أشرفيزم!!

ستنتهى سريعا قضية الازدراء التى لاحقت مؤخرا نجوم «مسرح مصر»، مشهد سبق أن شاهدناه فى عشرات من الأعمال المسرحية، وهو السخرية من المسلسلات الدينية، والتى لا تعنى أبدا النيل من الدين، يقينى أن الستار سيُسدل قريبا على تلك القضية «الفشنك»، لأن الإرادة السياسية من الواضح باتت أكثر حرصا على ألا تسمح لأحد بتشويه صورتها دوليا، أنا لا أعتبرها صحوة جديدة للأزهر كما يقرؤها البعض، بقدر ما هو إطار سياسى صار لا يسمح للمؤسسة الدينية بأن تمارس سطوة على حياة الناس.
مقالات متعلقة
* «تلكيكة»
* هيفاء جلباب وفانوس وحشيش!
* ثلاثة مخرجين من ذهب!
دعونا ندلف مباشرة إلى قضيتنا قبل أن تنالنا قذيفة «ازدراء» طائشة، هل يعلن شهر رمضان عن بزوغ نبض كوميدى جديد؟ المحاولات السابقة للدفع بنجوم «مسرح مصر» لمقدمة «الكادر» باءت بالفشل، أتصور أنهم هذه المرة قادمون من خلال انطلاقهم، إما منفردين أو بتواجدهم فى عدد من المسلسلات الرمضانية، تحت رعاية نجوم يجدون فى حضورهم فرصة لكى يمنحوهم ضحكات أكثر عصرية.
التاريخ يؤكد أن شفرة الكوميديا تغيرت، فى كل حقبة زمنية هناك من يتواصلون بأبجدية جديدة فى الكلمة والحركة والإيماءة، نفتح قوس «عادل إمام كحالة خاصة فى تاريخ الكوميديا، مصريا وعالميا، فلا يمكن أن يستمر كوميديانا قرابة ستة عقود من الزمان، بينها أربعة متربعا على قمة الإيرادات، دون أن يُصبح هذا الحضور ليس فقط استثنائيا، ولكنه غير قابل للتكرار، لأنه أساسا ضد منطق الطبيعة» نقفل القوس، لى ملاحظات عديدة على عادل إمام واختياراته، إلا أننا يجب أن نتوقف طويلا أمام استمراره على القمة وعبوره أربعة أجيال.
لم يتهدد عرش عادل إمام بقوة سوى مرة واحدة، مع بزوغ من أطلقنا عليهم نجوم ضحك زمن الروشنة، تحقق نجاح رقمى لافت قبل 20 عاما عندما انطلقوا من منصة «إسماعيلية رايح جاى» بقيادة محمد هنيدى، وبعدها تعددت الأسماء وتباينت حظوظهم، علاء ولى الدين وأحمد آدم، ومحمد سعد، وهانى رمزى، وصولا إلى أحمد حلمى، الذى أراه الأكثر ذكاء بين كل نجوم جيله، فهو عقل يحرك ويدير موهبة، والدليل تربعه الرقمى فى آخر أفلامه «لف ودوران» فى 2016.
فى رمضان هذا العام سيعود مكى، وهو أحد توابع زلزال هنيدى، غاب مكى العام الماضى، هذه المرة ستجد معه شيكو وهشام ماجد وعددا من نجوم مسرح مصر.
هل طالت فترة الحضانة أكثر مما ينبغى حتى يحتلوا مقدمة الكادر، أقصد نجوم مسرح مصر؟ على ربيع كانت له محاولة «حسن وبقلظ» ولكن النجاح الرقمى متوسط، لدينا أسماء مثل مصطفى خاطر ومحمد سلام وأحمد فتحى ومحمد عبدالرحمن وحمدى الميرغنى وأس أس وغيرهم، منتشرون فى رمضان، فى مسلسلات بطولتهم، وأيضا تحت مظلة عادل إمام ومحمد إمام ودنيا سمير غانم وياسمين عبدالعزيز وغيرها.
ويبقى أشرف عبدالباقى صانع النجوم، ولأنى عاصرت بداياته، فلقد كان هو المرشح الأول منذ مطلع التسعينيات ليحمل شعلة الكوميديا خلفا لعادل، الرهانات المتعددة لتحقيق ذلك الهدف أخفقت سينمائيا ومسرحيا وتليفزيونيا، إلا أن أشرف صار فى السنوات الأخيرة فى مكانة خاصة، يحتل مقعد ناظر مدرسة «مسرح مصر»، وهذا إنجاز يستحق التوقف والدراسة، سبقه إليه فقط عبدالمنعم مدبولى، الذى كان هو ناظر جيل فؤاد المهندس بمدرسة «المدبوليزم». مدبولى لم يحقق جماهيرية المهندس إلا أنه كان المُعلم للجيل، فهل أصبحنا نعيش زمن «الأشرفيزم»؟
tarekelshinnawi@yahoo.com
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة