في ذكرى إبادة الهنود الحمر.. الولايات المتحدة لاتزال ترفع شعار حامية الحريات

لم يكن اكتشاف الإسباني، كريستوفر كولومبوس، لأمريكا الشمالية عام 1492 خيراً محضًا كما يُصوره البعض، إذ بينما مثل فاتحة أقفال للأوروبيين من ناحية، كان وبالاً على سكان القارة الأمريكية الأصليين، «الهنود الحمر»، من ناحية أخرى، حيث ما لبث أن أدرك الأوروبيون أن أمريكا الشمالية هي في الحقيقة «عالم جديد» وليست جزءًا من قارة آسيا، فراحوا يفكرون في الهجرة إليها، وبدأوا في التوافد عليها ليحققوا حلمهم في الاستقلال عن بلدهم الأم، وفي الثراء لما كانت تضمه أمريكا الشمالية من أراض كثيرة يمكن زراعتها بالأساليب الأوروبية.
وبالفعل بدأت أول هجرة أوروبية موثقة للولايات المتحدة في عام 1513م بوصول الفاتح الإسباني، خوان بونس دي ليون إلى «ولاية فلوريدا» حالياً، تبعها بعد ذلك هجرات أخرى أقامت مستوطنات جديدة في جنوب غرب الولايات المتحدة، وبوصول الأوروبيين إلى الولايات المتحدة، تصادموا مع الهنود الحمر فشرعوا في ممارسة شتى صور ومظاهر الاستغلال والعنف تجاه السكان الأصليين لإخضاعهم، فراحوا يستغلون السكان الأصليون بما كان يمتلكون من أدوات قهر وقمع في خدمات السخرة بلا أدنى رحمة، ويقتلونهم بلا أدنى سبب حتى أبادوا الغالبية العظمى منهم.
ومع استمرار توافد الأوروبيين وتضاؤل أعداد السكان الأصليين نتيجة عمليات القتل والاضطهاد قررت الولايات المتحدة في 31 يناير 1876 نقل الهنود الحمر إلى محميات خاصة بهم لها قوانينها الخاصة، حيث يديرها مجلس قبلي يمثل القبيلة التي تسكن بها ولا تخضع لسلطة الولاية التي تكون فيها، وتنظم علاقتها مع الحكومة الفيدرالية معاهدات موقعة بين الجانبين.
وهناك في الولايات المتحدة العديد من المحميات، تسكنها المئات من القبائل تعترف بها الحكومة الفيدرالية، إلا أن التواصل والتعاون بين هذه المحميات ليس كبيراً، حيث ينقسم الهنود الحمر فيما بينهم وتتميز كل قبيلة عن غيرها بتقاليد خاصة.
وجدير بالذكر أن هذه المحميات تعاني من العديد من المشاكل على الصعيدين الصحي والتربوي، نتيجة لإهمال متعمد من الحكومة الفيدرالية.