خبراء: العالم العربي يحتاج إلى جهود تنويرية للقضاء على الفكر المتطرف

اتفق خبراء على أن العالم العربي يحتاج إلى جهود تنويرية، للقضاء على الفكر المتطرف، خلال الفترة الحالية، مؤكدين أنه لن يتم التنوير إلا بتطوير التعليم والتثقيف، واعتدال الخطاب الديني، جاء ذلك خلال ندوة «حاجتنا إلى التنوير»، مساء الأربعاء، بالمجلس الأعلى للثقافة، وشارك فيها الدكتور على مبروك، والدكتور عمار على حسن، والمهندس أحمد بهاء الدين شعبان، وأدارها الشاعر شعبان يوسف.
وقال الدكتور على مبروك، إن التطورات الحالية والتي جرى الاصطلاح على أنها ثورات الربيع العربي، تؤكد أن مصر والعرب، يحتاجون إلى جهود تنويرية مع ضرورة الانشغال بتنوير العقل بدلاً من الاكتفاء بمجرد تحديث الواقع الخارجي.
وأضاف أن الانتشار الواسع لعقل القبول والتسليم بالمشهور والمستقر من دون فحص بين الجمهور هو ما يمد جماعات الإسلام السياسي بالفيالق التي تحارب تحت راياتها السوداء ناشرة للخراب والفوضى في مشرق العالم العربي ومغربه، مؤكدًا بأنه لامجال لبناء ديمقراطية منتجة في العالم العربي إلا عبر الانخراط الجدي في إنجاز مهام التنوير، والحق أن مصائر العرب جميعاً تكاد أن تكون موقوتة على تصدى النخبة العربية لإنجاز هذه المهام، فمتى تُقلع النخبة العربية عن استنفاد طاقاتها في السياسة لتنصرف إلى القيام بدورها الأبقى في عالم الثقافة.
وأكد بهاء الدين شعبان، أن «التنوير» أحد أهم القضايا الرئيسية في مجتمعاتنا التي تستهدف التخلص من أغلال الماضي والانطلاق قدما وبوتيرة متسارعة إلى الأمام، لأن كل تغيير فعلي للمجتمع مرهون بتأسيس جديد لمفهوم «تنوير حقيقي» يشكل نظرة الإنسان للكون وللعالم وللواقع الموضوعي، مفهوم يؤسس لدولة العقل والوعي ويشيع قيم المواطنة والقانون، تنقل المجتمع من وهاد التخلف إلى مراقي التقدم والحداثة والرفاه والمدنية.
وأضاف «شعبان» أن قضية التنوير تعني تفويض الأساس النظري والمتطرف لفكر الإرهاب والعنف والجمود الذي يصادر العقل والتدبر والتفكير، ويعمل على استبدال الفكر الماضوي العقيم بتأسيس وعي حي جديد يرتكز على قيم العلم والعقلانية والانفتاح الإنساني والموضوعية لتحقيق النصر في مواجهة قوى الظلام.
قال عمار على حسن، إن التطرف الديني والإرهاب ينمو في بيئة اجتماعية مغلقة ومظلمة، والخروج من هذا النفق المظلم لا يتحقق إلا بالإصلاح الديني والتنوير جنبا إلى جنب مع الإصلاح المجتمعي وتحرير إرادة الشعب، بما يقطع الطريق على سعي هذه التنظيمات إلى انسحاب الدولة من تقديم الخدمات الكافية للمواطنين، مؤكدًا بأن التنوير يتم من خلال التعليم والتثقيف والإعلام واعتدال الخطاب.