أظهرت وسائل الإعلام الصينية اهتمامًا كبيرًا باللقاء الذي عقده الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت، في قاعة الشعب الكبري مع وفد شعبي ياباني مكون من 3 آلاف شخص بعد يوم واحد من وصولهم إلى الصين تحت قيادة رئيس المجلس العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني، توشيهيرو نيكاي، في زيارة تهدف إلى تعزيز التفاهم والثقة بين البلدين عن طريق التواصل على المستوى الشعبي. وقالت وسائل الإعلام إن «اللقاء كان مهما لأن هذه هي أول مرة يزور فيها الصين وفد ياباني بهذا الحجم منذ أن ساءت العلاقات بين البلدين بسبب النزاعات حول جزر دياويو في سبتمبر عام 2012». وعرض تليفزيون الصين المركزي مقاطع من اللقاء وجزءًا من الخطاب الذي ألقاه الرئيس الصيني خلاله، واصفًا الوفد الياباني بالمجموعة التي ترغب حقا في تقوية العلاقات بين البلدين. وألقى الرئيس الصيني كلمة بمناسبة اجتماعه بالوفد، الذي يضم رؤساء الحكومات المحلية وكبريات الشركات اليابانية، خاصة تلك العاملة في مجال السياحة، تحدث فيها عن الدور المحوري الذي يلعبه الشعبان الصينيوالياباني في تعميق الصداقة بين بلديهما وعن أن مستقبل العلاقات بين البلدين هو بين أيدي شعبيهما. وقال إن «التاريخ أثبت أن الصداقة بين الصينواليابان مفيدة ليس فقط بالنسبة للبلدين وشعبيهما ولكن أيضا بالنسبة لقارة آسيا وللعالم بأجمعه»، داعيا إلى بذل الجهود المشتركة لرعاية وحماية تلك الصداقة. وأكد على الأهمية التي توليها الحكومة الصينية للعلاقات مع اليابان ولدعم التبادلات الشعبية بين الجانبين، معربًا عن استعداد الصين للعمل مع اليابان للدفع قدما بمشاعر الصداقة والجيرة والتعاون المشترك على أساس الوثائق الأربعة الموقعة بينهما في الأعوام 1972 و1978 و1998 و2008 والتي تحدد شكل وملامح العلاقة بينهما، ومشيرًا إلى أهمية استئناف الحوار السياسي والدبلوماسي والأمني بين البلدين. وتحدث «شي» في خطابه عن الاحتفال هذا العام بالذكري ال70 لنهاية الحرب العالمية الثانية ولانتصار الصين على الاستعمار الياباني والعالم على الفاشية، قائلا إن «الماضي المتعلق بالجرائم التي ارتكبت من جانب الجيش الياباني خلال سنوات استعمار اليابان لبعض الدول وخلال فترة الحرب وأيضا وقوع الشعب الياباني ضحية للحرب لا يجب أن يظل في طي الكتمان والحقائق لا يجب أن تحرف بل أن التاريخ يجب أن يظل في الذاكرة حتي يتعلم الجميع منه وحتي يعملوا على بذل الجهود المشتركة لتحقيق التنمية السلمية والصداقة الدائمة التي تتوارثها الأجيال لخلق مستقبل أفضل للعلاقات الصينية- اليابانية وللإسهام بشكل أكبر في جلب السلام لآسيا وللعالم». كما نوه بالدور الذي يلعبه الشباب على وجه الخصوص في تعميق الصداقة وتعزيز السلام بين البلدين. وخلال اللقاء، قال رئيس المجلس العام للحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني، إنه «يؤمن بأن التواصل على مستوي الشعوب يؤدي إلى توثيق العلاقات الرسمية والسياسية بين الدول»، داعيًا الوفد الياباني والحاضرين من الجانب الصيني إلى السعي المشترك لزيادة التبادلات على المستوى الشعبي لتوثيق علاقة الصداقة في المستقبل.