ثناء: عمة أولادي حرمتني منهم.. ولم أرهم إلا 6 مرات في سنتين

«قضيت داخل أسوار السجن 27 شهر، وآمل أن أخرج على أربعين شهرا»، روت ثناء السيدة الأربعينية، مأساتها التي ألقت بها خلف قضبان السجن، والتى كانت بسبب فشلها في محاولة تحسين دخلها، لكن الدائن هذه المرة كان هو شقيقة زوجها.
تقول ثناء التي تبلغ من العمر 46 عاما: «كنت أعمل مراجعة حسابات في أحد المستشفيات، مرتبى كان ضعيفا، وكنت لا أستطيع أن أصرف على أولادى، فقررت أن أحسن دخلى، عن طريق استلاف رأس مال، وبالفعل وجدت ضالتى حيث استلفت المال من شقيقة زوجى، واشتريت العديد من الأجهزة الكهربائية، لأبيعها بالقسط مرة وكاش مرة أخرى، وبدأت الأحوال تتحسن نوعا ما، وساعدت زوجى الذي يعمل صنايعى في مصاريف المنزل».
مثلها مثل الكثير من أحوال الغارمات داخل السجون، تعثرت ثناء في سداد أقساطها لشقيقة زوجها، ومثلها مثل الكثير أيضا، رغبتها في أخذ المال وبدء المشروع جعلتها تمضى الإيصالات على بياض، لتضع رقبتها تحت سيف الدائن.
لدى ثناء، ابنان أكبرهما يبلغ من العمر 16 عاما، لم ترهم في السجن طوال العامين الماضيين سوى 6 مرات، أما زوجها فلم تره منذ أن دخلت قسم الشرطة.
تنهمر دموع ثناء وهى تحكى: «اتحايلت على عمة أولادى أن تؤجل على القسط لحين السداد، فرفضت، ولم تكتف بذلك، فرفعت إيصالات ب300 ألف جنيه، بالرغم من أن أصل الدين هو 13 ألف جنيه، أما زوجى فعاقبنى بسبب أنى لم أخبره أنى أخذت مالا من أخته».
تضيف: «زوجى كان يعلم أنى أساعد في البيت وكان يكتفى بأن يقول لى (تصرفى)، دون أن يسأل، واستغربت أنه أخذ موقفا منى بسبب أنى لم أخبره، أنا كنت الأب والأم في البيت، كان زوجى يعانى من حادثة أصيب على أثرها في يده اليمنى أثرت على عمله كنقاش، فتعود إنى أنا اللى أصرف على البيت». تتابع: «أقضى حياتى في السجن في الأعمال اليدوية، لأشغل نفسى، وأنا مصابة بداء القلب، ونصحونى كثيرا ألا أحزن وأنا مصابة بالقلب فهو خطر على، لكن لا أستطيع أن أوقف عقلى عن التفكير، نعم هناك رعاية صحية من أطباء السجن، ويصرفون لى أدوية باهظة الثمن مثل البلافيكس مجانا، لكن لا أستطيع أن أكف عن الحزن».
تستطرد: «كنت الأب والأم والصديقة لابنى وابنتى، وإن شاء الله هيسامحونى، هم من المتفوقين دراسيا، ابنى الأول على الإعدادية، وبنتى الأولى على الابتدائية كل في مدرسته، وده اللى مصبرنى وإن شاء الله في عيد الأم أكون معاهم».