«العيدية» فى زمن «التعويم».. «نعمل إيه فى عيد سعر الجنيه فيه قل؟»

«عيدية إيه فى الظروف الصعبة دى؟»، جملة ترددت على ألسنة المواطنين المارين فى الشارع، أياديهم محملة بمشتريات العيد، وجيوبهم أوشكت على الشكوى، وعقولهم تحسب وترتب «يا ترى نقلل العيدية ولا لأ؟، طب هنوفق إزاى مصاريفنا فى وسط الغلاء وتعويم الجنيه، والمرتب زى ما هو؟»، ليخرج كل منهم بقراره، فمنهم من استغنى عن العيدية، ومن قلل قيمتها، ومن اعتبرها عادة ويجب أن تظل كما هى.
«شنطة رمضان أولى من العيدية.. بتأكل غلابة كتير»، اعتاد محمد نجيب، إخصائى اجتماعى، على نفحة رمضانية سنوية بإحضار شنط رمضان، وفى العيد على توزيع العيدية على أولاده وأقاربه حتى عمر ال25، الأمر الذى بات صعباً عليه هذا العام مع ارتفاع كل شىء وبقاء راتبه كما هو، ففضل أن يقلل من العيدية: «كنت بوزع العيدية على حوالى 30 طفلا وشابا فى العائلة، 25 جنيها للشباب، وللأطفال 10 و5 جنيهات، فكنت بخرّج حوال 300 جنيه، وطبعاً السنة دى ال300 ممكن توصل ل500، فقررت أعيد على الأطفال فقط عشان أدخل السرور على قلبهم».
وأمام محل عطور بالسيدة زينب يجلس الحج عبد الفضيل، رجل خمسينى بالجلباب والعمّة الصعيدى، وداخل المحل يقف مع الزبائن عمر رجل أربعينى متوسط الحال، ويقول: «لا عيدية إيه؟ ربنا يسترها علينا، الدنيا غليت أوى واللى جاى على قد اللى رايح، أنا مش هوزع عيدية السنة دى على حد، حتى ولادى عشان هما كبروا، البركة بقى فى الحج عبد الفضيل»، قالها مازحاً، ليرد عليه عبد الفضيل: «آه طبعاً هوزع العيدية زى كل سنة لأولادى وولاد إخواتى وللعمال عندى كمان، مش بس كده، أنا كمان هزودها عشان الحاجات غليت عليهم وأنا الحمد لله راجل تاجر وقادر».
«دار الإفتاء قالت الزكاة السنة دى 12% بدل 25%، فإحنا كمان نقلل العيدية النصف بدل 100 نديهم 50» قالها حمد على، 55 عاماً، محاسب، مؤكداً «ولكن طبعاً مش هقلل العيدية لأنها عادة سنوية، والمفروض نزودها عشان قيمة الجنيه قلّت، لكن الدخل زى ما هو فمش هقدر أزودها»، واتفقت معه سيدتان فى عُمر الستين، الحجة زينب والحجة هالة على عدم تقليل قيمة العيدية: «إحنا بندّى العيدية لأحفادنا فقط، فمهما الدنيا غليت علينا هنزودهم عمرنا ما هنقللها».
الأمر اختلف هنا عند سيدة أخرى، ربة منزل، رفضت الإفصاح عن اسمها، وقررت الاستغناء عن إعطاء العيدية هذا العام: «متعودة أعطى عيدية كل عام، لكن نظراً للظروف وإنى مديونة هضطر أستغنى عن العيدية وأسدد ديونى أولى لأن هيكون صعب أعمل الإتنين»، بينما ترى سهام، 40 عاماً: «مش هينفع مع الظروف الاقتصادية تفضل العيدية زى ما هى، لإن ال200 هتبقى 400، فالحل نقلل من المبلغ ونبطل ندى للشباب.. كفاية الأطفال».