من الطريف أن ديربي الميرسيسايد يطلق عليه الديربي «العائلي»، وفي بعض الأحيان الديربي «الودي»، نظرًا لأنه يجمع بين فريقين من مدينة ساحلية «ليفربول»، لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، مما يجعل الانقسام في تشجيع أكبر ناديين في المدينة ليفربول وإيفرتون، متواجد بين العائلات والأصدقاء والأشقاء بشكل كبير، وأنه لأمر مألوف أن تشاهد أثناء مباراة الديربي مشجعي إيفرتون وسط مشجعي ليفربول والعكس صحيح. مباراة الديربي مساء أمس الأربعاء، التي لُعبت على ملعب أنفيلد، ملعب ليفربول، شهدت انتصارًا كاسحًا لصاحب الأرض بنتيجة 4-0، وهي نتيجة غير عادلة للمباراة التي كانت من الممكن أن تشهد نتيجة ساحقة للريدز، الذين اكتسحوا اللعب طولًا وعرضًا طوال ال90 دقيقة، محققين 37 محاولة تسديد على الجار إيفرتون، الذي سدد في 3 مناسبات فقط، وجميع تسديداته فشلت في الوصول لمرمى الحارس سيمون منيوليه الذي امضى امسية هادئة وسعيدة وهو يشاهد من مرماه، رفاقه يدمرون الجار.. والخصم اللدود. الغريب في هذا الديربي الذي دائمًا ما وصف بكلمات تدل على المحبة والترابط، أنه أكثر مباريات البرميرليج عنفًا من حيث التدخلات والالتحامات بين لاعبي الفريقين، كما أنه الأكثر حضورًا للبطاقات الصفراء والحمراء، على مدار عهد المسابقة التي بدأت منذ موسم 92/93. راميرو فونيس موري، مدافع أرجنتيني يلعب موسمه الأول مع إيفرتون، قرر أن يزيد من عدد البطاقات الحمراء التي كانت حصيلتها طوال 24 عام، من 20 بطاقة حمراء، إلى 21، وذلك عندما نالها عن جدارة واستحقاق، بعد تدخل عنيف جدًا أدى في النهاية إلى خروج لاعب ليفربول، المهاجم ديفوك أوريجي، محمولًا على نقالة خارج الملعب، في إصابة تبدو صعبة وقوية على البلجيكي الشاب، وعلى ما يبدو أن موسمه قد انتهى. مباراة الديربي حافظت على سجلها العنيف خلال عهد المسابقة، لكنها أيضًا أوضحت مدى التناقض الذي يسير عليه موسمي الفريقين، ليفربول الذي تحولت حظوظه تمامًا عندما وصل الألماني يورجن كلوب ليتولى تدريب الفريق في أكتوبر 2015، وتحول أداء الفريق إلى أداء إيجابي مميز ونتائج رائعة، وبالأخص منذ بداية عام 2016، والفريق الآن يضغط على فرق المقدمة من أجل الدخول في المربع الذهبي للمسابقة، وكذلك ينافس في مسابقة الدوري الأوروبي بعد أن وصل إلى نصف نهائي المسابقة. على النقيض يبدو أن حال إيفرتون يسير من سيء لأسوأ، الفريق الآن أصبح تحت ضغط كبير، بعد تحقيقه لثلاثة نقاط في آخر 7 مباريات، ليستمر تواجد الفريق في النصف الأسفل من جدول الترتيب على الرغم من إجماع جميع المتابعين أن فريق إيفرتون يحظى هذا الموسم بمجموعة من اللاعبين المتميزين التي تعطي للنادي أفضلية فنية غائبة قرابة العقدين عن النادي، لكن الأمور تتوقف كلها عند إدارة المدرب روبرتو مارتينيز، الذي بالقطع سيحظى بفرصة أخيرة لتحسين الوضع، عندما يتواجه الأسبوع المقبل في ملعب ويمبلي، ليقود فريقه أمام مانشستر يونايتد في مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والتي ستكون الفرصة الأخيرة للمدرب الإسباني، من أجل الاستمرار في قيادة الفريق الموسم المقبل.