في سابقة هي الأولى من نوعها في مجال الجوائز الأدبية العربية، أعلنت «جائزة الشيخ زايد للكتاب» الثلاثاء أنها قررت سحب لقب جائزة فرع الآداب للدورة الرابعة (2009 - 2010) من كتاب «مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن» لمؤلفه الجزائري حفناوي بعلي، الذي صدر عن الدار العربية للعلوم (ناشرون)، في بيروت، عام 2007، وتبلغ قيمتها 750 ألف درهم. وذكرت صحيفة «الإمارات اليوم» أن قضية سرقة فقرات من كتابه «النقد الثقافي» للناقد الدكتور عبد الله الغذامي الصادر في العام 2000، أحيلت إلى اللجنة العلمية المكلفة بالتحقق من السرقة. وأوضح الناقد المصري عبد الله السمطي الذي اكتشف عملية السرقة، أن كتاب الناقد الجزائري حفناوي تضمن أكثر من 30 فقرة من كتاب الغذامي، وأشار إلى أنه وجد تشابهاً كبيراً بين فقرات كتاب بعلي وكتاب الغذامي أثناء مقارنته لعدد من كتب النقد. وقال السمطي: "عثرت على أكثر من 30 فقرة مطولة اقتبسها بعلي من كتاب الغذامي، دون أن يشير إلى كتاب الغذامي، وهذا يسمى في العرف المنهجي بالسرقة الأدبية. كما أنه أشار إلى مصادر وهمية غير صحيحة». وقالت المؤسسة المانحة للجائزة في بيان: إن الجائزة باشرت ب«سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بني عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين». وأضاف البيان أنه تبين للجائزة أن كتاب «مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن»، «ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً». وأشار البيان إلى أنه «حرصاً على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكتاب المذكور». وتأسست جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2006، وهي هيئة مستقلة ومحايدة تمنح بشكل سنوي للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب، تكريما لمساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية. وتبلغ القيمة الإجمالية لها سبعة ملايين درهم إمارتي (2.5 مليون دولار)، وتنقسم إلى تسعة فروع هي: التنمية وبناء الدولة، أدب الطفل، جائزة المؤلّف الشاب، الترجمة، الآداب، الفنون، أفضل تقنية في المجال الثقافي، النشر والتوزيع وجائزة شخصية العام الثقافية. وجاءت جوائز الدورة الرابعة على النحو التالي: فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي: تم حجب الجائزة. فرع الفنون: للعراقي إياد حسين عبد الله عن كتاب «فن التصميم» فرع الترجمة: للبناني ألبير حبيب مطلق عن كتاب «موسوعة الحيوانات الشاملة». فرع الآداب: للجزائري حفناوي بعلي، عن كتاب "مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن». فرع أدب الطفل: للإماراتي قيس صدقي عن كتاب «سوار الذهب». فرع النشر والتوزيع: لدار نهضة مصر للنشر والتوزيع. فرع التنمية وبناء الدولة: للدكتور عمار علي حسن، عن كتاب «التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر». فرع المؤلف الشاب: للمغربي محمد الملاخ عن كتاب «الزمن في اللغة العربية: بنياته التركيبية والدلالية». فرع شخصية العام الثقافية: للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، وحاكم إمارة الشارقة.