فيما تجتاح انفلونزا الطيور قارتي أوروبا وأفريقيا في الأسابيع القليلة الماضية يعرب خبراء عن عدم تفهمهم الكامل عن الكيفية التي تنقل بها الطيور المهاجرة فيروس "اتش 5 ان 1" المسبب للمرض القاتل وهو ما يعرض المناطق الموبوءة لمزيد من انتشار المرض. وبعد الأبحاث العلمية الحديثة التي كشفت دور الطيور البرية في نشر الفيروس القاتل من منشئه الأصلي في جنوب الصين لا يعلم العلماء إلا القليل عن كيفية انتشار المرض إلي عدد كبير من المناطق في أوروبا وأفريقيا. وكان عدد من العلماء قد حذروا من أن انتشار انفلونزا الطيور ربما يكبد الاقتصاد العالمي ما قيمته 800 مليار دولار علي الأقل. ويقول أحد العلماء في المعهد الإيطالي الوطني للحياة البرية إن ما نعرفه عن المرض لا يتعدي معلومات أولية بسيطة، فالعلماء لا يعرفون علي وجه يقيني أي الأنواع هي الأكثر نقلا للفيروس رغم اقتناعهم بإمكانية نقل المرض في الشاحنات وعن طريق الأحذية والأسمدة. وتخشي إيطاليا هجرة مليوني طائر من نيجيريا إلي إيطاليا خلال الشهر الجاري في حين لا يعلم أحد شيئا عنهم.. وانتشرت الانفلونزا في أسواق بيع الطيور الداجنة في نيجيريا إلا أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول دور الطيور البرية في نقل المرض. والمعروف أيضا أن البنك الدولي خصص مبالغ ضخمة لمكافحة المرض إلا أن أغلبها يذهب إلي شركات الأدوية رغم أن ذلك بدأ في التغير. وقال متحدث باسم منظمة هولندية لا تعمل بغرض الربح وتقوم بإرسال فرق إلي أفريقيا لأخذ عينات من الطيور البرية إن مراكز الأبحاث تجاهلت علي مدي طويل الطيور البرية، وأضاف: علينا أن نعمل كثيرا ونتعلم أكثر. وفي الشهر الماضي ظهر المرض علي نطاق واسع في عدة دول من بينها ألمانيا والعراق ومصر وإيطاليا وفرنسا والسويد. ومنذ ثلاثة أسابيع نفق عدد من طيور البجع في صقلية لتصبح أولي الحالات المكتشفة في الاتحاد الأوروبي، ويقوم العلماء حاليا بأخذ عينات من 200 من طيور البجع الأخري لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر بينها أيضا أم لا. كما يبحث العلماء عن مواطن المرض ويتشككون في بعض المناطق التي ظهر فيها لأول مرة مثل البحر الأسود ونهر الفولجا الروسي. ولا يعلم العلماء علي وجه يقيني كيف انتقل المرض إلي طيور البجع وهل تم ذلك نتيجة نقل المرض من طيور بجع أصيبت بالمرض أم انتقل إليها نتيجة الاختلاط مع الطيور الداجنة. وهناك الكثير من الأسئلة التي تبحث عن حل في ظل تلك الكارثة التي تهدد البشرية بأسرها.. ومثل هذه المعلومات الجديدة تؤكد بشكل قاطع قلة ما يعرفه العلماء عن هذه الكارثة.