مصر مش أمى، ماشى يا عمنا، مصر أمنا نحن، ونحن أولى بها، الغبطة التى غمرت نفراً من المصريين بقرار البرلمان الأوروبى المهدد لقطع المساعدات محزن، فرحانين قوى، يذكرك بتهليل وتكبير الإخوان أيام «رابعة» مع سريان شائعة تحرك الأسطول السادس الأمريكى فى البحر المتوسط لحصار الشواطئ المصرية، الحمد لله والله أكبر، وتأمين على الدعاء أن يهلك جيش مصر الذى خلع الإخوان. مقالات متعلقة * «أين سيارتى المرسيدس؟» * كعب أخيل! * قضية المستشار زكريا! تهليل وتكبير نفر من المصريين، الذين يتنكرون لأمهم، للقرار الأوروبى، لا يقابله فى الحِزن، بكسر الحاء، سوى مكابرة نفر ممن يحتكرون أمومة مصر، أماً لهم دون غيرهم، دأبوا على احتكار مصر ضيعة لأطماعهم ويُحرّمُونها على الآخرين والأولين وكأنهم مش مصريين، ولا ولدوا فى مصر، ولا نبتت أجسادهم من خيرها، ولا عاشوا فى ديارها، ولا تربوا فى أعطافها، يتمنون لها الشر كل الشر، وكلما حاق بها الشر باتوا سعداء مغتبطين. مصر هى مصر، مصر هى أمى، مصر أكبر من الثارات والعدائيات والخلافات، كل هذا الذى يستعر بيننا جملة فى سطر من سطور العظيمة مصر فى كتب التاريخ، سنرحل جميعاً وتبقى مصر أماً لأجيال ستأتى وستعجب من هذا الذى كره أمه وتمنى لها الشر كل الشر، والركوع والاستسلام، وطلب لأهلها الحصار، وتمنى قطع المساعدات، وتجويع أهلها، وحصارهم فى ضيق، ويطلب لهم الأعداء تأديباً لخروجهم من بيت الطاعة الإخوانى، حق عليهم العذاب. من كان يكره السيسى، فالسيسى رئيس، وسبقه رؤساء، وسيتلوه رؤساء، ومن كان يحب السيسى فالسيسى رئيس وسبقه رؤساء، وكلهم زائلون والباقى هى مصر، اكره السيسى وحكمه ونظامه وحكومته، ارفض السيسى أنّى لك هذا، وشئت وشاء لك الهوى السياسى، ولكن أن تكره مصر، هذا والله لكبيرة إلا على الإخوان والتابعين. سيبك من معزوفة المعارضة خيانة، وعمالة، الموالاة والمعارضة مصريون، والجنسية المصرية حق لكل نبت مصرى، سيبك من تخوين هذا لذاك، خلينا فى همنا الكبير، خلينا فى مصر، هل آذتك مصر يوماً؟.. معطاءة منذ الأزل. هل هنت أنت على مصر يوماً؟.. رءوم طوال تاريخها. هل عاقبتك مصر يوما؟.. حتى الأمهات فى قعور البيوت تدعى على أبنائها العاقين وقلبها الطيب بيستغفر!. هل ستكون سعيداً بقطع المساعدات، هل تحققت الأمنيات، هل ثأرت، هل انطفأت النيران؟.. تنفخون فى الكير يلفح شرره الوجوه، يوم تقطع المساعدات ويضرب الحصار، أنتم فى قلب الحصار، ستحيق بنا جميعاً المأساة. لا أعرف سوابق تاريخية، ولا أريد أن أعرفها، أن خرج من صلبها من يفرح فى حزنها، أو من ظهرها من يغتبط لحصارها، ومن رحمها من لا يرحم ضعفها، حتى الغاضب منها قال فيها شعراً «بلادى وإن جارت علىّ عزيزةٌ.. وأهلى وإن ضنوا علىّ كرامُ»، لم يلعنها كما تلعنونها على السبحة، فيه حد يسب أمه، فيه حد ينعت أمه بفاحش القول، من يُبلّغ عن أمه سفارات ومنظمات ومؤسسات ويطلب لها العقاب؟! للأسف جاء علينا زمان يتنكر الابن لأبيه وأمه وبنيه، يوم القيامة إذن، هل قامت القيامة ونحن عنها غافلون؟.. أتنكرون مصر؟.. لا أبا لكم، ولاد حرام، قد ضل من كانت العميان تهديه، الله يرحمه الخال عبدالرحمن الأبنودى الذى قال فينا: «كنا زمان أبطال نموت فى الحرب، ونمشى للموت سوا ولد يسابق ولد، دلوقت أبطالنا تموت م الضرب، معسكرات العدو دلوقت جوه البلد». يا حزنى على البلد التى خرج من صلبها ولد ينكرها ويستعدى عليها من لا يرحمها، حالة الشماتة التى بات عليها نفر معلوم من المصريين اسماً ولقباً، يحزن من الحزن، فرحان فى مصر يا فرحان، مسرور يا مسرور، البرلمان الأوروبى يهدد بحصار دارك، وأنت هانئ البال، مرتاح الضمير، عملت اللى عليك، أبلّغت عن أمك، عن أهلك وناسك.. لا تضغط على ضعف أمك.. قبر يلمك. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة