ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار أن إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ستشتري 32 طنا من الماء الثقيل، الذي يعد أحد المكونات الرئيسية في تطوير الأسلحة الذرية، من إيران في جهد لتأمين الاتفاق النووي التاريخي الذي تم التوصل إليه في يوليو الماضي. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، الجمعة على موقعها الإلكتروني، إنه بحسب المسؤولين فإن الدافع وراء عملية الشراء الوشيكة، من جانب وزارة الطاقة الأمريكية هو مخاوف لدى الولاياتالمتحدة من أن إيران لا تمتلك القدرة حتى الآن على التقليل سريعا من مخزونها من المواد، كما يتطلب الاتفاق النووي. وأضافت الصحيفة أنه بموجب الاتفاق فيتعين على إيران الاحتفاظ بما هو أقل من 130 طنا من الماء الثقيل خلال الأعوام الأولى من الاتفاق ثم أقل من 90 طنا فيما بعد، لكن بحسب المسؤولين الأمريكيين فإن إيران تحاول جاهدة العثور على مشترين للمواد بالسوق الدولية، وهناك قلق من خطر زيادة المخزون عن ذلك المستوى. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تأمل بأن أول عملية شراء ستعطي الثقة لدول أخرى لشراء الماء الثقيل من إيران في الأعوام المقبلة. وأوضحت أنه من المتوقع توقيع الاتفاق الذي تقدر قيمته ب 6ر8 مليون دولار، من جانب المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين في فيينا. ونسبت الصحيفة إلى وزير الطاقة الأمريكي، إرنست مونيز، قوله: «اختبرنا الماء الثقيل لدى إيران وهو جيد ومطابق للمواصفات، وسنشتري قليلا منه»، وأضاف مونيز «سيكون ذلك إعلان للعالم بأننا نريد شراء الماء الثقيل من إيران، وبإمكانكم شرائه أيضا، فحتى الولاياتالمتحدة قامت بذلك». وفي نفس الوقت أوضح مونيز قائلا «لن نكون العميل المشتري للأبد، فربما ستشارك بعض الشركات في الولاياتالمتحدة بقاعدة العملاء، ويتعين عليهم إيجاد حلول لهذا الأمر. فهم يحتاجون للتأسيس لتواجد بالسوق الدولية في حالة أرادوا الاستمرار في إنتاج الماء الثقيل». ورأت الصحيفة أن اتفاق الشراء يعد أحدث مؤشر على التقارب بين واشنطن وطهران بعد عقود من العداء.