ريال مدريد وبلباو.. مفاتيح معركة سان ماميس (تحليل)

تمكن ريال مدريد من الخروج بفوز صعب ومستحق على مضيفه أتلتيك بلباو بهدفين لواحد على ملعب سان ماميس في الجولة الخامسة من الليجا ليعتلي صدارة المسابقة بعد سقوط برشلونة المدوي أمام سيلتا فيجو بأربعة أهداف لواحد.
يعلم المدير الفني لريال مدريد رفائيل بنيتيز أن بلباو يلجأ في مراحل معينة من المباراة للضغط العالي لذا فإنه قام باختيارات وتعديلات معينة في خطة 4-3-3 لكي يتم بناء اللعب من الخلف.
أمر بنيتيز الألماني توني كروس بأن يكون أكثر قربا من قلبي الدفاع، بنفس طريقة لاعب الفريق السابق وبايرن ميونخ الألماني الحالي تشابي ألونسو، وذلك لبدء اللعب من الخلف وأمامه كان هناك عنصران آخران في محور الارتكاز الثلاثي هما الكرواتي لوكا مودريتش على اليمن ومواطنه ماتيو كوفاسيتش على اليسار أصحاب المهام الدفاعية والهجومية.
أمام هذا الثلاثي كان إيسكو ألاركون يلعب نظريا على الجانب الأيمن ولكنه كان يتحرك منه لقلب الملعب فيما أن البرتغالي كريستيانو رونالدو كان ينتظر على اليسار في أغلب الوقت ولكن هذا لم يمنع من تحركات ذكية وتبادلات في المراكز مع الفرنسي كريم بنزيمة الذي كان دائما يظهر لمساعدة أيا من كان يحتاجه.
من جانبه بدأ بلباو المباراة بصورة جيدة حيث لعب المدرب ارنستو فالفيردي بخطة 4-2-3-1 وفي أول 20 دقيقة عمل على تغيير نمط اللعب من الضغط العالي لانتظار الريال في نصف ملعبه حيث تمكن من ضبط خطوطه في كلا الحالتين.
على الرغم من السيطرة الملكية إلا أن بلباو لم يكن يعاني في تلك الفترة حيث لم يتعرض لفرص حقيقية وكان قادرا على الانتشار عن طريق الكرات الطولية المرسلة لأريتز أدوريز لكي يصل راؤول جارسيا من خط الوسط في اللعبة الثانية بصحبة سوساييتا وسابين ميرينو.
الأمور كانت تسير بصورة جيدة حتى الخطأ الذي ارتكبه ميكيل سان خوسيه (ق19) باعادة كرة قصير لإيرايزوز تمكن بنزيمة من اقتناصها وتسجيل الهدف الأول ليظهر «القط الفرنسي»، الذي لا يمكن للريال الاستغناء عنه، في منزل أسود الباسك.
بعد الهدف سيطر الريال على الشوط الأول حتى نهايته حيث لم يواجه مشكلة في تدوير الكرة بسبب تفوق خط الوسط، حيث تجدر هنا الاشادة بماتيو الذي أظهر شخصيته كثيرا حيث كان يطلب الكرة من كروس وأعطى استمرارية للعب نحو الأمام.
لعب ريال مدريد في الحالة الدفاعية بخطة 4-4-2 وتمكن الفرنسي رفائيل فاران والبرتغالي بيبي من تقديم مستوى طيب حيث تميز الأول بالذات في الألعاب الهوائية وهو الأمر الذي أوقف بالتالي خطورة أدوريز، فيما أنه وبالنسبة للظهيرين فكلاهما قام بعمل جيد، وإن كان البرازيلي مارسيلو شكل في بعض الأحيان ثغرة في الخلف.
مع بداية الشوط الثاني عمل بلباو على الضغط بصورة أكبر مما جعل اللعب يميل نحو مرمى حارس الريال، الكوستاريكي كيلور نافاس حيث ظهر تفوق سوسايتا وميرينو على ظهيري الريال مارسيلو وكارباخال حتى جاء هدف التعادل بعد غزوة من الأول تبعتها عرضية حولها الثاني برأسه في المرمى.
يحسب لريال مدريد أنه لم يرتبك وتمكن من العودة في النتيجة بعد ثلاثة دقائق فقط، الأمر الذي كان يفتقده مع المدرب السابق كارلو أنشيلوتي اذا ما تم استثناء مباراة العاشرة، حيث جاءت الضربة عن طريق خط الوسط بتمريرة من مودريتش لإيسكو على اليمين الذي مررها لبنزيمة ليسجل هدفه الثاني.
كان مودريتش هو نجم الشوط الثاني بلا منازع حيث قدم درسا في كيف تكون لاعب وسط: أخطاء بسيطة للغاية في تسليم الكرة والاسهام هجوميا ودفاعيا وخلق تمريرات من لا شيء تضرب خطوط الخصم.
أصاب بنيتيز في التغييرات التي أجراها بعد ذلك، خاصة خروج بنزيمة ودخول كاسيميرو حيث لعب البرازيلي خلف مودريتش وكروس وكوفاسيتش للتعامل مع أي كرات تسقط في ذلك المكان وذلك لزيادة الجانب العددي في تلك الدقائق الهامة المتبقية من المباراة.
حاول فالفيردي إعادة تسيير اللعب الهجومي بدخول ميكل ريكو وخروج سان خوسيه ونزول ايباي جوميز وكيكي سولا بدلا من سوسايتا وبينيات ولكن الريال كان ارتدى بذلة المحارب الذي يرفض أن تلتهمه الأسود في تلك الليلة فيما أن نافاس تألق وأنقذ أكثر من فرصة خطيرة للفريق الباسكي.
فاز ريال مدريد بفضل لاعبي الوسط حيث لعب كل منهم، سواء كان أساسيا أو احتياطيا، الدور المطلوب منه في اللقاء على صعيدي الدفاع والهجوم بشكل جيد ولأن بنيتيز أدرك كيف يمكن التعامل مع هذه المباراة الصعبة.