تعقد اليوم بالعاصمة السودانية الخرطوم, قمة ثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني في إطار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين, تأكيدا علي الروابط المشتركة وعلاقات الأخوة الأزلية التي تجمع بين شعبي وادي النيل, وترسيخا وتعزيزا لأهمية الشراكة الإستراتيجية بين القاهرةوالخرطوم, وتعظيما لمساحات التعاون المشترك بينهما بما يتناسب مع أهميتها. ومن المقرر أن تتناول قمة الخرطوم بحث ومناقشة سبل تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين, بما من شأنه رفع مستوي التعاون والتنسيق الثنائي إلي أعلي مستوي, علي النحو الذي يعكس الأهمية الكبري التي توليها الدولتان للعلاقات بينهما, وكذا مناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها قدما للأمام. وتبحث القمة كذلك الفرص المتاحة وتفعيل الآليات المشتركة المتعددة بين مصر والسودان, ومن بينها اللجنة الخاصة بتعزيز التجارة والهيئة الفنية العليا المشتركة لمياه النيل, وهيئة وادي النيل للملاحة النهرية, واللجنة القنصلية, واللجنة العسكرية, ولجنة المنافذ الحدودية, وآلية التشاور السياسي علي مستوي وزيري خارجية البلدين. وكانالرئيسان السيسي والبشير اتفقا مؤخرا علي تشكيل لجنة وزارية مصرية سودانية مشتركة للتعامل مع مختلف القضايا الثنائية وتذليل كل الصعوبات والتحديات التي قد تواجه تلك العلاقة الأخوية العميقة, في إطار من التنسيق والتشاور المكثف من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل علي إعطاء العلاقات الثنائية قوة دفع جديدة في جميع جوانبها, بما يحقق نقلة نوعية تلبي طموحات الشعبين الشقيقين. كما اتفقا علي الحفاظ علي دورية انعقاد هذه الآليات بصورة منتظمة بما يؤمن تعزيز مصالح البلدين ومعالجة وتذليل التحديات التي تعوق التعاون, خاصة في مجالات الطاقة والربط الكهربائي, والنقل البري والجوي والبحري, ومشروعات البنية التحتية, والاستفادة من الخبرات الاستشارية والتنفيذية المتوافرة لدي البلدين. وتؤكد الروح الإيجابية بين البلدين والحرص التام علي توثيق أواصر التعاون في مختلف المجالات وتعزيز التشاور والتنسيق المتواصل بينهما في القضايا ذات الاهتمام المشترك, أن ما يجمع شعبي وادي النيل من تاريخ مشترك ووحدة المصير يعزز تطوير التعاون الثنائي علي كل الأصعدة, وأن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تتطور إلي الأمام. ومن المقرر أن تشهد المرحلة المقبلة زخما في العلاقات علي كل المستويات, خاصة مع بدء التعاون في مشروع الربط الكهربائي بين البلدين, والتعاون في مجال إدارة وتأمين المطارات, والبحث المشترك عن حلول للتحديات التي تواجهها هيئة وادي النيل للملاحة النهرية التي تربط بين منطقتي وادي حلفا بالسودان وأسوان. وتبرهن القمة المشتركة علي قناعة القاهرةوالخرطوم الراسخة بمحورية وإستراتيجية العلاقات المشتركة في ظل الروابط الأخوية التي تربط البلدين والشعبين, ووحدة المسار والمصير, ويثبت صدق عقيدة الدولة المصرية علي مدي عقود طويلة.