فريدة عثمان: أتمنى مقابلة الرئيس «السيسى» لإبلاغه بأن نظام التعليم يدمر الأبطال

من الصعب أن تشرق شمس النجومية فى حياة الإنسان، إلا إذا كان يملك الموهبة والإرادة، اللتين تجعلانه قادرا على تقديم الأفضل وتعويض ما فاته، بل يحقق الإنجاز تلو الإنجاز محطما الأرقام القياسية، وهو ما ينطبق على فريدة عثمان بعد تتويجها ببرونزية سباق 50 م فراشة ببطولة العالم للألعاب المائية ببودابست فى المجر.
وحققت فريدة إنجازا تاريخيا للسباحة المصرية بحصولها على أول ميدالية فى منافسات بطولة العالم فى تاريخ السباحة المصرية. وحصدت نجمة مصر البرونزية محققة زمن 25.39، وجاءت خلف السباحة السويدية سارة سيجوستروم التى حصدت الذهبية، والسباحة الإيرلندية رانومى كروموويدجوجو التى فازت بالفضية بفارق جزء من الثانية عن فريدة.
و«المصرى اليوم» أجرت حوارا عبر الهاتف من بودابست مع فريدة التى ستعود إلى القاهرة فجر الثلاثاء إلى القاهرة. وكشفت «فريدة» عن واقعة كادت تحرمها من المشاركة فى البطولة عندما فوجئت بأن «المايوه» الخاص بها مقطوع، وهو ما كان يهدد باستبعادها من المنافسات، مشيرة إلى أن الدنيا اسودت فى نظرها وتخيلت نفسها تعتذر عن عدم المشاركة بسبب «المايوه»، ولكنها تذكرت أنها تحمل «مايوه» احتياطيا حل المشكلة.
وأعربت عن أمنيتها أن تنال تكريم الرئيس السيسى، وأن طلبها هو تعديل نظام التعليم الذى يحارب الموهوبين رياضيا، وكشفت عن العديد من الحقائق فى الحوار التالى:
■ مبروك الفوز ببرونزية العالم وتحقيق إنجاز تاريخى.
- الحمد لله على الإنجاز الكبير الذى لم يحدث من قبل فى تاريخ السباحة المصرية منذ إنشاء الاتحاد عام 1910، والأهم أن السباحة المصرية انتقلت إلى العالمية، خاصة أن المنتخب المصرى الذى شارك فى البطولة وضم 12 لاعبا تأهل غالبيتهم إلى الأدوار نصف النهائية، وهو أمر ليس سهلاً، لأن أبطال السباحة العالميين دائما ما يكونون من الدول المتقدمة تكنولوجيا، خاصة أن اللعبة مكلفة وتحتاج قدرات وإمكانات خاصة.
■ استضافتك «المصرى اليوم» بعد بطولة العالم الماضية فى كازان بعد حصد المركز الخامس، وذكرتِ أن الندوة المقبلة ستكون لتكريمك للفوز بميدالية.. فما سر هذه الثقة؟
- أمارس السباحة وعمرى 15 عاما، وطوال مسيرتى كلما دخلت بطولة فهدفى دائما الفوز بميدالية وأسعى لتحسين كل أرقامى، سواء فى سباحة الفراشة 50 و100 متر، أو فى سباحة 50 و100 متر حرة وتسجيل أرقام جديدة باسمى، وعقب حصدى المركز الخامس فى كازان أقسمت أنى لن أتنازل عن حلم الميدالية فى بودابست، والحمد لله تحقق حلمى ووعدى فى الندوة السابقة ب«المصرى اليوم».
■ ما سر اختيارك للسباحة القصيرة رغم أن شهرة مصر فى السباحات الطويلة؟
- سباحة المسافات القصيرة صعبة للغاية، لأن الفارق يكون بين اللاعبات أجزاء من الثانية، وأنا أجد نفسى فى سباحات ال50 مترا التى تحتاج القوة، رغم أن أى أخطاء فيها يعنى الحصول على مركز متأخر، والحمد لله نجحت فى المركز الثالث بزمن 25.39 وبفارق كسر من الثانية عن السباحة الإيرلندية رانومى كروموويدجوجو التى فازت بالفضية.
■ ما أصعب المواقف التى تعرضت لها خلال المشاركة فى البطولة؟
- مجهود سنتين من الإعداد للبطولة كان هيضيع فى لحظة واحدة حينما فوجئت خلال الاستعداد للمنافسات بأن «المايوه» الخاص بى مقطوع، وهو ما كان يهدد باستبعادى من المنافسات، والدنيا اسودت فى نظرى وتخيلت نفسى اعتذر عن عدم المشاركة وأغادر لسبب أن «المايوه» اتقطع، ولكن الحمد لله فى هذه اللحظة تذكرت أنى احمل مايوه احتياطيا فى حقيبتى وهو ما أنهى المشكلة.
■ ما معدل ساعات تدريبك اليومى؟
- أتمرن 10 وحدات تدريبية فى الأسبوع بما يعادل 30 ساعة، خاصة قبل البطولات المهمة، والحمد لله كلما كان الاجتهاد فى المران تحقق الإنجاز، وكما قلت نظام الدراسة يساعد على تحقيق الإنجاز وليس قتل الإبداع كما يحدث فى مصر.
■ من أكثر الداعمين لك على مدار مسيرتك؟
- والدتى وشقيقى عانيا الآمرين معى، وفى فترات طويلة شعرت أن البعض يهاجمنى ولا يريد لى النجاح، ولكن وقوف أسرتى بجوارى ساعدنى على تخطى الكثير من المشاكل، ومنها كان تعلُّم أننى ضحيت بحياتى كفتاة وأعيش بمفردى فى أمريكا وحرمت نفسى من الخروج بصحبة أصدقائى والتسوق فكما قلت أتدرب أسبوعيا بمعدل 30 ساعة.
■ هل التعليم فى مصر يقف حائلا دون التفوق الرياضى؟
- هذه حقيقة، فأسلوب الدراسة فى مصر عقيم، ولا يساعد على صناعة أبطال أولمبيين، عكس الدول الأوروبية التى تهتم كثيرا بالرياضة فى الجامعات لأنها المنبع الأول لإفراز أبطال أولمبيين لدولهم، وعندما قدمت على المنحة الدراسية فى أمريكا تم قبولى وضمى إلى منتخب الجامعة، حيث أتدرب يوميا مع المنتخب، وهناك شىء تعلمته مهم جدا هو أن الأهم روح الفريق، فالهدف تحقيق إنجاز يسجل باسم الجامعة وليس لشخصك، وأتمنى أن يطبق هذا الفكر فى مصر، وأن تتم إعادة النظر فى نظام التعليم فى مصر.
■ هل يغضبك أنك صناعة أمريكية؟
- لا أغضب، بل على العكس فأنا بطلة العالم للناشئين قبل السفر إلى أمريكا، ولا أنكر أنى استفدت، فالموهبة تحتاج إلى التدريب بأسلوب علمى لصقلها وتوظيفها بشكل سليم لحصد البطولات، والحمد لله لم أفكر يوما فى اللعب لأمريكا واللعب دائما تحت مظلة العلم المصرى، ومن الطبيعى أن يستفيد أى لاعب من الاحتكاك الخارجى، وهو سر إقامة المعسكرات الخارجية.
■ ما سر تمسكك بالمدربة الأمريكية للتواجد معك فى منافسات كأس العالم؟
- المدربة الأمريكية التى أتدرب معها بالجامعة هى مدربة المنتخب الأمريكى فى نفس الوقت، وهى من اعتدت أسلوبها وطريقة التدريب معها، وهى وافقت على السفر متطوعة، واتحاد السباحة لم يتحمل سوى نفقات السفر والإقامة، وقد ارتدت تى شيرت المنتخب المصرى دلالة ًعلى أن الرياضة وسيلة تقريب الشعوب، ورسالة سياحية إلى الشعب الأمريكى بزيارة مصر.
■ كيف تتوقعين تكريمك بعد وصولك صباح غد الثلاثاء إلى القاهرة؟
- ترد ضاحكة: أمى وأخى أصريا على السفر لتشجيعى فى البطولة وأتمنى تكريما لى ولهما أن أحظى باستقبال حافل فى المطار لأن هذه الأشياء تظل خالدة فى ذاكرة النجوم، ودافعا لهم.. وبعيدا عن المطار، أتمنى أن أحظى بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى أسوة بما حدث مع زملائى من الرياضيين.
■ ما الطلب الذى ستطلبينه من الرئيس السيسى حال تكريمك؟
- تعديل نظام التعليم الحالى بحيث يكون دافعا للأبطال على تحقيق العديد من الإنجازات، وليس عائقا لهم، وفى أمريكا يعطون المنح للرياضيين، والرياضة تكون جزءا من النظام التعليمى، وهو ما يسهم فى صناعة الأبطال.
■ ما طموحاتك بالنسبة للأوليمبياد؟
- كما قلت السباحة المصرية حجزت مكانا بين الكبار، وأعتقد أن طموحا مشروعا لى أن أحلم بحصد ميدالية أولمبية فى طوكيو، خاصة أن أرقامى تتحسن عن أولمبياد ريو دى جانيرو، وأتمنى أن أحقق حلمى بحصد ميدالية أولمبية، وأحب أن أوجه الشكر للمهندس ياسر إدريس، رئيس اتحاد السباحة ومجلس الإدارة، والمدربين، وزملائى فى المنتخب، لدعمهم لى.. وأعد ببذل قصارى جهدى لأحقق المزيد من الإنجازات ورفع اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية.