إذا أردت أن تهين مسؤولا أهانك عليك بالحذاء.. قاعدة طبقها كثيرون، ولم ينجُ منها مشاهير السياسة ونجوم المجتمع حول العالم. الخميس الماضي رشقت إمرأة وزيرة الخارجية الأمريكية، السابقة هيلاري كلينتون، بحذاء خلال مؤتمر في لاس فيجاس، بنيفادا، حيث رشقت السيدة الحذاء خلال مداخلة لهيلاري كلينتون في مؤتمر عن إعادة تصنيع النفايات، ولم تصب «كلينتون»، 66 عامًا، وتجاوز الحذاء رأسها بسنتيمترات قليلة وقد مازحت الجمهور على الفور، قائلة «لحسن الحظ أنه ليس أفضل مني».. وأضافت وهي تضحك «لا أعتقد أن إدارة النفايات هي أيضًا مثار جدل».. واعتقلت الشرطة المرأة وأوقفتها. هذه لم تكن المرة الأولى لتجربة «كلينتون» مع الحذاء، ففي 15 يوليو 2012 تعرضت للشرق بالأحذية والطماطم في الإسكندرية، خلال زيارتها الرسمية إلى مصر، وقتها هتف أنصار توفيق عكاشة «مونيكا مونيكا»، نسبة إلى مونيكا لوينسكي عشيقة زوجها بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق. أما الواقعة الأشهر لرمي الحذاء فكانت عندما قذف الصحفي العراقي منتظر الزيدي في 14 ديسمبر 2008، حذائه تجاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، صائحًا «هذه قبلة الوداع يا كلب»، دون أن يصيبه. وصدر بحق «الزيدي» حكم بالسجن 3 سنوات، إلا أنه خفف إلى عام واحد.. وبعد عام من رميه الحذاء تعرض «الزيدي» لنفس الموقف في العاصمة الفرنسية، باريس، خلال حضوره مؤتمرًا صحفيًا للدعاية لحملته لضحايا الحرب في العراق، عندما ألقى رجل من الحاضرين بحذائه نحوه ولكن «الزيدي» نجح في الإفلات.. واتهم الرجل «الزيدي» ب«الانحياز إلى الدكتاتورية قبل إلقاء حذائه».. وبعد انتهاء الاشتباكات بين الحضور، قال «الزيدي»: «إنه سرق أسلوبي». وعلى طريقة «الزيدي»، قف شاب رئيس الوزراء الصيني، دن جياوباو، بحذائه في 3 فبراير 2009، خلال زيارته بريطانيا. وبعدها بيومين (5 فبراير 2009)، واجه السفير الإسرائيلي في السويد، بيني داجان، نفس الموقف، حينما تعرض لوابل الأحذية والكتب، من 50 شخصًا، أثناء إلقائه محاضرة بجامعة ستوكهولم عن الانتخابات في إسرائيل.. وقالت الشرطة السويدية «يبدو أن الدافع كان الاحتجاج ضد سياسة إسرائيل المتبعة إزاء الفلسطينيين». وفي 6 مارس 2009، ذكرت مواقع إيرانية مستقلة أن شابًا قذف الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، بالحذاء خلال زيارته لمدينة أرومية.. وفي 12 أكتوبر 2010 قذفه عامل بحذائه احتجاجًا على عدم حصوله على إعانات البطالة. وفي 5 فبراير 2013، فوجىء «نجاد» بشخص يقترب منه لدى خروجه من مسجد الحسين في القاهرة، وهو يصرخ ويحاول قذفه بحذاء قبل أن يبعده رجال الأمن بسرعة. رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينج، هو الآخر نال نصيبه في 27 أبريل 2009، عندما قذفه أحد المحتجين أثناء أحد التجمعات الانتخابية في ولاية جوجارات الغربية، إلا أن هذا الحذاء لم يُصب هدفه وسقط بعيدًا بعدة أقدام، مما جعل رئيس الوزراء يقطع كلمته. وفي 4 نوفمبر 2009، قذف طالب أسترالي مواطنه جون هوارد، رئيس الوزراء الأسترالي السابق، خلال مؤتمر صحفي له بجامعة كامبريدج ببريطانيا ووصفه ب«العنصري».. وتعرض «هوارد» لنفس الموقف في 25 أكتوبر 2010، عندما قذفه مراسل شبكة «إيه بي سي» الأمريكية، بيتر جراي، خلال مؤتمر صحفي دافع خلاله عن قراره بالدفع بقوات أسترالية للمشاركة في غزو العراق. وأفاد شاهد عيان ل«ريتروز» بتعرض الرئيس السوداني عمر البشير للقذف بالحذاء من قبل شاب خلال حضوره مؤتمرًا بقاعة الصداقة بالخرطوم، في 25 يناير 2010، وأشارت الوكالة إلى أن الشاب تم اعتقاله بعد الواقعة، بينما نفى مكتبه صحة ذلك. الساحة الرياضة لم تخل من وقائع رمي الأحذية، حيث ذكرت وسائل إعلام إسبانية في أبريل 2011، أن مشادة عنيفة نشبت بين جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لنادي ريال مدريد، وكريستيانو رونالدو داخل غرف الملابس عقب التدريب الصباحي انتهت برمي «مورينيو» الحذاء في وجه اللاعب. ومثل «مورينيو»، فعل أليكس فيرجسون، المدير الفني السابق لمانشيستر يونايتد وديفيد بيكهام قبل سنوات، بعد خسارة الفريق كأس إنجلترا أمام الأرسنال. وقذف عضو بمجموعة «أنونيموس» الدولية، الرئيس الباكستاني السابق، برفيز مشرف، في 6 فبراير 2010، خلال تواجده في لندن، اعتراضا على اعتقال باكستانيين من قبل الولاياتالمتحدة. وفي 29 مارس 2013، واجه «مشرف»، احتجاجات داخل مبنى المحكمة بمدينة كراتشي جنوبي البلاد، إذ رشقه أحد المحتجين بحذاء لم يصبه، فيما ردد آخرون «دكتاتور، اشنقوه». واعتقلت الشرطة الإسبانية في 23 فبراير 2010 شابًا كرديًا، لقذفه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بالحذاء خلال خروج «أردوغان» من حفل تكريمه ومنحه جائزة إسبانية تقديرًا لدوره في مبادرة حول الحضارات، وردد الشاب «يعيش الأكراد.. تعيش كردستان». ولدى وصوله مدينة دبلن في 9 أبريل 2010 لحضور حفل توقيع مذكراته، ألقى متظاهرون مناهضون للحرب في العراق، البيض والأحذية وزجاجات المياه على رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير.. وهتف بعضهم «توني، كم طفلا قتلت اليوم؟، توني بلير مجرم حرب». رئيس الوزراء اليوناني السابق، جورج باباندريو، كان واحد من ضحايا الرشق بالأحذية، حيث رماه رجل بحذائه، في 12 سبتمبر 2010، احتجاجا على خطط التقشف التي تعتزم حكومته الاشتراكية تطبيقها. ويعد الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق، صاحب أول واقعة قذف حذاء في مصر، ففي 17 مايو 2012، حيث قذفه مواطن بحذائه خلال مؤتمر انتخابي بساحة الأدارسة بمنطقة الشيخ هارون بمحافظة أسوان. وفي 23 مايو، استقبل ناخبون «شفيق» أثناء خروجه من لجنة مدرسة عنان بالتجمع الخامس بعد الإدلاء بصوته، برفع الأحذية في وجه المرشح الرئاسي، وسط هتافات «يسقط يسقط الفلول»، وألقى بعضهم الأحذية عليه المرشح أثناء محاولته التوجه لسيارته. وفي 28 سبتمبر 2013، قذف شاب غاضب سيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بحذائه دون أن يصيبها، وذلك في مطار طهران الذي تجمع به العشرات من الشباب المنتمين للتيار المحافظ، هاتفين «الموت لأمريكا» و«الموت لإسرائيل» للاعتراض على أدائه في نيويورك واتصاله الهاتفي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما. وفي 13 أكتوبر 2013، أكد شاهد عيان من مدينة الهلالية بوسط السودان لموقع «العربية.نت» أن شابًا قذف مساعد الرئيس السوداني، الدكتور نافع علي نافع، بالحذاء في وجهه، ووصفه بالحرامي خلال احتفال، لتكريم قيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.