منشط «الهرمون الذكرى» يهدد بتدمير الرياضة النسائية (تقرير)

6 حالات لتعاطى المواد المنشطة أعلنت الوكالة المصرية لمكافحة المنشطات «النادو» اكتشافها خلال ال24 ساعة الماضية، غالبيتها لبنات ثبت تعاطيهن لمنشط الهرمون الذكورى «التستوستيرون»، بما يدق ناقوس الخطر فى الرياضة النسائية التى تفشت فيها ظاهرة تعاطى المنشطات، خاصة الهرمون الذكورى، والذى ينتج عنه تغيرات فسيولوجية للبنات تنعكس فى تغيير شكلهن، فضلا عن إصابتهن بالعديد من الأمراض كالعقم والسرطان. «المصرى اليوم» تفتح ملف المنشطات فى الكرة النسائية، خاصة بعد انتشارها فى الأعمار الصغيرة والكبيرة على السواء، وكشف العديد من اللاعبات أن المنشطات أصبحت أمرا طبيعيا، وأنه لو كلف أحد القائمين على الرياضة نفسه عناء التفتيش على حمام البنات قبل المشاركة فى بطولات الجمهورية لوجدوها مليئة ب«الحقن» وشرائط الأدوية المنشطة.
وأكدت الفتيات أنه لا يوجد فريق فى مختلف الألعاب إلا به فتاة أو اثنتان تتعاطيان المنشطات، خاصة الكرة النسائية التى تحولت فيها ظاهرة تناول المنشطات إلى وباء، وأصبح من المألوف أن تتم مشاهدة فتيات بتكوين عضلى أقرب للرجال ولهن شعر فى وجوههن، وتزامن ذلك مع حالة الترقب لقرار المنظمة الدولية للمنشطات «الوادا» ضد اتحاد ألعاب القوى، فى ظل اتجاه النية لإيقافه 3 سنوات بعد ثبوت إيجابية سبعة لاعبين، فى واقعة أخرى تتعلق بألعاب القوى فقط، وتعاطيهم منشط الهرمون الذكرى.
حقن
أكد الدكتور أسامة غنيم، مدير الوكالة الدولية المصرية لمكافحة المنشطات، أن اكتشاف 6 حالات منشطات فى أقل من 24 ساعة كارثة بكل المقاييس، خاصة أن جميعهم ثبت تعاطيه الهرمون الذكرى، وهو هرمون قاتل للرياضيين بصفة عامة، خاصة أنه يصيب بالعقم والسيدات بصفة خاصة، حيث إنه يتسبب فى تغيرات فسيولوجية تفقد معها الفتاة أنوثتها من خلال ظهور الشعر فى وجهها وتغير صوتها والاضطرابات فى الدورة الشهرية، ويصل الأمر إلى الإصابة بالعقم والسرطان، واعترف بأن ظاهرة المنشطات تفشت بصورة كبيرة فى الرياضة النسائية، خاصة فى الأعمار الصغيرة، والكارثة أن المدربين رغم الدورات التثقيفية والتوعية إلا أنهم يضربون بها عرض الحائط ويشجعون الفتيات على تناول المنشطات، التى إما أن تكون فى شكل حبوب أو حقن أو حتى يتم تناولها مع الأطعمة والمشروبات، والهرمون الذكرى يظهر تأثيره بعد أقل من ساعة، وهو ما يفسر وجود «حقن» وشرائط برشام فى حمام البنات قبل البطولة، وأضاف رغم أن تأثيره يظهر بعد ساعة كمنشط إلا أن آثاره تمتد طويلا فى الجسم، وقد تظهر العينة إيجابية بعد مرور 6 أشهر على تعاطى المنشط، وهو ما يجعل بعض اللاعبين يقسم بأنه لم يتناول المنشطات منذ فترة طويلة، ويظهر الأمر على أنه ضحية.
إحدى تدريبات منتخب الكرة النسائية «صورة أرشيفية»
وشدد غنيم على أنه فى اتحاد ألعاب القوى، وقبل البطولة الأفريقية، تم التحليل ل50 لاعبا ولاعبة وجاءت النتيجة سلبية، وبعد أسبوع واحد فقط حللت الوكالة الدولية للمنشطات «الوادا» للاعبين فى البطولة الأفريقية، وجاءت العينة إيجابية لسبعة منهم، وهو ما يعنى أنه تم منحهم المنشط بطريقة متعمدة رغم ما ردده اللاعبون بأنهم تناولوا كنافة وقد تكون تم حقنها بالتستوستيرون، وهو ما جعل الوكالة الدولية تهدد بإيقاف الاتحاد المصرى لألعاب القوى 3 سنوات، فضلا عن غرامة مالية كبيرة، وهى الأزمة التى ناقشها المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، خلال رحلته بسويسرا مع مسؤولى الوكالة الدولية، أملا فى عدم اتخاذ قرار بإيقاف الاتحاد المصرى وما يترتب عليه من حرمان ألعاب القوى من المشاركة فى أوليمبياد طوكيو.
رحاب ممدوح وتعليمات لإحدى لاعبات نادى النصر
ومن جانبه فجرت رحاب ممدوح، المدير الفنى للكرة النسائية بنادى النصر، أن المنشطات انتشرت بصورة كبيرة فى كرة القدم النسائية، ولا يوجد فريق حاليا إلا به لاعبة أو اثنتان على الأقل تتعاطيان المنشطات، وهو أمر لا يخفى على أحد، ومن الممكن أن يتعرف عليه أى مواطن عادى يشاهد مباريات الكرة النسائية، حيث يجد فى الملعب البنات والشعر فى وجوههن وأشبه ما يكون إلى الذقن وحتى إن بعض هؤلاء الفتيات لا يبالين ويحلقن شعرهن بالموس حتى يظهرن بمظهر رجولى فى الملعب، مشيرة إلى أنها عاصرت ذلك كلاعبة وكانت إحدى زميلاتها التى تلعب إلى جوارها فتاة طبيعية، ولكن بعد اعتيادها تناول المنشطات تحولت تماما وتغير شكلها وصوتها وتكوينها العضلى. وتابعت مدربة نادى النصر: الكارثة أن بعض هؤلاء الفتيات يتمادين ويتحرشن بزميلاتهن فى الفريق، وهو ما ينتج عنه كوارث، مشيرة إلى أن كل ذلك كان يحدث على مسمع ومرأى من سحر الهوارى، مسؤولة الكرة النسائية فى اتحاد الكرة، والتى لم تحرك ساكنا حتى تفشت الظاهرة وتحولت إلى وباء، وأكدت أن الكارثة فى أن هناك حالتين شهيرتين لفتاتين أجريتا عمليتين وتحولتا إلى رجلين بعدما كانتا تلعبان كرة نسائية، ويوجد حاليا إدارية فى نادٍ شهير أيضا مظهرها رجولى تمام نتيجة تعاطى المنشطات، ومن الطبيعى أن تشجع مثل هذه الإدارية البنات على تعاطى المنشطات بما يضاعف الكارثة، وطالبت رحاب الأندية بعمل رقابة لصيقة وحملات توعية للفتيات ضد أخطار المنشطات التوعية.
الدكتور أسامة غنيم مدير الوكالة الدولية المصرية لمكافحة المنشطات
يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه إحدى لاعبات الطائرة بفرق الشباب، والتى كانت متواجدة بمعسكر مغلق بالمركز الأوليمبى، ورفضت الكشف عن اسمها، خوفا من تعرضها لأزمات مع زميلاتها والمدربين، أنه أصبح من الطبيعى تناول الفتيات فى مختلف الأعمار المنشطات، خاصة فى ألعاب القوى، والتى تحتاج إلى تكوين عضلى، وقالت: من يريد التأكد من الأمر ليس عليه أكثر من دخول حمام البنات قبل المشاركة فى أى بطولة وسيجد «الحقن» وشرائط البرشام المنشطة موجودة ومرمية فى كل مكان، موضحة أن المدربين هم من يطالبون الفتيات بأخذ الحبوب أو الحقن المنشطة بدعوى أنها مكملات غذائية بما يساعده على حصد البطولة، ولكن يأتى الأمر سلبيا فيما يحدث فيما بعد من خلال التغيرات الفسيولوجية، والتى تتسبب فى تفكير بعض البنات فى الانتحار.