبى طموحات الشعبين الشقيقين، كما اتفقا على الحفاظ على دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة بما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة وتذليل التحديات التي تعوق التعاون خاصة في مجالات الطاقة والربط الكهربائي، والنقل البري والجوي والبحري، ومشروعات البنية التحتية، والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدى البلدين. وتؤكد الروح الإيجابية بين البلدين، والحرص التام على توثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور والتنسيق المتواصل بينهما في القضايا ذات الاهتمام وحيال مختلف الموضوعات والملفات، لا سيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن، أن ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير، يعزز تطوير التعاون الثنائي على كافة الأصعدة، وأن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تتطور إلى الأمام، وأن المرحلة المقبلة سوف تشهد زخما في العلاقات على كافة المستويات، خاصة مع بدء التعاون في مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، والتعاون في مجال إدارة وتأمين المطارات، والبحث المشترك عن حلول للتحديات التي تواجهها هيئة وادى النيل للملاحة النهرية التي تربط بين منطقتى وادى حلفا بالسودان وأسوان0 وتبرهن على مالدى القاهرةوالخرطوم من قناعة راسخة بمحورية وإستراتيجية العلاقات المشتركة في ظل الروابط الأخوية التي تربط البلدين والشعبين، ووحدة المسار والمصير، ويثبت صدق عقيدة الدولة المصرية على مدى عقود طويلة والتى تؤكد أن العلاقات مع السودان وشعبها الشقيق تعد من أولويات الأمن القومى المصري، وأنها علاقة إستراتيجية مصيرية، وعقيدة راسخة لا تتزعزع، ومن غير المسموح العبث أو التلاعب في المرتكزات القوية التي تقوم عليها، الأمر الذي تقابلة رغبة سودانية في مواصلة التنسيق مع مصر بما يسهم في تحقيق المصلحة المشتركة في ظل التحديات التي تفرضها الأوضاع الإقليمية الراهنة0