الكلام عن الديون المصرية الخارجية شىء مرعب يخيف كل مصرى غيور على هذا الوطن، فقد وصلت الديون على مصر إلى 850 ملياراً، منها 400 مليار فى آخر أربع سنوات، الأمر جد خطير!! وبعد صدور قرار (سيادى) بوقف الاقتراض من الخارج، اقترضت مصر مائة مليار جنيه! واستمرت هذه العملية وأصبحت مصر تقترض كل أربع سنوات مائة مليار جنيه. إن هذه الديون تمثل أكبر خطر على مستقبل البلاد، والأكثر من هذا هو الخوف على مستقبل أموال التأمينات الاجتماعية التى بلغت 280 مليار جنيه دخلت خزانة الدولة.. إن مواجهة هذه الأزمة للدين ليست بالاستعانة بأموال التأمينات الاجتماعية، ولكن عن طريق تقليل الإنفاق الحكومى وعدم تسريب الأموال من بعض رجال الأعمال إلى الخارج، وقد علمنا من صحيفة قومية بأن رجالاً من الحزب الوطنى حصلوا على قروض بلغت عشرات المليارات من الجنيهات، والتساؤل: أين أعضاء مجلس الشعب؟ إن فكرة المجالس النيابية فى مصر منذ القرن التاسع عشر هى مراقبة أموال الشعب التى تستولى عليها الحكومة، أو تصرفها فى غير محلها، وأن هناك فى مجلس شعب لجنة تسمى (لجنة الخطة والموازنة)، وأهم بنود الميزانية معرفة حجم ديون الدولة بعد كارثة (صندوق الدين) أيام الخديو.. من أجل بناء نموذج مشابه للحضارة الأوروبية، حيث كان الخديو يريد مصر قطعة من أوروبا.. يجب على أعضاء مجلس الشعب الجديد أن يناقشوا هذه الأرقام المرعبة عن ديون مصر، وكذلك مصير أموال التأمينات الاجتماعية.. هنا الموضوع لا يحل بتغيير الحكومة ولا تغيير أشخاص ولا كلام معسول (من أجلك أنت) أو (يد فى يد نبنى بلدنا بجد)..، لقد أصبحنا غارقين فى الديون، ومع ذلك نرى البذخ والإسراف فى أمور لا تسمن ولا تغنى من جوع.. واحذروا ناراً ستأكل الأخضر واليابس إذا لم ننتبه لهذا الأمر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد! عين شمس الشرقية
