الوراق تتشح بالسواد حزنًا على ضحايا المركب الغارق.. والمسؤولون لم يحضر أحد

شهد كورنيش النيل بمنطقة وراق العرب، شمال الجيزة، تجمهر الأهالى، عقب صلاة الجمعة، لليوم الثالث على التوالى، بعد حادث اصطدام مركب نيلى للتنزة بصندل للشركة الوطنية للملاحة والنقل، ما أسفر عن مصرع أكثر من 30 شخصًا، بينهم أطفال.
وشيعت جثمانين 10 جثث جديدة عثرت عليهم فرق الإنقاذ النهرى على مدار يومين من عدة مساجد بالمنطقة وحرص الأهالى على حمل الجثمانين، وسط حالة من الغضب جراء ما سموه ب«إهمال الحكومة» وغاب عن مراسم التشيع المسؤولين كافة بداية من محافظ الجيزة، وصولاً إلى رئيس حي الوراق.
وحاول مشيعو الجنارات منع النساء من السير معهم، وإطلاقهن الصراخ دون جدوى وتوقفت حركة السير بكورنيش النيل عندما مرت جنازة الطفل محمد تامر ورفع مستقلى السيارات أصابعهم إلى السماء مرددين الشهادة على أرواحهم.
وحرص الأهالى على عدم ترديد الهتافات خلال مراسم الجنازات، وقال الأئمة إن الغريق يعد من الشهداء، وفقًا للتعاليم الدينية.
وعاد بعض مشيعى الجنازات إلى كورنيش حديقة النيل حيث تواصل فرق الإنقاذ النهرى جهودها للعثور عن باقى المفقودين، وأكد الأهالى أن الحكومة كذبت في بداية الحادث وروجت أن الضحايا عددهم لا يتجاوز ال10 أشخاص بينما انتشلت جثث 31 من الغارقين حتى الآن، بخلاف الذين لم يعثر لهم على أثر، إلى الوقت، حسب قولهم.
وخلت مياه نهر النيل بالقرب من منطقة حديقة الوراق من مراكب التنزة واكتفت الحديقة بفتح أبوابها للأطفال راغبى ركوب «المراجيح»، ولكن امتنع سكان المنطقة عن الدخول للحديقة، تضامنًا مع أهالى الضحايا.
وعلى بعد عدة أمتار بمحطة «القللى» في الوراق، اختفى صندل لنقل البضائع إلى منطقة جزيزة بين البحرين، ووقف الأهالى يتابعون أيضًا جهود فرق الإنقاذ لانتشال الجثث.
وعلى عكس ذلك، كانت الحركة طبيعة لسير المعديات من محطة «الجزارين» لتوصيل المواطنين إلى البر الآخر من الشاطىء المؤدى إلى جزيرة بين البحرين، وقال أحد السكان:«نحن سكان بالجزيزة، منذ سنوات طويلة، ونعرف أن المعديات تسير دون تراخيص، لكنا ماذا نحن فاعلون؟»
«أدى الله وأدى حكمته»، جملة رددها فوزى غريب، ساكن بجزيزة بين البحرين، وأردفها قائلا «المعدية غرقت من عدة سنوات لكن لا أحد يلتفت إلينا، ولا حتى بعد غرق مركب التنزة النيلى على بُعد عدة أمتار مننا، كل ما نريده توفير وسيلة نقل آمنة، ووقوف لانشات للإنقاذ النهرى، قريبة من المنطقة، لكن الحكومة ودن من طين وأخرى من عجين».