حقوقيون عرب في ندوة ب«الأمم المتحدة»: نحن ضحية للإرهاب ولسنا مُصدرين له

انتقد حقوقيون عرب ما يواجه الوطن العربي من إرهاب فكري يتمثل في العديد من صور وأشكال العنف والقتل وتهديد حالة الأمن والسلام، لا سيما مع ما تمر به العديد من الدول العربية من اضطرابات سياسية وأمنية وصلت في العديد منها إلى حالة النزاع والصراعات المسلحة التي مثلت تهديدًا كبيرًا وحقيقيًا للحق في الحياة والأمن والتنمية، وما ترتب عليها من حدوث انتهاكات واسعة وخطيرة لحقوق الإنسان.
واعتبر هؤلاء خلال الندوة، التي عقدتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، وتضم تحالف من 80 منظمة عربية ودولية، بالتعاون مع المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، الإثنين، بقصر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف تحت عنوان «الإرهاب والأمن الإنساني في المنطقة العربية» أن «الإرهاب مُصدر إلى المنطقة، وأن الوطن العربي ضحية للإرهاب»، منتقدين في الوقت نفسه ما سموه نظرية «تصدير الثورة»، التي تسعى إليها إيران، وما تقوم به جماعة الإخوان من خلال «التربية والحراك المجتمعي»، والربط بين التيارين، وخطورتهم على ترسيخ مفاهيم العنف في المنطقة.
وأوضح عيسى العربي، الأمين العام للفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، العلاقة التي تربط منظومة الحقوق والحريات، التي يجب أن يتمتع بها الإنسان، بالأمن الإنساني، مستطردًا في هذا المجال إلى إشكالية العلاقة بين «الحقوق والأمن»، وما أفرزه الواقع من تحديات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى ما يواجه العالم اليوم من تهديد حقيقي يتمثل في الإرهاب، وهو ما أفرز ضرورة تأصيل العلاقة بين الحقوق والأمن، والتي تقوم على مفاهيم وأسس توفير الأمن كسبيل لضمان توفير الحقوق والحريات «لا حقوق بلا أمن»، مؤكدا في هذا المجال أهمية الأمن الإنساني كأساس للمحافظة على أمن المجتمع وسلامته وضمان تمتعه بكامل حقوقه وحرياته، إذ لا يمكن أن يتم بناء وتعزيز منظومة مستقرة ومتكاملة لحقوق الإنسان إلا في ظل مجتمع آمن ونامٍ.
وتحدث الدكتور هادي اليامي، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، الذي أدار الندوة عن التحديات، التي تواجه الوطن العربي في مجال تعزيز الأمن الإنساني العربي، والدور الذي تمارسه إيران لتأجيج الصراعات والنزاعات الطائفية بالوطن العربي، واستهداف العديد من الدول العربية بخلاياها وعملياتها الإرهابية، التي امتدت إلى أبعد من محيطنا العربي، رغم حرص الدول العربية على العمل وفقاً لمنظومة إقليمية ودولية تهدف إلى نشر السلام والتسامح وإنهاء الصراعات والحروب بالعالم، والسعي لتحقيق العدالة والتنمية بعيداً عن العنف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله.
وشددت الدكتورة وسام باسنوده، رئيسة المبادرة العربية للتثقيف والتنمية، على أهمية مواجهة الإرهاب ووقف تهديده لمنظومة الحقوق والحريات التي ناضل العالم من أجل تحقيقها والتمتع بها، وضرورة العمل على ضمان الأمن الإنساني سبيلا لتعزيز الحقوق والحريات، التي نصت عليها التشريعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن «ما تواجهه العديد من الدول العربية يؤكد على أن الإرهاب مصدر إلينا، وأننا بالوطن العربي ضحايا للإرهاب ولسنا مصدرين له».
وطالبت بتضافر وتتعزز الجهود العربية لمواجهة الإرهاب الفكري والديني من حيث جذوره الفكرية وامتداداته السياسية والإقليمية والعسكرية التي أسهمت في إثارة العديد من الصراعات والنزاعات المسلحة بكثير من الدولة العربية، وهو ما عرض حالة حقوق الإنسان للتراجع بشكل خطير من تجاوز أعداد القتلى في هذه الصراعات لمئات الآلاف من المدنيين، وتشريد الملايين من المدنيين وتعطيل جميع صور التنمية وتوقف الأنظمة المتعلقة بالتعليم والصحة في هذه البلدان.