زحام ومشادات وإغماءات أمام مكاتب السجل المدنى لاستخراج شهادات الميلاد

شهدت مكاتب السجل المدنى بالقاهرة والمحافظات زحاما شديدا بسبب زيادة إقبال المواطنين على استخراج شهادات الميلاد لتقديمها إلى إدارات التموين لقيد المواليد الجدد فى البطاقات التموينية خلال أغسطس الجارى، وفق المدة التى حددها قرار وزارة التموين، والتى تدرس مد التسجيل حتى نهاية سبتمبر المقبل.
ورصدت «المصرى اليوم» شكاوى مواطنين متواجدين أمام سجل مدنى العمرانية من قرار وزارة التموين، حيث يتم حاليا تقديم طلبات الدفعات الجديدة للكليات العسكرية والتنسيق وحجز الشقق الجديدة والأراضى التابعة لوزارة الإسكان، ما تسبب فى زحام شديد أمام مكتب السجل المدنى لاستخراج شهادات الميلاد، واصفين ما يحدث بأنه أشبه بالعذاب فى ظل ارتفاع درجة حرارة الطقس.
وانتقد مواطنون قرار «التموين» بعدم صرف مقررات التموين لهم عن شهر أغسطس الجارى إلا بعد تدقيق بياناتهم الخاصة، حتى تتم مراجعتها فى مديريات الوزارة بالمحافظات، والذى أدى لتكدسهم أمام مكتب السجل المدنى لاستخراج شهادات ميلاد أطفالهم لإضافتهم على بطاقات التموين.
وقال جمال حسين، موظف وأحد المتضررين، إن قرار وزارة التموين بتحديد هذه الفترة تسبب فى حدوث زحام شديد دون مراعاة الحالة الصحية لكبار السن والسيدات فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.
من جانبه، قال محمود دياب، المتحدث الرسمى لوزارة التموين، ل« المصرى اليوم»، إن الوزارة تدرس مد الفترة الزمنية المحددة لإضافة المواليد وتحديث البيانات حتى نهاية سبتمبر المقبل، كما أنها تلقت تقارير من مديرياتها بشأن الزحام الشديد داخل مكاتب السجل المدنى فى عدة محافظات.
وأوضح أن إجراءات تحديث بيانات البطاقة وإضافة المواليد تتضمن سحب الاستمارة من منفذ بيع التموين التابع له، وإضافة البيانات المطلوبة مثل الاسم والعنوان ورقمى الهاتف وبطاقة التموين، وأسماء المستفيدين والأفراد المطلوبة إضافتهم، ويتم تقديم الاستمارة مع صورة البطاقات الشخصية للمستفيدين من التموين إلى منفذ بيع التموين، أو إلى مديرية التموين التابع لها، وخلال تلك الفترة يتم صرف التموين.
وتابع أن الطريقة الأخرى لتحديث البيانات وإضافة المواليد من خلال الموقع الرسمى للوزارة على شبكة الإنترنت (subsidy.egypt.gov.eg)، مطالبا كل صاحب بطاقة تموينية بسرعة الدخول على هذا الموقع باستخدام الرقم القومى له، لتحديث بيانات جميع المقيدين فى البطاقة وإضافة مواليد جدد إن وجد، لاستمرار صرف السلع التموينية لهم والاستفادة من جميع الدعم والخدمات الجديدة.
وعلى صعيد متصل، منعت قوات الشرطة مصورى «المصرى اليوم» من تصوير الزحام أمام السجل المدنى، وطلبت موافقة مكتوبة من إدارة الإعلام بوزارة الداخلية.
وفى المحافظات، تواصل الزحام الشديد على مكاتب السجل المدنى، أمس، ففى المنوفية، شهد مكتب السجل المدنى بشبين الكوم زحاماً شديداً، وعجز المكان عن استيعاب المترددين عليه لاستخراج الشهادات، وامتدت الطوابير عدة أمتار خارج المبنى، ونشبت مشادات بين المواطنين المنتظمين فى الطوابير وآخرين بسبب محاولة تخطيهم.. وأصيب عدد من المواطنين بالإجهاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، واضطر عدد منهم لافتراش الأرض، وانصرف آخرون على أمل العودة لإنهاء الإجراءات فى الفترة المسائية بعد أن يخف الضغط على المكتب.
قال سيد غريب، من الأهالى، إن الزحام الشديد منع المترددين على المكتب من الحصول على الخدمات الأخرى التى يتم تقديمها، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من شراء استمارات بطاقة الرقم القومى لتجديدها، حيث تصدى له الأهالى ومنعوه من الدخول، ظناً منهم أنه يحاول تخطى الطابور.
وفى دمياط، شكا المواطنون، خاصة كبار السن والسيدات، من الوقوف عدة ساعات أمام مكتب السجل المدنى بمجمع المحاكم بشطا، من أجل استخراج شهادات الميلاد، فى ظل ارتفاع درجة الحرارة وعدم توفير مظلات أو تند لحمايتهم من الشمس. وأصيب عدد من كبار السن بالإعياء من شدة الحرارة ورفضوا ترك مكانهم فى الطوابير حتى لا يفقدوا دورهم، وطالب عدد من المواطنين بزيادة ساعات العمل، خاصة فى الفترة المسائية.
وفى كفر الشيخ، نشبت مشاجرات بين عدد من المواطنين أمام مكاتب السجل المدنى، واستغل عدد من البلطجية الموقف من خلال الوقوف فى الطوابير بالقوة واستخراج الشهادات مقابل 30 جنيهاً للشهادة الواحدة رغم أن رسومها القانونية الواحدة 7 جنيهات فقط، وعجز عدد من كبار السن والسيدات عن استخراج الشهادات بسبب المشاجرات وطول الطوابير.
وقال هلال السيد كيلانى، من عزبة الفار مركز دسوق، إنه واقف بالطابور لليوم التالى على التوالى، حيث لم يتمكن من الحصول على شهادة الميلاد فى اليوم الأول فأدى صلاة الفجر فى اليوم الثانى ووقف أمام شباك السجل المدنى إلا أنه فوجئ بوجود المئات فى الطابور.
وأضاف على إبراهيم الشورى أنه وقف فى الطابور عدة ساعات للحصول على شهادات الميلاد لأفراد أسرته لتقديمها للتموين لمراجعتها.
وأشار كريم أحمد إبراهيم إلى أن الطوابير يتخللها عنف ومشاجرات بسبب الزحام الشديد، لافتاً إلى أن بعض البلطجية والخارجين على القانون تعدوا على المواطنين فى الطابور من أجل الوقوف مكانهم وإنهاء الإجراءات لمواطنين آخرين مقابل الحصول على مبالغ مالية منهم.