سقوط مدوي ل«سيتي».. وحامل اللقب يستعيد لمحات الموسم الماضي (تحليل)

استغرق الأمر من بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، 15 جولة لكي يدرك أن أخطر ما في فرق البريميرليج هو إجادتهم للهجمات المرتدة والدفاع الجيد، 15 جولة تلقى فيها الفريق 3 هزائم وتعادل في مثلهم، وإن كان هذا السقوط جاء بالتحديد في الجولات ال9 الأخيرة، بعد بداية ناجحة بالفوز في 6 مباريات في البريميرليج على التوالي.
مانشستر سيتي دخل المباراة في وضع أفضل من ليستر سيتي، مضيفه الجريح، المضيف الذي يسير في طريق تحقيق رقم قياسي سلبي بجمع أقل عدد من النقاط لحامل لقب في عهد المسابقة، وتلقى خمسة أهداف في البرتغال مساء الأربعاء الماضي في هزيمة مخزية بحسب وصف المدرب رانييري أمام بورتو في دوري الأبطال.
لكن السيناريو جاء بشكل مختلف تمامًا. 3 أهداف سجلها ليستر سيتي بعد 20 دقيقة من بداية المباراة، لم يكن أمر متوقع أبدًا من فريق لم يعرف طعم النصر في آخر 5 جولات من البريميرليج، وخصوصًا عندما يفشل في الانتصار على فرق بحجم سندرلاند، ميدلسبره، سندرلاند وويست بروميتش ألبيون.
لكن ليستر سيتي استعاد مستواه الذي قدمه في الموسم الماضي، وكان مانشستر سيتي والمدرب بيب جوارديولا هما الضحايا في هذه المباراة.
إحصائيًا، سيطر مانشستر سيتي على المباراة. استحواذ الفريق على الكرة تجاوز 75%، دقة التمرير وصلت ل90% بعكس اصحاب الأرض الذي تجاوزت دقة تمريراتهم ال50 % (58%)، حتى التسديدات كانت الضعف تقريبًا (19 تسديدة للضيوف مقابل 10 تسديدات لأصحاب الأرض.)، لكن الإحصائيات لم تشفع للضيوف في الناتج النهائة للمباراة التي انتهت بفوز ليستر سيتي بنتيجة 4-2.
كوارث دفاع مانشستر سيتي مع لمحة من تألق الماضي لنجوم ليستر، كانوا أبرز أطراف مجريات اللعب، الطرف الأول كان بطيئًا غير ناجح في الرقابة أو التعامل مع سرعة ارتداد لاعبي ليستر سيتي. وعلى الرغم من لجوء بيب جوارديولا لنظام الدفاع الثلاثي بوجود ستونز في الوسط وعلى يمينه باكاري سانيا وعلى يساره أليكساندر كولاروف، إلا أن ذلك لم ينجح ابدًا في التعامل مع هجوم ليستر سيتي الضاري الذي أنهى المباراة نظريًا بعد اقل من 20 دقيقة من بدايتها بتسجيل 3 اهداف.
الفجوة بين كولاروف وجون ستونز كانت موطن ضعف واضح في دفاع الفريق، فاستغلها فريق ليستر في كرتي الهدف الأول والثالث، بينما تكفل المدافع الشاب صاحب ال47 مليون باوند (ستونز) في إهداء فاردي الهدف الثالث وهدف ليستر الرابع الذي سجل في الدقيقة 78.
جيمي فاردي أنهى صيامه التهديفي بتسجيل هاتريك لأول مرة بقميص ليستر سيتي، وذلك بعد 16 مباراة متتالية بدون تسجيل في مختلف البطولات قبل مواجهة مان سيتي، بينما آخر هدف له في البريميرليج قبل هذه المباراة يعود للجولة الرابعة ضد ليفربول.
اللمسات العربية كانت حاضرة في المباراة وبقوة، فأهداف ليستر الثلاثة الأولى صنعت جميعها بأقدام جزائرية من إسلام سليماني ورياض محرز، الأول الذي صنع هدفين في أول 5 دقائق من المباراة في رقم لم يحدث من قبل في عهد البريميرليج (أندريه أرشافين «ارسنال» ضد نيوكاسل في فبراير 2011).
هدف مانشستر سيتي الأول جاء في الدقيقة 82 وبعد ان كانت النتيجة تشير لتقدم ليستر سيتي برباعية نظيفة.
وصادف أن يكون هذا الهدف هو تسديدة الفريق الأول بعد أكثر من 13 محاولة تسديد سابقة بدون أي نجاح على تهديد مرمى الحارس الألماني زيلر، الذي كان مرتاحًا في مرماه أغلب فترات المباراة حتى هدف مان سيتي الأول.
سقوط مانشستر سيتي وسقوط بيب جوارديولا «الذي تلقى 3 أهداف أو أكثر للمباراة الثانية على التوالي في الدوري في رقم سلبي لم يتعرض له من قبل المدرب في مسيرته كمدرب»، أثار عاصفة كبيرة من الانتقادات طالت المدرب الإسباني الذي خسر النقطة رقم 15 من آخر 27 نقطة متاحين في الدوري، وبعيد عن قمة الترتيب ب4 نقاط حاليًا في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة مباراة تشيلسي ويست بروميتش، مع إمكانية زيادة الفارق إلى 7 نقاط قبل دخول فترة اعياد الميلاد المزدحمة التي ستحمل الكثير من المواجهات الصعبة.
فلسفة جوارديولا الدفاعية أصبحت أمر مقلق لعشاق مانشستر سيتي، أضف لذلك الإيقافات التي ضربت الفريق في هذه المباراة واظهرت اهمية دور فيرناندينيو واجويور، هذا الثنائي الذي سيغيب لنهاية العام بداعي الإيقاف بعد احداث مباراة تشيلسي الماضية، لكن مانشستر سيتي بشكل عام يعاني دفاعيًا هذا الموسم، وجوارديولا لم يستطع الوصول إلى حل لذلك، فبعد 15 مباراة هذا الموسم في البريميرليج.. استقبل الفريق 19 هدف، وغير المدرب تشكيلته الدفاعية في 11 مناسبة، ولم ينجح في الحفاظ على نظافة شباكه سوى في مباراتين فقط.