«السعيد» أراد أن يبصر نور الشمس فحول مبانى حى «الزبالين» إلى قطعة فنية

مبانٍ سكنية متلاصقة، يظهر جميعها بالطوب الأحمر، وفى الأسطح تنتشر القمامة، كما توضح صورة تظهر المشهد من نقطة بعيدة من إحدى القمم العالية بمنطقة منشية ناصر. وفى منتصف الصورة، التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى، يغيب هذا المشهد العشوائى بجرافيتى يغطى أسطح هذه المبانى، بألوان مبهجة ويحمل عبارة «إن أراد أحد أن يبصر نور الشمس، فإن عليه أن يمسح عينيه»، وهى مقولة البابا أثناسيوس الرسول، بطريرك الكنيسة المرقسية رقم 20، وهى أيضاً المقولة التى أراد «al seed»، أحد الفنانين الأجانب الذى يعمل فى مجال الرسم بعدد من الأديرة، أن يرسمها لتحويل مبانى حى جامعى القمامة بمنشية ناصر إلى مبانٍ نظيفة تجذب الرؤية.
لم يستجب «al seed» إلى كل المحاولات للتواصل معه، واكتفى بكتابة تعليق عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك» يوضح تفاصيل المبادرة وكتب: «المجتمع لدية اعتقاد خاطئ يؤمن بالمظاهر، ولهذا كان مشروعه (الإدراك) بحى منشية نصر (الزرايب)، المكان الأكثر تجمعا للأقباط ويعملون فى جمع القمامة منذ سنين طويلة».
وأشار «al seed» إلى أن «على الرغم من أن هذا المكان يقام فيه إعادة تدوير المخلفات، وهى مهنة مربحة على مستوى العالم، إلا أنه يعتبر فى مصر من أقذر الأماكن ويهمش أهلها وينفصلون عن باقى المجتمعات».
موضحا خلال تعليقه أنه بالتعاون مع زملائه فنانين الجرافيتى، وبمساعدة القمص سمعان، كاهن دير القديس سماع الخراز بالمقطم، خلق صورة بصرية جميلة للمبانى تغطى 50 مبنى تقريبا مرئى فقط من وجهة نظر معينة من جبل المقطم، مؤكداً أنه قام بهذا العمل إعمالا بمقولة القديس أثناسيوس، التى كان يقصد بها أنه إذا أراد إنسان أن يرى مدينة أو قرية فيجب عليه أن يذهب إلى هناك لكى يراها وليس من بعيد يحكم عليه.
ورحب أهالى المنطقة بفريق المبادرة حسبما أكد وقال: «كانت واحدة من التجارب الإنسانية المدهشة، فهم شعب كريم، وصادق وقوى التحمل عن أى شخص آخر».
واختتم كلمته: «الزبالون على الرغم من اسمهم لا يعيشون فى قمامة هم السبب فيها، بل هذه القمامة هى قمامة المدينة كلها وهم لهم دور مهم لا يقدره البعض فى تنظيف المدينة».
صور المبادرة التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى لاقت إعجاب الكثير، عقب الانتهاء من الرسمة، حيث طالب البعض بتدخل الجهات المعنية بتنفيذ نفس الفكرة على جميع المناطق العشوائية.