في 1890 ولد شاعر المهجر اللبنانى الأصل إيليا أبوماضى، وهو أيضا صحفى وناشر، ويعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين، وقد نشأ «أبوماضى» في عائلة بسيطة الحال؛ لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة. وعندما اشتد به الفقر في لبنان، رحل إيليا لمصر في 1902 بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ، وهناك التقى أنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقى الدين مجلة «الزهور» فأُعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشر أولى قصائده بالمجلةوتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه اسم «تذكار الماضى» وقد صدر في 1911 وكان يبلغ من العمر 22 عاماً. وقد تنوع شعر «أبى ماضى» بين النزعة الفلسفية التأملية والموضوعات الوطنية والسياسية، ولم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى الولاياتالمتحدة في 1912 وأقام بولاية أوهايو أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه مراد، ثم رحل إلى نيويورك، وفى بروكلين شارك في تأسيس الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ثم أصدر مجلة«السمير»عام 1929ونشر فيها معظم أدباء المهجر كثيراً من إنتاجهم الأدبى شعراً ونثراً، واستمرت في الصدورحتى وفاة الشاعر «زي النهارده» في 23 نوفمبر 1957ومن أشهر مجموعاته الشعرية تبر وتراب والجداول والخمائل، وكان قد تزوج من دوروتى دياب ابنة نجيب دياب الذي أصدر مجلة «مرآة الغرب» في أمريكا، ورزق منها ثلاثة أولاد هم ريتشارد وإدوارد وروبرت.