شيء لله مولانا يا طيب..!

آلاف الأميال يقطعها قيادات ومشايخ التنظيمات الإسلامية، يواصلون فيها الليل بالنهار في رحلة التجنيد والبحث عن مؤيدين، كل ما يملكونه من المؤهلات الرغبة بالجهاد في سبيل نشر دعوة باطلة!.
وفي المقابل أساتذة وعلماء تابعون لأكبر مؤسسة دينية في الإسلام السني يركنون لعملهم بالأزهر ولا يقومون بأي دور في نشر صحيح الدعوة، بل انتمى غالبيتهم لأفكار هذه التنظيمات وأحيانا لعضويتها.
حدث ذلك في وقت تم فيه توجيه سهام الهجوم العنيف على الأزهر بتبعيته للدولة وبتأميمه بقانون 103 لسنة 1961، هدف هذا الهجوم المنظم كان تكبيل حركة المؤسسة في الشارع من ناحية، والتغطية على تسلل هذه الجماعات داخله من ناحية أخرى، وخضعت الدولة الفاشلة ومؤسستها للابتزاز.
والنتيجة قرابة عشرة آلاف معهد ديني يلتحق بها حوالي ربع مليون طفل سنويا يتلقون علم الدين والدنيا على أيدي معلمين سلموا عقولهم وأنفسهم للجماعات الإسلامية، والحصاد خروج أطفال هذه المعاهد بمسيرات تؤيد شرعية واهية لمحمد مرسي وجماعته!.
ويرد الأزهر بإلزام مشايخ المعاهد بارتداء الزي الأزهري، وليته طالبهم بالتزام قيم الأزهر ورؤيته لصحيح الدين، ليكون ناتج العملية التعليمية داخل هذه المعاهد هو نموذج طلاب جامعة الأزهر، شباب يتجرد من ملابسه ويحرق ويدمر الممتلكات العامة والخاصة! وفتيات يضربن أساتذتهن ويستخدمن الزجاجات الحارقة لمنع زميلاتهن من الدراسة!.
ويرد رئيس الجامعة هذه المرة بتأجيل الدراسة للأسبوع الثاني من مارس لحين الانتهاء من ترميم المباني!، وكان عليه أن يتخذ قراراً بتأجيل الدراسة أو إيقافها لحين ترميم المناهج أو الأساتذة أو كليهما معًا، فالمنتج الحالي أسوأ من الاستمرار في إفرازه، فهو لا يكلف الدولة مصاريف التعليم فقط بل ويقضي على مستقبل أفضل.
السؤال هنا لشيخ الجامع الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أستاذ العقيدة والفلسفة: أين دورك في نشر صحيح الدعوة في ربوع مصر قبل نشرها في الخارج؟! وأين دورك في نشرها داخل المؤسسة على مدار أربع سنوات منذ تولى فضيلتكم المسؤولية في مارس 2010؟!
والسؤال الأصعب هو: أين دور فضيلتكم في إصلاح وتطوير جامعة الأزهر خلال رئاستكم لها على مدار سبع سنوات قبل تولي الإمامة مباشرة؟! هل أنتم راضون عما تنتجه الجامعة من أشخاص وأفكار؟!.
لقد تابعت محاضر جلسات لجنة المائة لدستور 2012، وكان رأي ممثلي الأزهر يتطابق ويزيد أحيانا على أكثر الرؤى تشددا فيما يتعلق بقضايا المرأة والحريات.
لقد منح الدستور مؤسسة الأزهر الاستقلالية في القيام على شؤونها، بما فيها اختيار شيخ الأزهر من بين هيئة كبار العلماء، وكل ذلك حدث أثناء تبعية الأزهر للدولة، فماذا سيحدث وهو مستقل بما فيه ومن فيه؟! وأي فرز سيأتي؟!
أغثنا يا مولانا الطيب.. وشيء لله تفعله لمصر والأمة، إما بالقضاء على ما استشرى داخل الأزهر ورجاله من رؤى بعيدة عن نهج الإسلام، أو بالإعلان عن صحة ما يعتقدون ويفعلون، قولوا لنا كي نتبع الهدى إن كنتم مهتدون!.