كأنه واحة من الجمال وسط صحراء قاحلة بهوائه النقى ونسيمه العليل والخضرة المنتشرة فى كل الأركان، الزائر لا يصدق أن منشية ناصر تلك المنطقة المشهورة باسم «حى الزبالين»، حيث الملتقى الأساسى لعاملى وجامعى القمامة فى مصر، التى لا يمكن فيها لأى إنسان رؤية الشمس بسبب البيوت المتلاصقة والحوارى التى تتنفس رائحة القمامة المحروقة دوماً، أن يوجد بها دير القديس سمعان الخراز. بوابة الدير، تلك البوابة الكبيرة المزينة بزخارف كنسية عتيقة التى توجد بجانبها لوحة كتب عليها بخط رقيق «رجاء محبة.. إبراز الهوية الشخصية»، أشبه بتلك البوابات السحرية التى تعبر بالزائر من عالم الحقيقة بكل مشكلاته ومآسيه إلى عالم سحرى حدوده السماء والأرض، وتلك المغارات الدينية التى تنبعث منها فقط تراتيل تناجى «الواحد» فى كل مكان.