4 هزائم في 15 يوما.. ماذا يحدث لبرشلونة؟ (تقرير)

بعدما حقق برشلونة إنجازا كبيرا الموسم الماضي، وفاز بالخماسية التاريخية مع المدير الفني لويس إنريكي، بحصد بطولات الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، ومع حالة التوهج التي يعيشها لاعبو البارسا، خاصة ثلاثي الهجوم ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا، توقع الجميع أن يكون برشلونة طرفا في نهائي دوري الأبطال هذا الموسم على أقل تقدير.
تعرض برشلونة لحالة من هبوط المستوى أدت إلى تعرضه لأربع هزائم خلال 15 يوما، منها مباراة الكلاسيكو بالدوري أمام ريال مدريد، التي خسرها برشلونة على ملعبه ووسط جماهيره، وأيضا تلقى خسارة أخرى في الدوري أيضا أمام ريال سوسيداد، ثم كانت المفاجأة الكبرى بعدما ودع دوري أبطال أوروبا من دور ربع النهائي، بالخسارة أمام أتلتيكو مدريد، وأخيرا الخسارة على ملعبه أيضا أمام فالنسيا بهدفين لهدف.
لم يكن أكثر المتشائمين من مشجعي برشلونة، يتوقع تراجع أداء الفريق بهذا الشكل الكبير، لا سيما ثلاثي الهجوم ميسي وسواريز ونيمار، لكن هناك عدة أسباب ساهمت في تراجع أداء برشلونة خلال هذه الفترة، أهمها انخفاض المستوى البدني لمعظم اللاعبين، ذلك بعدما دخل الموسم في مرحلة النهاية بجميع البطولات واشتدت المنافسة وكان برشلونة مجبرا على خوض 5 مباريات في 15 يوما، لعبها جميعا بمعظم اللاعبين الذين ظهروا بمستوى بدني ضعيف.
وقبل أن يلتقي برشلونة مع ريال مدريد، خاض ثلاثي الهجوم لويس سواريز وليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا، مباراتين مع منتخبات بلادهم في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018، ثم عادوا قبل المباراة بأيام قليلة، وأدى ذلك إلى تعرض هذا الثلاثي، بالإضافة إلى ثنائي الدفاع خافيير ماسكيرانو وداني ألفيش، للإجهاد الكبير بسبب السفر البعيد لقارة أمريكا الجنوبية والعودة مرة أخرى لإسبانيا في وقت قصير، كل ذلك جعل النجم ليونيل ميسي يظهر بمستوى متواضع في الفترة الأخيرة، ويحقق عدة أرقام سلبية منها أنه فشل في تسجيل أي أهداف خلال 5 مباريات على التوالي، لأول مرة منذ عام 2010، وأيضا لم يسدد أي تسديدة على مرمى أتلتيكو مدريد في مباراة العودة بربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
ومع التراجع البدني لثلاثي الهجوم، ظهر لاعبو خط الوسط أيضا بمستوى بدني ضعيف، نظرا لضغط وتلاحم المباريات منذ انطلاق الموسم، وإصرار المدير الفني لبرشلونة لويس إنريكي على اللعب بالثلاثي راكيتيش وإنييستا وبوسكيتس في معظم المباريات بشكل أساسي، وعدم إراحتهم لمنح البدلاء فرصة للدخول في أجواء الفريق، وهذا جعل الثنائي سيرجي روبيرتو وأردا توران، يتراجع مستواهم البدني وبالدور تراجع مستواهم الفني.
وكل ذلك كان له تأثيرا على أداء الفريق في الفترة الأخيرة، وساهم بشكل كبير في خسارة الكلاسيكو والخروج من دوري الأبطال، وأخيرا الخسارة من فالنسيا الذي يعاني منذ انطلاق الموسم.
وأدت هذه الهزيمة إلى اشتعال المنافسة على الفوز بالدوري الإسباني، بعدما تساوى برشلونة مع أتلتيكو مدريد في عدد النقاط بصدارة ترتيب الليجا، بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد صاحب المركز الثالث، لتجدد آمال قطبي مدريد في الفوز بلقب الدوري بعدما كان الثنائي بعيدا بشدة عن الفوز بالليجا قبل عدة أسابيع.