الصين تؤكد تمسكها بمبدأ استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية

أكدت الصين تمسكها بمبدأ استخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية ومعارضتها لأي محاولة لعسكرته أو تحويله إلى مضمار لسباق تسلح بين القوى العظمى في العالم.
جاء هذا في وثيقة رسمية بعنوان «الكتاب الأبيض حول الأنشطة الفضائية للصين في عام 2016»، الصادر عن الحكومة الصينية، الثلاثاء، والذى عبرت فيه الصين عن حرصها على الحفاظ على موارد الفضاء واستخدامها بطريقة حكيمة واتخاذ التدابير الفعالة لحماية بيئة الفضاء لضمان الحفاظ على الفضاء الخارجي سلميا ونظيفا، وضمان أن أنشطتها الفضائية تفيد جميع البشرية.
وأوضحت الوثيقة، التي نشر نصها كاملا بوكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، حرص الحكومة الصينية على أن تكون صناعة الفضاء جزءا مهما من استراتجية التنمية الشاملة في البلاد، مؤكدة تبنيها لمفاهيم التنمية المبتكرة والمتوازنة والخضراء والمفتوحة والمشتركة خلال سعيها لتعزيز التنمية الشاملة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في سبيل خدمة التنمية الوطنية ورفاهية البشرية.
وألقت الوثيقة الضوء على المشروعات الفضائية الطموحة للصين خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى برنامجها لإطلاق المسبار القمري تشانغآه- 4 في العام 2018 لتحقيق أول هبوط سالم للمسابير (مركبات فضائية) على الجانب البعيد للقمر، حيث سيقوم المسبار بالتنقل والقيام بعمليات استكشافية على سطح القمر ومتابعة الاتصالات عند النقطة L2 بين الأرض والقمر.
وستواصل الصين، وفقا للوثيقة، برنامجها للاستكشاف القمري خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وتسعي إلى تحقيق تكنولوجيا أخذ العينات بالنظم الآلية من خارج الأرض وإعادتها بمستكشفات الفضاء، كما انها ستنفذ مشروعها الاستراتيجي لبرنامج الاستكشاف القمري والمتمثل في «دخول المدار، والهبوط، والإعادة» حيث سيتم إطلاق المسبار القمري تشانغآه-5 بحلول نهاية عام 2017 ليقوم بالهبوط على سطح القمر وأخذ العينات ثم العودة بها إلى الأرض لدراستها.
وأضاف الكتاب الأبيض كذلك أنه سيتم إجراء عمليات مسح وبحوث جيولوجية بالإضافة إلى عمليات رصد وبحوث فلكية للراديو ذي التردد المنخفض لمنطقة الهبوط في الجانب البعيد للقمر من أجل محاولة استكشاف القمر ودراسة تطوره بشكل أفضل.
وكشفت الوثيقة أن الصين ستطلق برنامجا خاصا لإرسال صواريخ ذات حمولات ثقيلة إلى الفضاء خلال الخمس سنوات المقبلة، وذلك لتطوير تلك الصواريخ من خلال التكنولوجيا المتقدمة، حيث من المتوقع أن يتم تحقيق اختراقات في التكنولوجيا الرئيسية للنظام العام لتشغيل تلك الصواريخ، خاصة فيما يتعلق بتطوير محركات الأوكسجين السائل والكيروسين عالي الدفع ومحركات الأوكسجين والهيدروجين.
وبحسب الكتاب الأبيض، ستقوم الصين أيضا بتطوير وإطلاق صواريخ حاملة للحمولات المتوسطة غير سامة وغير ملوثة للبيئة، وتطوير جيل جديد من عائلة الصواريخ الحاملة، إلى جانب تعزيز دقتها، وفي الوقت ذاته، سيتم اجراء بحوث تكنولوجية لبناء صاروخ حامل منخفض التكلفة، ونظام نقل قابل لإعادة الاستخدام ثنائي الاتجاه بين الأرض والمدار الفضائي المنخفض.
وتحدثت الوثيقة عن مواصلة جهود الصين لإكمال بناء شبكة (بايدو) المكونة من 35 قمرا صناعيا لخدمات الملاحة الدولية قبل عام 2020، وأوضحت خطط الحكومة للبدء في توفير الخدمات الملاحية الأساسية من خلال تلك الشبكة للدول الواقعة على طول الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الواحد والعشرين في العام 2018. وقالت في هذا الصدد انه سيتم تعزيز سعة الخدمات الخاصة ب «بايدو-2» في السنوات الخمس المقبلة بهدف توفير خدمات أدق وأكثر جودة لجميع مستخدمى «بايدو» من خلال الارتقاء بالأنظمة الخاصة بالشبكة على الأرض وبالأقمار الصناعية.
كما أكدت الوثيقة استمرار الجهود المتعلقة ببرنامج إطلاق أول مسبار فضائي إلى المريخ بحلول عام 2020، وكشفت عن خطط الصين لاستكشاف الكويكبات واستكشاف نظام كوكب المشتري وكذا مشاريعها المتعلقة بإجراء أبحاث حول القضايا العلمية الرئيسية مثل أصل النظام الشمسي وتطوره والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
وأكدت الصين في وثيقتها الخاصة ببرامجها وطموحاتها الفضائية، تمسكها بتعزيز التعاون والتبادل الدولي في المجالات المتعلقة بالفضاء وعلوم الفضاء على أساس المساواة ورعاية المصالح المشتركة والاستخدام السلمي والتنمية الشاملة.
وأشارت إلى انها ومنذ العام 2011، وقعت 43 اتفاقية أو مذكرة تفاهم للتعاون الفضائي مع 29 دولة وجهاز فضائي ومنظمة دولية، وشاركت في أنشطة متعلقة بالفضاء برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى، وأيدت التعاون التجاري الدولي في الفضاء.
وتعهدت بأن تقوم في السنوات الخمس المقبلة، بالتبادلات والتعاون الدولي على نطاق أوسع في العديد من المجالات المهمة الخاصة بالفضاء، مثل بناء شبكة الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد لدول البريكس، وبناء ممر المعلومات الفضائية لمبادرة «الحزام والطريق».