حديد عز يسجل ارتفاعًا جديدًا.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    تفاصيل مران الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    ساعة زيادة لمواعيد غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي.. لهذا السبب    مشروعات سيناء.. عبور إلى الجمهورية الجديدة    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    نادر غازي يكتب: الصمود الفلسطيني.. و"الصخرة" المصرية    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    السينما العربية يكشف عن ترشيحات النسخة 8 من جوائز النقاد للأفلام    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 عاماً من المشروعات في سيناء.. تنمية من ورق (ملف خاص)

بعد دقائق من موعد الإفطار وبعد فاصل إعلانى يتزايد كل يوم، تجلس الأسر المصرية أمام شاشة القناة الأولى لتتابع الفلاح الشاب «سنبل» الذى نجح فى رمضان الماضى فى جمع المليون جنيه الأولى، فى هذا العام، 1987، قرر الفلاح المجتهد الذى جمع ثروته الخرافية، فى ذلك الوقت، المقدرة بمليون جنيه، أن يتجه لسيناء المحررة حديثا ليستزرعها ويعظّم من خلالها ثروته للانتقام ممن آذوه ويتعرف على بدوية حسناء بهرته قوة شخصيتها ويتزوجها.قصة نجاح متكاملة نقلتها الشاشة المفتوحة فى كل بيت، حين كانت شاشات القنوات الأرضية الثلاث هى كل ما يعرفه المصريون عن الإعلام، يتصدر الصورة بطل يمثل الشريحة المستهدفة من الدعاية التى تتبناها الدولة لتعمير سيناء. ترافق المسلسل الكوميدى الناجح مع فقرة شبه ثابتة عن تعمير الصحراء ملحقة بنشرة السادسة تتصدرها مقدمة موسيقية تتغنى بالأرض التى «عايزينها تبقى خضرا»، وأخبار يومية عن اجتماعات رئاسية ووزارية تتحدث عن «قوافل التعمير المنطلقة إلى سيناء». بعد 26عاماً من تلك الحملات الإعلامية، لاتزال عبارة «تنمية سيناء» هى الأكثر حضوراً فى المشاريع المعلنة للحكومات المتعاقبة.وفى هذا الملف رصدت «المصرى اليوم» فى زيارات ميدانية لشبه الجزيرة أماكن المشاريع القومية التى تحولت إلى سراب، ومواقع المشاريع التى أعلنت عنها الدولة ولم يتم تنفيذها من الأساس، اعتماداً على معلومات تاريخية استندت للأرشيف الصحفى لمؤسستى «الأهرام» و«دار الهلال» الصحفيتين، بالإضافة للدراسات التى أعدها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء بمحافظة شمال سيناء، والموقع الرسمى لمحافظتى شمال وجنوب سيناء.
مدينة الفيروز.. وهم البناء على «ياميت»
بفخر وثقة وقف شلومو فرتسايل، مدير متحف الاستيطان المفتتح حديثاً- وقتها- فى إسرائيل أمام صور تمثل مستوطنة قديمة، وقال: «لقد قررنا إحياء ذكرى الخراب فى سيناء، لأننا رأينا أن الجميع نسى مستوطنة ياميت، وغيرها من المستوطنات التى كانت فى سيناء، ونريد أن نذكّر الشعب الإسرائيلى بهذا القطاع من الأرض، الذى أعطيناه لمصر مقابل السلام».
فى الوقت الذى أطلق فيه فرتسايل تصريحه فى يونيو 2011 كانت الآمال فى تعمير سيناء بعد الثورة تحيا من جديد، بينما كان فرتسايل يواصل بثقته الواضحة: «ياميت كان مقرراً لها أن تصبح مدينة متطورة وحديثة تضم ربع مليون مستوطن، ويصبح لها ميناؤها الخاص، لتصبح مركزاً للدفاع عن دولة إسرائيل، إلا أن الخراب والدمار لحقا بها بعد إجلائنا عنها، وتحولت الآن إلى رمال وصحراء».
بعد تلك الواقعة بعامين وأربعة أشهر، لم يتمالك الحاج سامى الكاشف، قاطن العريش، ابتسامة خفيفة ارتسمت على أطراف شفتيه عندما سمع باسم مدينة الفيروز، يشوب ابتسامته حزن غير خفى بينما يتذكر أول مرة سمع فيها اسم المدينة من أحد أصدقائه الذى قال له حينها: «جرنال الأهرام بيلم تبرعات لبناء مدينة جديدة، والناس كلها بتتبرع»، ليقوم فور سماعه بالمشروع بالتبرع بمبلغ 50 جنيهاً لتلبية طلب المساهمة فى بناء المدينة.المزيد
رفح.. مدينة الأنفاق التى تفتش عن بقايا الحياة عند النظر لخرائط الجغرافيا المصرية لا تبدو رفح بعيدة إلى هذا الحد، تحتفظ بها الدولة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فى الشمال الشرقى لمحافظة شمال سيناء، لكنها تنسى الوصول إليها عبر طريق «رفح- العريش» الذى تنقطع فيه شبكات الاتصالات المصرية، وتبدأ الهواتف فى استقبال رسائل الترحيب من شبكات الاتصالات الفلسطينية «wellcome to Palestine»، بينما يتلقى متصل عبر سماعة هاتفه رسالة ترحيب يقرؤها صوت أنثوى جذاب باللغة العبرية، هذا بمجرد الاقتراب من المدينة. هنا فى رفح تمتد كمائن القوات المسلحة وحواجز التفتيش على الطريق المؤدى لها من مدينة العريش، على جنبات الكثبان الرملية، تقطعها الزراعات الخضراء التى تلاحظها مع بداية الوصول إلى أطرف المدينة، ويبدأ الراديو فى التقاط موجات إذاعة القران الكريم الفلسطينية، التى لا يعرف أهل المدينة سواها. على المساحات الزراعية التى تمتلئ بأشجار الموالح والزيتون تنتصب أكواخ بدائية صغيرة بدعائم لأربعة أعمدة من الشجر كأركان اللبيت تنغرس فى الأرض الزراعية وحزام من الخوص تلتف حول الأعمدة، تستر محيط الكوخ وسقفه، حيث يعيش سكان البادية من فقراء قبيلة الترابين، تختبئ النسوة وراء الأكواخ أثناء غياب الأزواج للعمل بالأراضى الزراعية المنتشرة، ما إن تسمع إحداهن عجلات السيارات التى قليلا ما تمر تتوارى وراء برقعها السيناوى داخل الكوخ، وتختبئ داخل المنزل.المزيد
«ترعة السلام» 19 عامًا من العبث ■ 1994 أصدر الرئيس الأسبق حسنى مبارك قرارا جمهوريا بتخصيص 400 ألف فدان لحفر ترعة السلام بطول 155 كيلومترا، والكويت تعلن عن تخصيص 17 مليار دولار لدعم المشروع. ■ أعلن مجلس المشروع القومى لتنمية سيناء عن كون ترعة السلام تستهدف استزراع 670 ألف فدان منها 400 ألف فدان داخل شبه جزيرة سيناء، والباقى شرق القناة فى منطقة الصحراء الشرقية، كما يستهدف توطين 3 ملايين من أبناء الوادى فى سيناء، وإنشاء 10 قرى مركزية، و45 قرية فرعية بحسب الصفحة الرسمية للمشروع بموقع الهيئة العامة للاستعلامات. ■ 2000 أصدر محافظ شمال سيناء قرارا رقم 50 يجدد فيه التعهد بمنح أراض بديلة لأبناء سيناء والدولة تمتنع عن تسليمهم الأراضى. ■ 2008 الرئيس الأسبق حسنى مبارك يصدر قرارا بنقل تبعية مشروع ترعة السلام إلى وزارة الزراعة بعد أن كان تابعا لجهاز تنمية مشروعات شمال سيناء، وتقرير ل«الأهرام الاقتصادى» يكشف عن تحويل وزارة الرى ميزانية ترعة السلام لاستكمال مشروع توشكى. ■ 2008 توقف أعمال الحفر نهائيا قبل البدء فى المرحلتين الأخيرتين من المشروع (مرحلة مزار والميدان ومنطقة السر والقوارير)، وكان مقررا الانتهاء منهما، ومن عملية حفر الترعة بالكامل فى 2002، وتذكر دراسة للمركز القومى للمعلومات، ودعم اتخاذ القرار أن قرار الوقف جاء بعد تنفيذ 90% من المشروع.المزيد البداية والنهاية.. العمل ك «أجير» وبينهما حلم ال «5 فدادين» ولون الصحراء الأخضربعد أعوام من العمل فى مزرعة أحد الأثرياء السعوديين فى شمال سيناء وفى إجازة قصيرة إلى بلدته «الشرقية» واصل محمد إبراهيم الإلحاح على والده بترك العمل كفلاح أجير وشراء أرض فى سيناء لأن «الخير هناك كتير والأرض بتدى».
لم يكن الإلحاح الذى مارسه محمد خلال إجازاته المنقضية كافيا بإقناع عائلته بترك حياتها المستقرة فى دلتا الشرقية الخصبة إلى سيناء، لكن تقارير تليفزيونية تبثها نشرة التاسعة يوميا عن «افتتاح السيد الرئيس محمد حسنى مبارك المرحلة الأولى فالثانية فالثالثة إلى الخامسة من ترعة السلام» بالإضافة لعبارة محمد الجديدة، «الميه الحلوة خلاص دخلت» دفعت الخمسينى إبراهيم عبدالله قاسم لبيع قراريط خمسة امتلكها ببلدته لشراء خمسة أفدنة فى زمام ترعة السلام التابع لمركز بئر العبد فى شمال سيناء. إبراهيم قاسم واحد من مئات المزارعين الذين هجروا الوادى سعيا وراء الرزق فى سيناء، بعد تشجيع من شجعه ابنه وجيرانه على الهجرة لأرض الخير المنتظرة. «التليفزيون ليل ونهار كان يقولنا نزرع سينا ونعمرها ونحافظ عليها ضد الأعداء، صدقنا وجينا، وبقينا مرميين فى الجبل زى المساجين ولا حد سائل فينا».المزيد
ميناء العريش.. من مرفأ تجارى فقير إلى منفذ بحرى أكثر فقراً فى شتاء 2003 تعرض مركب صيد دمياطى للغرق بالقرب من الميناء الساحلى لمدينة العريش، أثناء نوة تعرض لها ساحل المدينة فى إحدى ليالى الشتاء، لم يستطع قارب الصيد الذى كان يقل 6 صيادين النجاة رغم اقترابه من ميناء العريش، بسبب امتلاء حوض الرسو بمراكب الصيد التابعة للعريش، وصغر حجم رصيف الميناء الذى كان يكفى فقط لمركب تجارية أجنبية واحدة.
ظلت مركب الصيد الدمياطية بعيدة عن الميناء لكنها لم تتحمل النوة التى بدأت تحطم خشب المركب شيئا فشيئا فى عرض البحر، إلى أن جرفها التيار بعيدا عن الميناء وغرقت قرب شاطئ الريسة وتوفى 6 من الصيادين كانوا عليها. حكاية يرويها الدكتور عطية على عمر، أحد المسؤولين بهيئة الثروة السمكية، ورئيس محطة بحوث التلوث ببئر العبد فى محافظة شمال سيناء.المزيد
سكة حديد «إسماعيلية- رفح».. التعريف العملى ل«النهب» بالقرب من المجرى الجاف لترعة السلام وبالتوازى معها، تقطع اللون الأصفر الممتد قطعة من شريط قطار لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أمتار تتخلل منفردة مساحات من الجدب والفقر فى تحد واضح. وعلى مدد البصر تمتد مساحة مستوية تشهد الحصوات وقطع الأحجار المنقوشة القليلة المتبقية فى مسارها، عن شريط قطار كان هنا منذ زمن. عليك أن تعود إلى الأوراق والتصريحات الرسمية لتدرك كم كان هذا الزمن قريبا. على بقايا الشريط يقود يحيى كامل سائق النقل الثقيل ابن مركز بئر العبد سياراته الصغيرة المتهالكة التى تعود على أفضل تقدير لفترة السبعينيات.
يتخطى يحيى بقايا الشريط وينحدر يسارا باتجاه قطعة أرض صغيرة مملوكة لصديقه موسى العمرانى الجالس فى انتظاره بقرية «جعل» التابعة لبئر العبد. على الأرض وعلى رائحة الدخان المتصاعد من سمكات ابتاعها موسى للغداء يسترجع الأربعينيات تاريخا صار لهما بعيدا. كانا مراهقين عندما خرج الاحتلال الإسرائيلى من سيناء «قلنا خلاص هنعيش فى أمان وهنبقى زى سكان الوادى، لكن مفيش حاجة اتغيرت وكل يوم الحال أسوأ من إللى سبقه». ربما لم يدر بخاطر يحيى أن الجزء الثانى من عبارته الممتدة هو أكثر الجمل تكرارا على مسامع الصحفيين ومراسلى وسائل الإعلام فى مختلف التقارير التى يعدونها فى مناطق متفرقة من البلاد، لكنه يتجاوز الجملة سريعا ويحكى وهو يصب المزيد من الشاى من «البكرج» (غلاية مياه) المعدنى: «فرحنا لما قالوا ميه النيل هاتيجى وفرحنا لما قالوا هيعملوا سكة حديد، هم شهرين فرحنا فيهم وقطعوا عنا الميه وسابوا السكة الحديد تتنهب».المزيد
«السادات» وضع استراتيجية لتنمية سيناء بعد النصر ب 193 يوماً 193 يوما فقط بعد انتصار أكتوبر لم يضعها الرئيس الراحل أنور السادات فى الحديث عن «فصائل المصريين»، وانتماءاتهم، أو يستمر فى الاجتماعات، لبحث مطالب فئوية، أو تشكيل لجان لوضع دستور. فقبل 5 شهور تقريبا من احتفال مصر الأول بالعبور خرج السادات ب«استراتيجية للتنمية» لمصر بشقيها المكان والسكان، وضعها مع خيرة علماء مصر آنذاك تحت عنوان «ورقة أكتوبر.. 18 أبريل 1974».
تتشابه الخطة كثيرا فى جميع الاستراتيجيات، التى وضعتها الحكومات المتعاقبة فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وحكومات ما بعد الثورتين 25 يناير و30 يونيو، التى حادت جميعها عما وضعته «ورقة السادات»، التى وضعت حتى عام 2000 وبعد نحو 39 عاما ونصف العام نعيد قراءة هذه الورقة مع المهندس صلاح حجاب، الخبير والاستشارى، الذى طالما نادى بتطبيق هذه الاستراتيجية. «هناك أيام فى حياة الأمم لا تقاس بوحدات الزمن، وإنما تقدر بوزن ما تفتحه من آفاق وما تتيحه من آمال.. وما تلهمه من أفكار، وما تلهبه من عزائم، وهى بطبيعتها أيام نادرة لا تعرض للأمة الواحدة إلا مرة كل عشرات من السنين»، هكذا بدأ السادات ورقته الاستراتيجية، مذكرا الشعب المصرى بجملته الشهيرة فى عيد العمال 1971 وهى «إن علينا أن نجعل من الهزيمة نقطة انطلاق لبناء دولة جديدة»، معتبرا أن الانتصار هو وقت انطلاق بناء الدولة الجديدة.المزيد
«كوبري الفردان».. الجثة الحديدية الممتدة فوق القناة■ أنشئ كوبرى الفردان للمرة الأولى فى ثلاثينيات القرن العشرين أثناء الإدارة الإنجليزية لمنطقتى القناة وسيناء بهدف السماح بعبور قطار السكك الحديدية الرابط بين شرق القناة وسيناء. ■ تعرض الكوبرى للتدمير للمرة الأولى خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وأعيد ترميمه ثم تعرض للقصف ثانية خلال الاعتداء الإسرائيلى على سيناء ومدن القناة عام 1967 وتعرض للنهب واستخدم حديده فى بناء منشآت إسرائيلية فى سيناء ويزعم كتاب صحفيون أنه استخدم فى بناء خط بارليف. ■ الكوبرى القديم كان مقاماً بحيث يمكن فتحه للسماح بعبور السفن المارة بقناة السويس ثم غلقه للسماح بمرور القطار. ■ فى 1997 وبالتزامن مع البدء فى إعادة بناء خط سكك حديد (إسماعيلية - رفح) بدأ العمل فى إعادة بناء الكوبرى. ■ فى نوفمبر 2011 افتتح كوبرى الفردان الجديد بطول 640 متراً، وسجل كأطول جسر متحرك فى العالم، بارتفاع 70 متراً عن سطح القناة، ويسمح بفتحه ملاحية لمرور السفن بطول 340 متراً. ■ فى بداية تشغيله كان الكوبرى يعمل لفترتين إحداهما صباحية (9- 12 ظهراً). المزيد
مسؤول رسمى: من ينكر تعمير سيناء «جاحد».. وخبير هندسى: ماحدث بداية تنمية «من يقل إن سيناء لم يتم تعميرها فهو جاحد». رأى يواجه رأيا ثانيا يقول «ما حدث فى سيناء إهمال سياسى، وليس قرارا سياسيا.. وتعميرها ضرورة حتمية لمصر». رأيان مختلفان عن سيناء ما بعد العبور، التى أصبحت تنميتها «قضية أمن قومى»: الأول صاحبه المهندس محمد السقا، رئيس جهاز تعمير سيناء، الذى يعمل هناك منذ أكثر من 33 عاما، يرى أنه من الجحود أن نعتبر سيناء لم يتم تعميرها حتى الآن، فى الوقت الذى أنفقنا فيه نحو 8 مليارات جنيه على هذا التعمير منذ العبور. أما الاستشارى الهندسى صلاح حجاب، فيؤكد أن ما تم فى سيناء قد يكون بداية تنمية، ولكنها ليست المرجوة، ويجب الاستفادة من إمكانات سيناء فوق الأرض وتحتها. بعد الحرب أصبحت سيناء منطقة سياحية فقط، إلا بعض المصانع التابعة للجيش مثل مصنع العريش، أو بعض المشروعات الأخرى الخاصة لرجال أعمال مصريين، بجانب التجمعات البدوية التى أقامتها الدولة ب«هبات أوروبية»، وأصبحت «المثلث المقلوب» كما يقال عليها والتى تمثل 6 % من مساحة مصر، تنتظر التعمير بشكل عام، وفقا لآخر دراسة تم عرضها على جهاز تنمية سيناء، والتى حملت اسم «تفعيل وتنمية سيناء.. استراتيجية حتمية لمصر». منذ العبور العظيم وحتى عام 2008، أى خلال 35 عاما، تركزت جهود الحكومة المصرية فى إنشاء جهاز لتعمير سيناء يتبع وزارة التعمير آنذاك، والتى أصبحت وزارة الإسكان الآن، الذى قام بتطوير النيبة الأساسية وعلى الأخص شبكة الطرق التى وصلت إلى أكثر من 11 ألف كيلومترا، والذى نجح الجهاز فى تأهيلها بعد خراب كبير أثناء الحرب، ثم تسلم حقول البترول فى غرب شبه الجزيرة وإعادة تشغيلها، مع تسلم بعض المنشآت السياحية، نحو 600 حجرة، وإقامة فندق العريش 4 نجوم بالإضافة إلى التخطيط لتحويل شاطئ خليج العقبة إلى منطقة جذب سياحى عالمى، ونجحت الدولة فى تحويل شواطئ جنوب سيناء إلى مقصد سياحى عالمى، وبلغ عدد الغرف الفندقية إلى أكثر من 50 ألف غرفة، بجانب عدد من القرى السياحية والفنادق فى رأس سدر، ولكن لاتزال الدعاية تقتصر على شرم الشيخ فقط، أما فى مجال التعليم والصحة، أنشئ عدد من المدارس لصالح أبناء البدو، وزادت من 29 مدرسة بعد التحرير إلى أكثر من 440 مدرسة، بالإضافة إلى جامعة خاصة، مع إنشاء العديد من الوحدات الصحية، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات المركزية. وارتفعت الطاقة الكهربائية من 75 ميجاوات بعد التحرير إلى أكثر من 173 ميجاوات، مع تنفيذ خط الربط الكهربائى بين مصر والأردن عبر سيناء، وانتشرت خطوط الأنابيب لنقل المياه العذبة إلى المناطق السكنية، بجانب الأراضى الزراعية والثروة الحيوانية.المزيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.