ندوة بالجامعة العربية تطلب «تعزيز حقوق الإنسان»

دعا مسؤولون وبرلمانيون عرب وعلماء دين إلى تضافر الجهود العربية لتعزيز حقوق الإنسان والتعايش السلمى ونبذ العنف والكراهية، وشددوا على ضرورة توحيد الجهود فى مواجهة الإرهاب وترسيخ ثقافة التعددية والتسامح، محذرين فى الوقت ذاته من التداعيات الخطيرة التى خلفتها النزاعات فى عدد من دول المنطقة.
وأكد الدكتور هادى إليامى، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية «لجنة الميثاق»، خلال أعمال الندوة الموسعة التى استضافتها جامعة الدول العربية، أمس، تحت عنوان «التعايش السلمى وحقوق الإنسان»، فى إطار احتفال لجنة حقوق الإنسان العربية باليوم العربى لحقوق الإنسان والذى يصادف 16 مارس من كل عام، أهمية تلك الندوة لترسيخ ثقافة التسامح والتآخى وحقوق الإنسان التى كفلها الدين الإسلامى الحنيف، محذرا فى الوقت ذاته من التداعيات الخطيرة التى خلفتها النزاعات والصراعات التى تشهدها العديد من دول المنطقة وتفشى ظاهرة الإرهاب التى تهدد استقرار وأمن دول المنطقة.
وشدد «إليامى» على أن التعايش السلمى يعد ضرورة لإدارة التنوع والتعددية فى المجتمعات الإنسانية الحديثة التى أصبحت أكثر تعقيدا، وضرورة للحفاظ على التماسك الاجتماعى فى مواجهة أفكار صراع الحضارات والثقافات، مشيرا إلى أن التعايش وثيق الصلة بالتسامح الذى يعنى الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثرى للثقافات ولأشكال التعبير، وأنه يتعزز بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والتعبير والمعتقد وقبول الآخر.
ولفت إلى الضمانات القانونية التى كفلها الميثاق العربى لحقوق الإنسان لحماية حق الأفراد بالتعايش السلمى والتمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالميا، مشددا على أنه لا يجوز بأى حال الاحتجاج بالتسامح لتبرير المساس بهذه القيم الأساسية وهى ممارسة ينبغى أن يأخذها الأفراد والجماعات والدول.
وأشار إلى أن الميثاق يوجب على الدول الأطراف أن تتخذ التدابير اللازمة لتأمين المساواة الفعلية فى التمتع بكافة الحقوق والحريات المنصوص عليها فى الميثاق وبما يكفل الحماية من التمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو المعتقد الدينى أو الرأى أو الفكر أو الأصل الوطنى أو الاجتماعى.
وأكد النائب علاء عابد، عضو البرلمان العربى، فى كلمته، حرص البرلمان على استمرار تعزيز التعاون وتنسيق الجهود مع لجنة حقوق الإنسان العربية، والذى كلل على هامش الجلسة بتوقيع مذكرة تفاهم بين البرلمان واللجنة تأكيدا للشراكة وسعيا لأن تأخذ مسارا أكثر تأثيرا وفاعلية.
وقال «عابد»: «النظام الأساسى للبرلمان العربى الذى أقره القادة العرب فى قمة بغداد عام 2012 أكد على دور البرلمان فى تدعيم آليات العمل العربى المشترك وضمان الأمن القومى العربى وتعزيز حقوق الإنسان، وحرصا على تجسيد ذلك عمليا فقد أنشأ البرلمان لجنة فرعية من لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان تجتمع بشكل دورى، تتابع وتدرس كافة قضايا حقوق الإنسان فى العالم العربى، وأنشأنا لجنة لدراسة فرص التنمية فى الدول الأقل نماء».
من جهته، أكد ممثل الأزهر الشريف، محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، فى ورقة قدمها الأزهر، إلى الندوة أهمية التواصل الحضارى والتفاهم بين الشعوب، لافتا إلى أن تلك الأهداف لن تتحقق إلا بالرغبة فى العيش المشترك والقبول بالتعددية بكل تجلياتها العقائدية والفكرية، والعمل على إرساء قيم التسامح وحقوق الإنسان والمروءة الإنسانية.
وناقشت الندوة عددا من المحاور بينها التعايش السلمى والمفهوم والإشكاليات والجهود الدولية لتعزيز التعايش السلمى و«خطة عمل الرباط» بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية والتواصل الحضارى والتفاهم بين الشعوب والتسامح كمدخل لتعزيز التعايش السلمى فى مواجهة العنصرية بالإضافة إلى تجربة دور لجنة حقوق الإنسان العربية فى تعزيز التعايش السلمى.