زاهي حواس: «مرنبتاح» كان وسط القمامة ونقلته للحفاظ على هويته

قال دكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، ردًا على تحميله مسؤولية نقل عمود مرنبتاح، إن العمود كان في مكان ملئ بالقمامة والقاذورات، و«متبهدل» من سكان ورواد منطقة عرب الحصن بالمطرية، لافتا إلى أنه عندما كيان يزور المطرية وجد حالة عمود ابن الملك رمسيس الثاني مهملة وغير مرتبط ببيئة أثرية، ولا يوجد بجانبه أي أثر، فأمر بنقله وتنظيفه وترميمه بمعمل القلعة عام 2008، تمهيدا لنقله إلى المتحف الكبير، مضيفا «نقلنا مرنبتاح كي ننقذه من السرقة والإهمال والقمامة والقاذورات وليتم عرضه في أحلى مكان في الدنيا وهو المتحف الكبير».
وعن ما تناقلته قنوات فضائية ومواقع إلكترونية عن نقابة العاملين بالآثار، موجهين الإتهام إليه بنقل عمود مرنبتاح لطمس تاريخه، قال حواس، إن «من يدعي أنني قمت بنقل الأثر لطمس هويته أو تاريخه لا يفهم شيء، لأنني لو كنت تركته بقيمته الكبيرة وسط القمامة حينها فعلا كنت طمست هويته، فأنا بقرار نقله وترميمه والحفاظ عليه حافظت على هويته، وليس العكس»، مشددا على أنه «مش ممكن أي شخص يخرج يتحدث لوسائل الإعلام بأي كلام نردده خلفه ونصدقه، لا بد وأن نسأل أنفسنا أولا هل المتحدث عالم آثار، فهو ليس عالم آثار إذا فهذا ليس شأنه ولا يفقه فيه أي شيء». وأضاف «حواس»، «أؤكد للجميع أن لو أي إنسان وليس أثري فقط شاهد وضع العمود الأثري حينما كان في المطرية لشكرني على نقله».
وفيما يتعلق بانتقادات البعض، أن هذا الأثر نقل منذ 7 سنوات ولم يعرض حتى الآن، قال، «سيعرض في المتحف الكبير، والمتحف الكبير لم يفتتح بعد أو ينتهي من تجهيزاته، لذا سيظل الأثر موجود حتى نقله للمتحف الكبير، وكون المجلس الأعلى للآثار قرر تغيير مكان نقل الأثر من متحف حديقة الأزهر إلى المتحف الكبير فهذه سياسته الخاصة، ولا يخص أحد التعليق عليها ممن يروجون الشائعات ويتحدثون دون علم»، مشددا على أنه «لا بد أن يكون المتحدث عن الآثار عام مختص بالآثار مش أي شخص بيردد أي كلام».
وعن إثارة ضجة ضد وزارة الآثار من حين لآخر، قال حواس، إن هذا يدل على أن هناك تخلف موجود في عالم الآثار، مطالبا وسائل الإعلام بتوخى الحذر في نقل المعلومات حول الآثار، وأن تتأكد أولا من الخلفية العلمية للمتحدثين قبل استضافتهم.
وحول ما يتردد عن أن مرنبتاح هو فرعون موسى، قال حواس، إنه لا يوجد أي إنسان في الدنيا يعلم من هو فرعون موسى إطلاقا، ولا يوجد أي دليل أثري يثبت ذلك، ومن يدعي علمه أن مرنبتاح فرعون موسى جاهل، لأننا ليس لدينا أي دليل على أن مرنبتاح أو رمسيس الثاني هو فرعون موسى، ومن يدعي غير ذلك «مابيفهمش»، موضحا أن البعض يردد أيضا أن الأثر يحتوى على كتابات تؤكد أن مرنبتاح أو رمسيس الثاني فرعون موسى وأنه طرد بني إسرائيل وكل هذه روايات كاذبة، وتابع: «لكنني أتحدث بكلام علمي وبالأدلة العلمية كعالم آثار، وأؤكد أن هذه أقوال ناس ليس لهم صلة بالآثار مطلقا، بل يرغبون فقط في تحقيق الشهرة والفرقعة الإعلامية، وأؤكد مجددا أن مرنبتاح ليس فرعون موسى».