الحب وحده لا يكفى

أنت الآن أمام قائد حقيقى، لا يخجل من زعامته السياسية ويتخفى خلف منصب وزير الدفاع.. من باب اللياقة أو الخجل. المرشح الرئاسى المشير «عبدالفتاح السيسى» يتحرر من حلته العسكرية ويعلن عن نفسه، ترى وجهه الحقيقى بوضوح مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدى: رجل دولة «صارم»، يضع أولويات الأمن القومى فى المقدمة، لا يغازل تيار الإسلام السياسى بل ينحاز لإرادة الشعب المصرى- مجدداً- ويرفض مصالحة «الجماعة الإرهابية»، «ديكتاتور» إذا ما تعلق الأمر بأمن المواطن، لا يتردد فى تفعيل القانون أو إصدار قانون لمواجهة الإرهاب، يمتلك رؤية اقتصادية واضحة خالية من الوعود الكاذبة، سياسى محنك يدرك أهمية «عروبة مصر» وخطورة حدودها الإقليمية. إنه الرجل الذى أحببنا فيه «الصدق»، فلم يتردد فى الإفصاح عن إصابة بعض المدنيين الأبرياء فى الحرب على الإرهاب فى سيناء!. كما عهدناه محاربا صلبا لا ينحنى طلبا لاعتراف دولى بثورة الشعب المصرى، لكنه يدرك جيدا أننا لا نعيش فى جزيرة منعزلة بل نتواصل ونتعاون مع كل دول العالم. يحلم «السيسى» بدولة فلسطينية عاصمتها «القدس»، ويرفض تقسيم مصر إلى مسلم ومسيحى، ويضع مواقف (قطر وتركيا وحماس) بين قوسين!. محاولات الاغتيال لا ترهب «السيسى»، يكفيه شرفاً أنه قضى على أخطر جماعة إرهابية فى التاريخ.. وسوف يكتب التاريخ أن مصر ستقود الحرب على الإرهاب برئاسته. يقولون إن سر شعبيته الجارفة أنه «عاطفى»، نعم قلبه وعينه على المواطن الفقير.. على البطالة وأزمة الطاقة.. إنه مهموم بالدَّيْن الداخلى والخارجى الذى يصل ل 1.7 تريليون جنيه. وكما قال المشير: (لا يوجد لدىَّ وقت لبحث ملف وترك الآخر، يجب التحرك باستراتيجية المحاور المتوازنة، فالوطن مهدد)!. ها هى الدولة تعود من جديد لضبط آليات السوق، لحماية الفقراء.. لكن عاوز تاكل: (اقطع «رغيف الخبز» أربع أرباع واستخدمه كاملا). أنا من جيل لا يبهره الكلام، بل ينتظر الفعل، والمشروعات التى خطط لها «السيسى»، (26 مركزا سياحيا و8 مطارات جديدة و23 مدينة للصناعات التعدينية والعاصمة وامتدادها)، تحتاج إلى تريليون جنيه.. فهل تساهم ولو بلمبة موفرة؟!. لا يكفى أن تحب المشير «السيسى» وتمنحه صوتك فى الانتخابات، لابد أن تحب وطنك أولاً، لم يعد هناك مجال لقطع الطرق أو للمطالب الفئوية. يكفى- الآن- أن يعد المشير بعدم رفع الدعم.. لكنه بمنتهى الأمانة يقول: (لن أفعل شيئا للمعلم الآن)، رغم اهتمامه بالمنظومة التعليمية. فلنَعِدْ زعيمنا «المخلص» بالعمل الشاق وتحمل المسؤولية معه.. فهكذا فقط: «تحيا مصر».