مسلسل الهروب مستمر.. «البروفسير» فيريرا يلحق ب«باتشيكو وميشيل» (تقرير)

«فاكس.. إيميل.. هروب دون سابق إنذار»، كانت تلك النتيجة النهائية لمسيرة 3 مدربين أجانب مع نادي الزمالك، خلال سنوات عدة شهدت العديد من الأزمات داخل أسوار النادي، الذي اعتاد على احتضان الأزمات أكثر من البطولات.
قبل أعوام هرب مدرب فرنسي، وفي بداية هذا العام هرب برتغالي، والآن هرب «البروفسير»، والجمع لا يعلم سبب حقيقي وواضح لما يحدث داخل القلعة البيضاء منذ سنوات، بينما هناك الملايين من المشجعين مازالوا يرددون أغانيهم الحماسية حبًا في الندي، دون إبداء أي أهمية لتلك الأزمات.
«المصري اليوم» ترصد مسلسل هروب المدربين من النادي في السنوات الأخيرة.
1- هنري ميشيل
في 2006، تعاقد نادي الزمالك مع المدرب الفرنسي، هنري ميشيل، بداية الدور الثاني من الدوري العام، في صفقة رآها البعض «بادرة أمل» للفريق الذي غابت عنه البطولات لسنوات عدة، خاصة مع سرد تاريخ المدرب الفرنسي الذي تفاءل به كثيرون.
فاز الفريق في معظم مباريات الدور الثاني، لكنه لم يفز بالدوري، وكان على مقربة من الفوز بكأس مصر، ولعب في النهائي أمام النادي الأهلي، لكنه خسر في مباراة «دراماتيكية» بثلاثة أهداف، مقابل 4 للفريق الأحمر، بعد لعب أشواط إضافية استطاع الأهلي فيها حسم البطولة رغم تقدم الزمالك في النهاية.
أثناء فترة الإعداد لموسم جديد، عام 2007، اختار «ميشيل» موطنه لإقامة معسكر الفريق، ثم فجأة ترك الفريق دون مقدمات، ولم يعد إلى المعسكر، وفسخ عقده مع الفريق مستندًا في ذلك إلى عدم وجود شرط جزائي في عقده.
وقال «ميشيل»، في مؤتمر صحفي بالرباط، إن سبب تركه للفريق هو «إصرار الإداريين على التدخل في الأمور الفنية»، مضيفًا: «كان يربطني عقد يمتد لعامين مع الزمالك الذي احتفظ بذكريات سعيدة معه خاصة مع رئيسه ممدوح عباس وجماهيره، لكن إشراف الإداريين على عملية ضم اللاعبين جعلني أقدم استقالتي في الوقت المناسب لأني لم أقبل هذا الوضع الذي يعيق عملي».
عاد «ميشيل» فيما بعد إلى النادي، رغم هربه في المرة الأولى، لكنه لم يستمر سوى 4 أشهر ورحل مجددًا.
2- جيمي باتشيكو
بينما كانت كل جماهير الزمالك تشحذ هممها من أجل الاستعداد لموسم تُمني فيه نفسها بالبطولة التي غابت 10 سنوات عن أسوار ميت عقبة، كانت الأمور لا تبشر بخير بين المدرب البرتغالي، جيمي باتشيكو، ورئيس النادي.
بدأت الأزمة بهزيمة الفريق الأبيض من نادي إنبي، ما دفع رئيس النادي إلى الهجوم الشديد على «باتشيكو»، قائلا: «أنا قولتله يامستر فاتشيكو ولا باتشيكو اشرك الجهاز المعاون معاك، أنا مش جايب محمد صلاح يلم كور».
ووفقا لتصريح أحد لاعبي الفريق فإن رئيس نادي الزمالك، وبخ «باتشيكو» بشدو في غرفة خلع الملابس أمام اللاعبين، بسبب عدم إشراكه للثلاثي إسلام جمال، ومعروف يوسف، وعبدالله سيسيه.
قرر «باتشيكو» الرحيل وأخبر جهازه المعاون، لكن الأمر تم تداركه، وحضر إليه وفد من مجلس الإدارة للاعتذار منه، خاصة بعد تصريح رئيس النادي الذي قال: «لو عاوز يمشي يغور في 60 داهية، واللي قال إنه عاوز كده كذاب»، مضيفا: «هو مش نبي، يمشي في 60 داهية».
قرر «باتشيكو» البقاء، لكن الأمر لم يستمر كثيرًا قبل عاصفة وجهها البرتغالي إلى صدر رئيس النادي، بعد قرار البقاء بأقل من أسبوع، ليتفاجأ الجميع في صباح الأول من يناير 2015 أن «باتشيكو» غير موجود في القاهرة.
«هروب المدرب البرتغالي» كان العنوان الرئيسي للمواقع الرياضية في ذلك اليوم، إذ أنه غادر القاهرة متجها إلى البرتغال دون إبلاغ أي مسؤول بالنادي، واكتفى بإرسال «إيميل» من البرتغال إلى خالد رفعت، مدير إدارة التسويق، لإبلاغه بذلك.
وقال أحد المصادر داخل النادي إن السبب في هروب المدير الفني هو رئيس النادي وتصريحاته التي انتقد فيها المدير الفني بسبب اعتماده على مؤمن زكريا بشكل أساسي في الفترة الماضية، وانتقد قيامه بتجهيز اللاعب للأهلي، الأمر الذي رفضه المدير الفني، وأبلغ جهازه المعاون بأنه سبق أن تعهد بتقديم استقالته والرحيل في حالة تدخل رئيس النادي في عمله.
واستغل المدير الفني عدم وجود شرط جزائي في عقده، وغادر القاهرة، دون إخطار الإدارة، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء قوية عن تعاقده مع فريق «الشباب السعودي».
3- فيريرا
ليس الأول في سلسة هروب المدربين من الزمالك بشكل مفاجئ، إذ أن الأمور كانت تنذر بضرورة حدوث أمر ما، بسبب العلاقة «المتوترة» بين رئيس النادي والمدرب البرتغالي، إذ اتهمه الأول بأنه «فاشل».
فعلها «فيريرا» كما فعلها غيره، دون معرفة الأسباب الحقيقية والكاملة لهروبه من الفريق الأبيض، رغم أنه يمتلك الكثير من المعجبين له بين جماهير النادي الملكي، حتى أن بعضهم يناديه «البروفسير».
أرسل فيريرا، السبت، برقية فاكس بفسخ عقده مع النادي رسميًا، وقال رئيس نادي الزمالك، في تصريحات ل«المصري اليوم»: «سيتحمل المدرب قيمة الشرط الجزائي في عقده».