دخلت تركيا مرحلة جديدة، أمس، بعد نجاح الرئيس رجب طيب أردوغان في تمرير الاستفتاء الشعبى على توسيع صلاحياته، وتحويل نظام الحكم إلى النظام الرئاسى، إلا أن النتائج المتقاربة بين أنصار «نعم» و«لا» والتى لم تتجاوز مليون وربع مليون ناخب، عمقت الانقسامات الحادة التي يعانيها المجتمع التركى، وعزز الاستفتاء على السلطات المطلقة لأردوغان، تلك الانقسامات بأبعاد إقليمية وداخلية جديدة. كما عكست النتائج فقدان أردوغان وحكومته السيطرة على المدن الكبرى، خاصة أنقرة وإسطنبول وأزمير والمناطق الكردية، وسارعت المعارضة العلمانية والكردية بالتأكيد على الطعن في نتائج الاستفتاء، والدعوة إلى إلغائه بشكل كامل، وعزز مساعى المعارضة تأكيد بعثة المراقبين الأوروبية وجود مخالفات في الاستفتاء، في الوقت الذي لوح فيه المعارضون بالأوانى الفارغة، رفضا لمنح الرئيس التركى الصلاحيات السلطانية التي تنص عليها التعديلات، والتى ستدخل حيز التنفيذ في 2019، وسينتج عنها أكبر تغيير في المشهد السياسى التركى منذ تأسيس الجمهورية الحديثة، بعد أن مهد أردوغان لتلك التعديلات بعد المحاولة الانقلابية في منتصف العام الماضى، وما تلاها من حملة قمع واعتقالات وتسريح واعتقال عشرات الآلاف من قيادات الجيش والشرطة والمخابرات والتعليم ومؤسسات المجتمع المدنى، ومع تأكيد حكومة حزب العدالة والتنمية أهمية التعديلات في تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى، تثار مخاوف على مستقبل النمو الاقتصادى في البلاد، ومصير مساعى أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى. المعارضة تبدأ معركة الطعن على «سلطات» أردوغان متظاهرون يحتجون على نتيجة الاستفتاء بدأت المعارضة التركية، الإثنين، معركتها لإجهاض التعديلات الدستورية، التي تمنح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صلاحيات مطلقة، والتى تنص على تحويل النظام السياسى من النظام البرلمانى إلى الرئاسى، وسط احتجاجات من أنصار المعارضة على نتائج الاستفتاء. المزيد الرئيس التركى يخسر السيطرة على المدن الكبرى أبرز المدن المؤيدة والمعارضة للتعديلات الدستورية فى تركيا لم يكشف الفوز المحدود الذي حصل عليه حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، في الموافقة على التعديلات الدستورية التي طُرحت في استفتاء،الأحد، عن حالة الانقسام داخل المجتمع التركى فقط، بل كشف أيضا عن عدم سيطرة الحزب على العاصمة وكبرى المدن السياحية، وأغلب المدن الحدودية، ومنها مدينة ديار بكر «عاصمة» الأكراد بتركيا، والتى يحارب نظام الرئيس التركى رغبتهم في الحصول على حكم ذاتى. المزيد مسؤول تركى: لا خطط لإجراء انتخابات مبكرة محمد شيمشك، نائب رئيس الوزراء التركى قال محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركى، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أوضح تماما أنه ليست هناك خطط لحل البرلمان أو الدعوة لانتخابات مبكرة قبل التصويت المقرر في 2019. المزيد هجوم «السلطان» على دول أوروبا يعزز حملة «نعم» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يلقي خطاباً أمام أنصاره في مدينة ريزي لدعم الاستفتاء القادم، 3 أبريل 2017. - صورة أرشيفية لعب الهجوم الضارى الذي شنه الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان على الدول الأوروبية دورا محوريا في جذب غالبية أصوات الناخبين الأتراك في الخارج، لتعزيز النتيجة النهائية لتمرير التعديلات الدستورية التي تعزز قبضته على السلطة، متهما تصرفات دول أوروبية وبخاصة ألمانية وهولندا ب«النازية والفاشية»، بعد أن منعت مدنا في الدولتين، بجانب عدة مدن أوروبية أخرى فعاليات تروج للدستور التركى، وطردت هولندا وزيرة الأسرة التركية ورحلتها إلى ألمانيا، ومنعت قدوم طائرة وزير الخارجية التركية للمشاركة في تلك الفعاليات. المزيد أنصار أردوغان يسارعون بتهنئته بتعديل الدستور.. والاتحاد الأوروبى يطالب بتوافق وطني أنصار أردوغان فى اسطنبول يحتفلون بالنتيجة تباينت ردود الفعل الدولية والإقليمية حول فوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، في الاستفتاء على تعزيز سلطاته، فبينما سارع الأنصار والموالاة والإخوان المسلمون وقطر ودول أخرى حليفة إلى تهنئة أردوغان، واجه الرئيس التركى تحذيرات أوروبية من انزلاق البلاد نحو الديكتاتورية وسط مطالبة تحقيق التوافق الوطنى. المزيد
