فضلاً عن خلافات كل من روسياوالصينوكوريا الشمالية على حدة تجاه إحدى أو بعض دول الجوار، مثل اليابان وتايوان ضد الصين، وكوريا الجنوبيةواليابان ضد كوريا الشمالية وغيرها.. تجد تلك الدول ذات القوى الكبرى تهدف لتقليص القوى الأمريكية ومنع استمرار بقاءها (قطب عالمي منفرد). مقالات متعلقة * معجزة نهر هان كانج هل تتحقق في مصر؟ * حالة حقوق الإنسان فى مصر! * مصر والعالم فى 2016 ولذلك نجد لدى أمريكا معاهدات دفاع مشتركة مع (32) دولة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك (27) معاهدة في شكل جماعي في إطار حلف شمال الأطلسي ال«ناتو»، بالإضافة إلى المعاهدات الدفاعية الثنائية مع «أستراليا، والفلبين، وتايلاند، وتايوان، واليابان، وكوريا الجنوبية»، والتحالف الأمريكي مع تلك الدول خاصة كوريا الجنوبيةواليابان يزعج بشدة الموقف السياسي والأمني لكوريا الشمالية، كما تزعج تحالفتها مع الدول الخمس موقف روسياوالصين. وبالمقابل اليوم ورغم تنديدات دول الجوار تجد كوريا الشمالية أعلنت نجاحها في تجربة تفجير القنبلة الهيدروجينية مكرسة بذلك توجهها للتحصن خلف أكثر الأسلحة فتكا وتدميرا، ورغم وعودها بأنها للدفاع عن مقدراتها وأمنها القومي إلا أنها ترفع ورقة ردع مناظرة أمام حلفاء أمريكا الإستراتيجين والمناؤين للثلاثي الأسيوي في جنوب شرق أسيا بل وأبعد من ذلك.. فتجد أكبر دول الجوار الصين تعلن إدانتها للموقف الكوري وروسيا تعتبرها انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والذي قد يؤدي لفاقم الوضع في شبه الجزيرة وزيادة احتمال مواجهات عسكرية في المنطقية«. ورغم أن الصين تُعد حليف أصيل لكوريا الشمالية إلا أن الصين قد مارست ضغوطاً عليها دون جدوى لدرجة احتمال قرب نفاذ صبرها بسبب رفض كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي.. فقدرة الصين على التأثير على حليفتها تحُدها مخاوف من قيام كوريا موحدة على حدودها تدعمها الولاياتالمتحدة!! وترعى الصين المحادثات السداسية التي تجمعها مع كوريا الشماليةوكوريا الجنوبيةوروسياواليابانوالولاياتالمتحدة، من اجل وضع حد للبرنامج النووي الكوري الشمالي. ورغم كل ذلك لا يزال التشكيك في صحة التجربة قائماً.. حيث أكد محللون أن هذا التجربة كانت على الأرجح بحجم أقل من المفترض لقنبلة هيدروجينية بعشرات المرات، وربما يقترب من حجم إنفجار القنبلة الأميركية التي فُجّرت في هيروشيما. وأمر طبيعي أنه فور الإعلان عن تجربة تفجير القنبلة الهيدروجينية الكورية الشمالية، أن تقوم رئيسة كوريا الجنوبية بالدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي لبلادها، وبالطبع وعلى التوازي يبدأ مجلس الأمن الدولي مشاوراته الطارئة المغلقة في نيويورك حول التجربة النووية الجديدة.. وعلينا أن نتذكر أن سفراء الدول ال15 الأعضاء في المجلس ومنها (مصر) تقوم بالمشاروات بشأن الأزمة مع الوضع في الاعتبار أنها بناءً على طلب واشنطن وطوكيو.. وربما سعياً للخروج بقرار لتوقيع عقوبات على ك وريا الشمالية التي تحدت المجتمع الدولي بإعلانها هذا. يبدو لي أن الفرصة تُتاح لمصر كعضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة لتحقيق شيئاً من مصالحها.. ففي الوقت الذي لا تنسى فيه مصر دور كوريا الشمالية التي قامت بالتصويت لصالحها في أكثر من موقف دولي بمجلس الأمن، إلا أن لمصر موقف ثابت بشأن أتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية وكذا بشأن موقف إسرائيل السلبي تجاهها.. فمصر قد تدعم بعض مواقف كوريا الشمالية في ظل التحديات الدولية والإقليمية التي تواجهها إلا أنها بالتأكيد قلقة بشأن ما أعلنته من إجراء أول اختبار لقنبلة هيدروجينية، والذي يمثل تهديد جديد لنظام منع الانتشار النووى، وإضعاف لجهود ترسيخ عالمية معاهدة منع الانتشار النووى وتعزيز دورها في حظر انتشار الأسلحة النووية ودعم السلام والاستقرار العالمى، والذي باستمراره يزيد من حالة التوتر وسباق التسلح وعدم الاستقرار.. ومصر على موقفها الثابت الداعى لضرورة تحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووى، وضرورة وضع جميع البرامج والأنشطة النووية تحت إشراف نظام الضمانات الشامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنصوص عليه في المعاهدة، دون تمييز أو استثناء لأي دولة خاصة تلك التي تُصر على عدم التوقيع على إتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية للآن وعلى رأسها إسرائيل.. فمن يريد حسن الجوار عليه أن يثبت جدارته به.. لا شك، إن لم تنتهز الظروف والوقت المناسبين لتأخذ موضع المبادأة لفرض إرادتك، فليس لك إلا أن تبقى في زاوية رد الفعل تجاه إرادات الآخرين. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة