حكاية «فيفا» مع مصر بتصفيات المونديال.. تاريخ أسود

بدون وجود أي مبررات أو توضيح من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، هبط منتخب مصر للمستوى الثاني بمنتخبات القارة الأفريقية خلال التصنيف الاستثنائي الذي أصدره «فيفا»، أمس الأربعاء، ليضع الفراعنة في مأزق أمام أحد منتخبات تونس والسنغال وكوت ديفوار والجزائر وغانا بمجموعة واحدة، في القرعة المزمع إجراءها في الرابع والعشرين من يونيو الجاري بالقاهرة.
منتخب مصر الذي لم يتمكن من بلوغ أي نسخة للمونديال منذ 1990 بإيطاليا، عانى كثيرًا من أمور مبهمة كان بطلها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على مدار مشواره بتصفيات القارة السمراء المؤهلة للعرس العالمي منذ التاريخ سالف الذكر.
البداية كانت بواقعة «الطوبة» الشهيرة بتصفيات مونديال 1994، وتقرير مباراة مصر وزيمبابوي، الذي أدان المصريين وحال دون بلوغ منتخبنا للمرحلة النهائية من التصفيات عقب قرار «فيفا» بإعادة المباراة بفرنسا، حيث تكفل الغاني «لامبتي» مراقب المباراة بتعنته الشديد في إدانة الجماهير المصرية، وعلى غير العادة تُعاد المواجهة ويتعادل الفراعنة ويفقدوا بطاقة الترشح للدور الأخير لمصلحة الزيمبابويين.
ويواصل «فيفا» تعنته ضد الكرة المصرية، فيتعرض لاعبي الفراعنة وجهازهم الفني لعنف شديد من قبل الجماهير الجزائرية بملعب عنابة بتصفيات مونديال 2002 خلال الجولة الأخيرة، ويرفض بعدها الاتحاد الدولي للعبة إعادة اللقاء أسوة بلقاء زيمبابوي بتصفيات مونديال 1994، ليتستمر «فيفا» في تجسيد دور الفنان عادل إمام في مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، وترفض شكوى الاتحاد المصري بإعادة اللقاء الذي انتهى بالتعادل، حيث كان فوز الفراعنة بفارق 3 أهداف يسمح لهم بالعبور للمونديال.
ورغم وضع الاتحاد الدولي لكرة القدم بنود تشجع على الكرة الهجومية وزيادة معدل الأهداف والمتعة باللعبة، على رأسها احتساب الهدف بهدفين خارج الديار عند تساوي فريقين في عدد النقاط والأهداف والأخذ بنتئاجهما المباشرة، إلا أن هذه القاعدة باتت غير متاحة عند حاجة المصريين لها لبلوغ مونديال 2010 أمام الجزائر، ليكون الفراعنة في حاجة لثلاثية نظيفة في شباك محاربي الصحراء وليس ثنائية كما هو المفروض، حيث ترتب على ثنائية مصر في شباك الجزائريين اقامة لقاء فاصل بالسودان خسره الفراعنة بهدف نظيف.
ومع أحقية مصر في دخول التصنيف الأول لمنتخبات القارة الأفريقية عقب سقوط تونس على ملعبها أمام كاب ديفيردي بتصفيات مونديال 2014، يقلب «فيفا» الأمور رأساً على عقب مجدداً على حساب المنتخب المصري ويزيحه من دخول التصنيف الأول بحجة اشراك لاعب بشكل غير قانوي لمنتخب كاب ديفيردي ومنتخب نقاط المباراة لمصلحة التوانسة، لتواجه مصر منتخب غانا الرهيب، وينال الفراعنة خسارة قاسية في لقاء الذهاب بنصف دستة أهداف، قبل تحقيق انتصار لا يمن ولا يغن من جوع في لقاء برج العرب بهدفين مقابل هدف.
ويتواصل الأمر بتصفيات مونديال 2018، وإزاحة الفراعنة من التصنيف الأول، على الرغم من أحقيتهم بنيله، عقب الفوز على تنزانيا وفارق النقاط الواسع بينه وبين نظيره التونسي عقب ذلك الفوز، باعتبار منتخب تنزانيا أكثر تقدمًا في التصنيف من نظيره جيبوتي وهو المنتخب الذي خسر أمام تونس بالجولة الأخيرة لتصفيات أمم أفريقيا، ليتم وضع منتخبنا القومي ضمن منتخبات المستوى الثاني وانتظار أحد الخمسة الكبار بالقارة لمصاحبته بمجموعة واحدة بالمرحلة الأخيرة للتصفيات، عقب قيام «فيفا» بعمل تصنيف استئنائي في اليوم الوحيد الذي يشهد تفوق التواسنة وهو السابع من يونيو.