قدمت دراسة تحليلية حججا علمية تدعم الفرضية التي تقول ان كريستوفر كولومبوس كان وراء انتشار مرض الزهري لانه حمل من العالم الجديد بكتيريا مشابهة له تحولت الى جرثومة ناقلة للمرض في اوروبا. وسجلت اولى حالات الزهري او السفلس الذي ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية في عام 1495 بين مرتزقة فرنسيين لدى دخولهم مرفأ نابولي الايطالي. ومن هناك انتشر المرض الى اوروبا وبات يعرف باسم مرض نابولي في ايطاليا والمانيا وبريطانيا او المرض الاسباني في اسكتلندا والبرتغال ومناطق اخرى من اوروبا. وكان كولومبوس عاد من اول رحلة الى العالم الجديد في عام 1493. ويعتقد بعض المؤرخين ان المرتزقة كانوا بين البحارة الذين اخذهم كولومبوس معه لكن لم يتم اثبات ذلك بينما يعتبر خبراء آخرون ان السفلس نشأ في اوروبا وان رجال كولومبوس نقلوه معهم الى الاميركيتين. لكن الدراسة الجديدة التي تستند الى علم تطور السلالات العرقية باستخدام الهندسة الوراثية تقدم بعض الاساس العلمي للاتهامات التي وجهها الفيلسوف الفرنسي فولتير وغيره الى كولومبوس. ودرس فريق ترأسته كريستين هاربر من جامعة ايموري في اتلانتا 26 نوعا من البكتيريا اللولبية موزعة على مناطق جغرافية مختلفة مستخدما للمرة الاولى الهندسة الوراثية الجزيئية لتعقب اصل مرض السفلس.وتسبب البكتيريا اللولبية السفلس وثلاثة امراض اخرى مشابهة. وتبين لهم ان السفلس هو العنصر الذي شهد التطور الاحدث في عائلة البكتيريا اللولبية. ومن الناحية الوراثية يعتبر السفلس قريبا جدا من مرض يعرف باسم داء اليوز او المرض العليقي المنتشر على نطاق واسع فقط في اميركا الجنوبية وهو مثل السفلس يصيب الجلد والعظم والمفاصل. لكن اليوز اقل خطورة من السفلس ولا ينتقل من خلال العلاقات الجنسية. ويعاني اليوم اكثر من نصف مليون شخص من هذا المرض الذي لا ينتقل عن طريق الجنس ومعظمهم من الاطفال في المناطق الاستوائية والمدارية الحارة والرطبة. وينتقل اليوز عبر الجلد والفم. وتقوم فرضية هاربر على ان رجال كولومبوس اصيبوا بجرثومة اليوز ، ومع انتقالها تكيفت الجرثومة مع الطقس البارد والجاف في اوروبا واصبحت فيما بعد الجرثومة المسببة للسفلس وبقيت على حالها منذ ذلك الحين.