الخازن.. وسمير عطاالله!

أعرف الأستاذ سمير عطاالله، الذى لا ينافسه فى الحرص على صالح مصر، فيما يكتبه عنها خارجها، سوى الأستاذ جهاد الخازن، الذى أعرفه أيضاً، وأرى الرجلين قلمين عربيين كبيرين.
مقالات متعلقة
* ماذا حققت مصر فى الأوليمبياد؟
* هذا الجين فى شخصية مصر
ولا يتوقف الأستاذ سمير عن الكتابة عن بلدنا، على الصفحة الأخيرة من «الشرق الأوسط» إلا ليعود إليها.. وكذلك يفعل الأستاذ جهاد بانتظام، وفى كثير من الأحوال، بل فيها كلها، يبدو كلا الرجلين أكثر عطفاً، بالمعنى الحقيقى والمجرد للعطف، على القاهرة، من كثيرين من أبنائها، ممن يطبلون، وينافقون فى كل صباح!
ذات يوم كتب الأستاذ جهاد على الصفحة الأخيرة من «الحياة» اللندنية: إننى أنصر مصر ظالمة ومظلومة!.. ولايزال الرجل مخلصاً لما يعتقد فى صوابه!
وذات يوم آخر، كتب الأستاذ سمير مخاطباً الذين يتحرشون بالدول فى المنطقة فقال: اتركوا لنا مصر.. رجاءً.. فهى كل ما سوف يتبقى لنا فى النهاية!
ولابد أن شيئاً من هذا قد قصده الرجل وهو يكتب عن «المصرى اليوم» كصحيفة، قبل أيام.. كتب عنها فقال: يسعدنى أن أتابع فى هذا المجال، يوماً بعد يوم، نموذج «المصرى اليوم»، أقدمه مثالاً على الصحافة الخاصة التى تجاوزت الصحافة الرسمية المدعومة من الدولة والحكومة.. وقال: «المصرى اليوم» تحافظ على مستوى واسع من التعدد والآفاق، ومن الاجتهادات الفكرية، ومن الاستقلالية فى الرأى، بحيث لا تعود تعرف إن كانت فى اليمين، أو فى اليسار، أو فى الوسط، ولعل الأرجح أنها فى قلب مصر!
هذه شهادة لو جاءت منى أنا فسوف تكون مجروحة، لأنى أكتب فى «المصرى اليوم» منذ صدرت، وبالتالى أظل طرفاً غير محايد فى القضية!
أما الأستاذ عطاالله فهو ليس طرفاً، ولا يريد أن يكون طرفاً، لأنه يكتب يومياً فى أكبر صحيفة عربية دولية فى لندن، وبالتالى أيضاً، فلا مصلحة له فى أن يكتب ما لا يراه، ويشعر فى وجدانه بأنه حقيقة، أو أقرب إلى الحقيقة!
وإذا كان كاتبنا العزيز يقول إن «المصرى اليوم» تجاوزت الصحافة الرسمية المدعومة من الدولة، ومن الحكومة.. فأغلب الظن أن هذا حدث لأنها تحظى بدعم من قارئها، فهو الدعم الأقوى، والأبقى!
قيمة شهادة الرجل، فى حق هذه الصحيفة، أنها شهادة تجعل الذى يكتب فيها مثلى مطمئناً إلى أنه يقف فى الغالب فى المربع الصح، ثم تجعل القارئ الذى يتابعها فى كل طلعة نهار مطمئناً إلى أن الجنيهين اللذين يدفعهما فيها لا يذهبان سُدى، فهو يدفع جنيهين فى قيمة، قبل أن يدفعهما فى مجرد صحيفة!
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة