كعادتهم في كل عام منذ 1934 يحتفل الاميركيون اليوم بما جرى في اليوم عينه من شهر تشرين الاول 1492 حين "اكتشف" كريستوف كولومبوس "اميركا" وهو "اكتشاف" مشكوك بصحته. وهذا اليوم الذي اطلق عليه اسم "كولومبوس داي" يوم كولومبوس هو يوم عطلة في الولاياتالمتحدة. وبنبرة حماسية يؤكد سالفاتوري زيزا رئيس الجمعية الايطالية الاميركية ان "هذا يوم يحتفل به جميع الاميركيين ويتشاركونه مع الجالية الايطالية الاصل". وكولومبوس الذي انطلق في حملته الاستكشافية باسم ملوك اسبانيا الكاثوليك الثلاث كان ايطاليا من جنوا. ويضيف زيزا "العديد من مناطق العالم الجديد اكتشفها ايطاليون. هذا ما نحتفل به. نحن فخورون بان يكون الايطاليون قد ساهموا في انشاء العالم الجديد". ولكن هناك العديد ممن لا يشاركون زيزا حماسته وهؤلاء يقولون ان كريستوفر كولومبوس لم يكتشف شيئا. ومن هؤلاء آدم فوتشونيت ايجل "النسر المحظوظ" نوردوال 78" عاما" الذي يتحدر من قبائل الهنود الحمر الاميركية الذي يسأل "اين العدل والمنطق في ان يأتي رجل ابيض ويدعي اكتشاف بلدنا في حين اننا نعيش هنا منذ اكثر من 12 الف عام ، وكان ثمانون مليون اميركي هندي يعيشون في شمال اميركا ووسطها وجنوبها؟". ويقول نوردوال ساخرا انه هو ايضا "اكتشف" ايطاليا في 1973 باسم كل الهنود الحمر ويشرح باستهزاء "لقد ترجلت من الطائرة في روما حيث كنت مدعوا للمشاركة في مؤتمر وطأت قدماي المدرج ضربت الارض بالرمح الذي كان معي واعلنت انني اكتشفت هذه الارض المسماة ايطاليا بالنسبة الى الهنود الحمر". واضاف "من المحزن كيف ان الايطاليين نسوا الجزء الاحدث من تاريخهم وواقع انهم ينتمون الى امة الهنود الحمر اعتبارا من هذا التاريخ طبقا لنظام الاكتشاف هذه الارض اصبحت ملكا لي وسكانها اصبحوا تابعين لي".الا ان زيزا يؤكد ان كولومبوس هو مكتشف اميركا ويرد بازدراء على المشككين بهذا الاكتشاف قائلا "قد لا يكون اكتشف الولاياتالمتحدة الاميركية ولكنه قطعا اول شخص وطأت قدماه ارض العالم الجديد". وهناك العديد من النظريات بعضها اسطوري وبعضها الآخر جدي للغاية حول كيف ومتى تم اكتشاف القارة الاميركية ويؤكد عدد من اتباع طائفة المورمون ان ماهونري موريانكومر وهو من اليارديين اكتشف القارة الاميركية قبل الفي عام من الميلاد. ومن جهته يجزم عالم التاريخ البريطاني جافين منزيس ان الصينيين ابحروا الى السواحل الاميركية ووصلوها عام 1421 على متن مراكب شراعية خيزرانية وتقول اسطورة ايرلندية ان القديس برندان اكتشف اميركا في حين يدعم الرحالة وعالم الانتروبولوجيا النروجي تور هيرداهل النظرية القائلة بان المصريين الفراعنة عبروا المحيط الاطلسي واثروا في شعوب اميركا الاصليين ولا سيما لجهة بناء الاهرامات. وفي النهاية يؤكد عدد من علماء التاريخ ان الفايكنغ ليف اريكسون وصل الى اميركا حوالى العام 1100. اما كريستوف كولومبوس فوطأ بقدميه ارض جزر الكاريبي التي تسمى حاليا هيسبانيولا وتتقاسمها هايتي وجمهورية الدومينيكان وذلك ليل 11 - 12 اكتوبر 1492. واليوم سترفع الاعلام الاميركية في سائر المراكز الحكومية الاميركية بامر من الرئيس جورج بوش تكريما "للمكتشف الجنوي العظيم". ولكن نوردوال الهندي - الاميركي لن يحتفل بيوم كولومبوس. ويقول "لماذا احتفل باوروبيين يرقصون على توابيت اجدادنا؟ .