ذاكرت كويس جداً، راجعت أكتر من مرة، صحيت بدرى وعملت حسابى ما أتأخرش على اللجنة، رحت و أنا مليانة حماس إنى لأول مرة بشارك فى قرار يخص الحياة السياسية فى بلدى. قلبى إنشرح لما شفت عدد الناس و نوعيتهم المختلفة (مطحونين و مرفهين) إللى نازلين يدلوا بصوتهم و إتأكدت إن البلد بتتغير، حسيت إنى عملت إللى علىّ و مهما كانت النتيجة حعرف أنام و أنا ضميرى مرتاح لأنى ما قصّرتش... بس يا فرحة ما تمت، خدها الحبر و طار!!! أول ما خرجت من اللجنة، واحدة صاحبتى إديتنى منديل مبلل علشان أمسح إيدى مع إنه مش حيشيل الحبر بس أهو من باب النضافة، و هنا حسيت بخوف و إحباط لما لقيت الحبر إتمسح طار الحماس و طارت الفرحة! خفت على مجهودى و مجهود كل واحد تعب زيى و أكتر منى أو حتى أقل منى، أنا ضامنة نفسى إنى ما أروحش لجنة تانية علشان أحط صوتى تانى، بس مش ضامنة الناس التانية! حسيت بإحباط لأنى عملت إللى علىّ بس ما عنديش أى ضمان إن صوتى الواحد مش حيتسجل قصاده عشر أصوات لشخص واحد حيقضى يومه بين اللجان بيصوت و يمسح الحبر و يصوت تانى! كلمت واحدة صاحبتى تانية و قلت لها على إللى مخوفنى، فقالت لى بلاش نفكر كده و إن شاء الله كله حيبقى تمام! أنا فاهمة و متأكدة إن قلبها واكلها بس مش عايزة تسيب الخوف و الإحباط يمسكوا فيها زى ما مسكوا فىّ و إن إحنا خلاص ما فيش فى إيدينا غير إننا ندعى إن ربنا يسترها و يعدّيها على خير... ما هو كده كده مافيش حاجة نقدر نعملها دلوقتى، (تووو ليت يا والدى)، الإستفتاء ده كده خلاص خرج من إيدينا... بس إللى جاى لسه فى إيدينا.. قلت لنفسى بلاش نعيّط على إللى فات و إللى كان ممكن يكون، على شرط نبدأ نشتغل على إللى جاى من اللحظة دى.. بعد ما إتأكدت إن صوتى لوحده مش كفاية و إنى لازم أضمن إن صوتى و صوت غيرى يتسجل صح و ما يكونش فيه لعب. مش حقدر أقبل إن المرة إللى جاية تكون بالطريقة البدائية دى، إحنا شعب عرف قيمة الحرية و الكرامة، إحنا شعب وقف العالم يضرب له تعظيم سلام، إحنا شعب مش كتير عليه إنه يستعمل أحدث وسائل التكنولوجيا علشان يضمن نزاهة و عدالة الإنتخابات. أنا مش بقول إن الدنيا سودا بالعكس أنا سعيدة ببشاير الديمقراطية و الحرية إللى هلّة علينا، أنا بس عايزة ضمان لصوتى و ده من حقى و من حق كل مصرى، أنا ضامنة نفسى بس مش ضامنة ذمة و ضمير كل واحد و مش ناوية أقضّيها عشمانة خيرفى الناس، أنا عايزة تصويت إلكترونى لأن الجهاز و لا له ضمير و لا عنده ذمة و لا بيعرف فرق بين ليبرالى و إخوانى! زى ما وصلنا للصندوق الخشب لازم نوصل للصندوق أبو زراير!