روسيا ترحّل دبلوماسييها المطرودين من أمريكا

بدأت السلطات الأمريكية، السبت، تنفيذ قرار إدارة الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما بإغلاق مجمعين روسيين فى ولايتى نيويورك وميريلاند، وطرد 35 دبلوماسيا روسيا على خلفية اتهامات بشأن «تدخل روسى» فى انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة، ضمن سلسلة العقوبات الأخيرة التى فرضتها واشنطن على روسيا، وطالت بعض الشركات والأجهزة الأمنية، وقيادة القوات المسلحة الروسية.
وغادر الدبلوماسيون الروس، واشنطن بعدما أرسلت الرئاسة الروسية طائرة تابعة لها، لإعادة الدبلوماسيين الذين واجهوا صعوبات فى شراء تذاكر سفر إلى موسكو، لأن تذاكر السفر قبل رأس السنة كانت قد نفدت.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قال: «نعتبر الخطوات الأخيرة غير الودية من جانب الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها استفزازية وتهدف إلى تقويض العلاقات الروسية الأمريكية بشكل أكثر»، وتابع: «إننا لن نخلق مشاكل للدبلوماسيين الأمريكيين، ولن نطرد أى دبلوماسى، ولن نمنع عائلات وأطفال الدبلوماسيين الأمريكيين من استخدام أماكن الترفيه خلال عطلات الاحتفال بالعام الجديد»، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة لهم لحضور حفل بمناسبة حلول العام الجديد فى الكرملين، وأضاف: «سنتخذ مزيدا من الخطوات لاستعادة العلاقات الروسية الأمريكية على أساس السياسة التى تطبقها إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب بعد تنصيبه»، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن قرارت أوباما تدل على محاولات الانتقام من ترامب لفوزه فى الانتخابات.
وفى المقابل، أشاد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب ب«الذكاء الشديد» لبوتين فى عدم رده على قرار واشنطن، وكتب ترامب فى تغريدة على موقع «تويتر»: «خطوة موفقة من بوتين، لقد عرفت دائما أنه شديد الذكاء»، وأعادت السفارة الروسية فى واشنطن نشر تغريدته على الفور.
واستنكر العضو السابق فى وكالة الاستخبارات المركزية إيفان ماكمولن: «كيف أن ترامب ينحاز إلى صف أكبر خصم لأمريكا، حتى عندما يهاجم هذا الخصم ديمقراطيتنا». وقال السناتور الجمهورى جون ماكين إن روسيا يجب أن تدفع ثمن الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة، مشيرا إلى إمكانية فرض عقوبات كثيرة بما فى ذلك على المؤسسات المالية.
واعتبر النائب الديمقراطى آدم شيف عضو لجنة الاستخبارات فى مجلس النواب، أن «بوتين ذكى، ويعرف أنه يمكنه الحصول على أى شىء تقريبا من ترامب بمجرد مجاملته، هذا حزين وخطير»، وحددت لجنة الدفاع فى مجلس الشيوخ، جلسة الخميس المقبل للاستماع إلى مدير الاستخبارات الوطنية، جيمس كلابر الذى ينسق عمل 17 وكالة استخبارات أمريكية.
وفى تطور جديد، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن قراصنة روسا اخترقوا الشبكة الكهربائية فى الولايات المتحدة عبر شركة مزودة للكهرباء فى ولاية فيرمونت، وأوضحت أنه تم العثور على رمز يرتبط بعملية قرصنة معلوماتية داخل نظام الشركة المزودة للكهرباء فى فيرمونت، لكنها لم تشِر إلى تاريخ القرصنة، واعتبر مسؤولون أمريكيون الواقعة بمثابة «نقطة ضعف خطيرة»، وتعيد عملية الاختراق الأخيرة إلى الأذهان قضاء 80 ألفا من سكان أوكرانيا عدة ساعات فى الظلام، إثر هجوم إلكترونى غير مسبوق، فى ديسمبر الماضى، واتهم الروس، وقتها، بالتورط فى الهجوم رغم نفيهم.