أفلام المسابقة الدولية للقاهرة السينمائى «بواقِى وفُضَل» المهرجانات

تقاس قوة وأهمية المهرجانات السينمائية بعدد أفلامها ومستواها، أي الأفلام المهمة التي ستعرضها وقيمة أسماء صناعها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى عدد الأفلام التي سيعرضها المهرجان في عرضها العالمى الأول، ودائما ما تتسابق المهرجانات، خاصة الدولية التي تنتمى للفئة الأولى، ويصل عددها إلى 14 مهرجانا، وتضم مسابقتها الرسمية أفلاما لم تعرض من قبل حتى إن كانت الأولى أو الثانية لمخرجيها كنوع من الاكتشاف السينمائى حتى تقدم لجمهورها وجبة جديدة من الأفلام، مثل مهرجانات كان وبرلين وفينسيا وكارلو في فارى وسان سبستيان ولوكارنو ومونتريال وطوكيو، وهى بعض من المهرجانات التي تقدم مسابقات رسمية ضمن جدولها الرسمى، وتخضع لإشراف الاتحاد الدولى للمنتجين.
ولكن بالملاحظة لأفلام مسابقة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى نجدها ضمت فيلمين فقط كعرض عالمى أول، بينما الأفلام الأخرى هي عبارة عن أفلام من «بواقى وفضل» مهرجانات سينمائية أخرى، سواء من مسابقاتها أو مسابقات فرعية لها، حيث يسمح الاتحاد الدولى للمنتجين بأن تحصل المهرجانات الدولية التي تنضم في الفئة الأولى على أفلام من مهرجانات دولية أخرى، شرط عدم عرضها في المسابقات الرسمية، أو الحصول على أفلام عرضت في مهرجانات أخرى لا تخضع تحت إشراف الاتحاد الدولى، مثل لندن وتورنتو وأبوظبى ودبى وغيرها من المهرجانات.
ولكن مهرجان القاهرة هذا العام قرر أن تكون مسابقته شبيهة بالمهرجانات الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها سنوات قليلة، وتعتمد في مسابقاتها على أفضل الأفلام التي عرضت في المهرجانات الدولية، مثل مهرجان أبوظبى الذي نجح هذا العام في أن يقدم لجمهوره وجبة دسمة من الأفلام، معظمها حقق أكبر الجوائز في المهرجانات الدولية، ولكن هذا المهرجان لا يخضع لإشراف الاتحاد الدولى، ومن حقه أن يجلب الأفلام من أي مهرجان وأى مسابقة، ولكنه في النهاية يسعى لعرض أفضل الإنتاجات السينمائية على مستوى العالم، ولكن مهرجان القاهرة كان يرقص على السلالم، فهو غير قادر على الحصول على أفلام عرض أول عالمى وغير قادر أيضا على استحواذ أفضل إنتاجات العالم.
وبمراجعة سريعة لأفلام المسابقة نجد أنها تضم الفيلم الأسترالى «بلد شارلى» بطولة ديفيد جالبليل وبيتر جيجير وإخراج رولف دى هير، حيث سبق عرضه في مسابقة مهرجان كان السينمائى في دورته الأخيرة، وحاز بطله جائزة أفضل ممثل، كما رشحته أستراليا لتمثيلها في مسابقة الأوسكار أفضل فيلم أجنبى، ويحكى الفيلم قصة أزمة السكان الأصليين في المنطقة الشمالية من أستراليا.
أما فيلم رسوم التحريك اليابانى «جزيرة جيوفانى» إخراج ميزوهو نشيكوبو الذي يرصد الأوضاع العنيفة التي تحدث لمجتمع صغير يعتمد على الصيد أثناء الحرب العالمية الثانية، فقد عرض الفيلم في مهرجان الفانتازيا السينمائى الدولى في دورته الثامنة عشرة، وحصل على جائزة كون ساتوتى للإنجازات.
أما الفيلم الفرنسى «الحب من أول صراع» إخراج توماس كليى وبطولة أديل هينيل وكيفين إزيس، فقد سبق عرضه أيضا في مهرجان كان ضمن فرع أسبوعى المخرجين، ويتعرض الفيلم لصراع خاص بين رجل وسيدة وقصة حب يتم التعامل معها بشكل خاص.
والفيلم الأمريكى «خمس نجوم» إخراج كيث ميلر أيضا سبق عرضه لأول مرة في مهرجان تريبكا، وحاز مخرجه جائزة العمل الأول، كما عرض أيضا في مهرجان سياتل السينمائى، أما فيلم «دولارات من رمال» إخراج إسرائيل كارديناس وزوجته لورا إميليا جوزمان، فقد عُرض فيلمهما لأول مرة في مهرجان تورنتو السينمائى في فرع سينما العالم المعاصر، والفيلم مأخوذ عن رواية أصلية، وتدور أحداثه حول شاب يذهب مع صديقته إلى أحد الشواطئ للحصول على مصاريفهما الخاصة على حساب السائحين.
ومن الأفلام المعروضه أيضا الفيلم الصينى «ضوء الشمس المظلم» إخراج ليويو، ويعد أول تجربة طويلة لمخرجة، حيث سبق عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان شيكاغو الدولى، ضمن مسابقة للأعمال الأولى أو الثانية لمخرجيها.
ومن الأفلام الوثائقية التي ضمها المهرجان لمسابقته أيضا الفيلم الأمريكى «عبر عدسات سوداء.. الفوتوغرافيون السود ونشأة شعب»، إخراج توماس ألن هاريس، فقد عرض الفيلم في العديد من المهرجانات، منها صندانس وبرلين وريو دى جانيرو، كما عرض في مهرجان سانتا باربرا، وحصل على جائزة العدل في المهرجان، وفى السياق ذاته يأتى أيضا الفيلم الوثائقى الفرنسى «لقد جئنا أصدقاء»، حيث عرض في مهرجان صندانس، وحصل على جائزة لجنة التحيكم الخاصة، كما عرض في مهرجان نيوزلندا السينمائى وزيوريخ.
أما الفيلم الذي يمثل السينما الفلسطينية في المسابقة، وهو «عيون الحرامية» بطولة خالد أبوالنجا وإخراج نجوى نجار، فقد عرض لأول مرة في مهرجان ريودى جانيرو وأخيرا الفيلم الإيطالى «وكان مساء وكان صباح» فقد عرض في مهرجانى روما ومونتريال.
ويرى عدد من النقاد أن القاهرة السينمائى يجب أن يستعيد رونقه من خلال قائمة أفلام ينفرد بعرضها طالما أن المهرجان قرر الابتعاد عن فكرة استضافة نجوم عالميين، ترشيدا للنفقات.
أين تذهب هذا المساء؟.. اشترك الآن