واشنطن والاتحاد الأوروبي: قلقون لفشل حل الأزمة.. والمصريون يحددون خياراتهم

عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، عن قلقلهما وانزعاجهما لعدم توصل الأطراف في مصر إلى مخرج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه الأمور خلال المحادثات لنزع فتيل الأزمة السياسية في البلاد. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، في بيان مشترك إنه «رغم تجنب المزيد من المواجهات الدموية حتى الآن، فما زلنا نشعر بالقلق والانزعاج لعدم توصل زعماء الحكومة والمعارضة حتى الآن إلى سبيل لحل الأزمة الخطيرة والاتفاق على تنفيذ إجراءات ملموسة لبناء الثقة». وأضاف البيان أن «الوضع لا يزال هشا للغاية ولا يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب، ويعوق الانتعاش الاقتصادي الضروري لنجاح العملية الانتقالية في مصر». وأوضح البيان، أن «المبعوثين اقترحوا عددا من الأفكار العملية لتهدئة التوترات الحالية ومساعدة المصريين على بناء جسر نحو حوار سياسي حقيقي مع الوضع في اعتبارهم حدود دورهم، ولكن بقلق بالغ إزاء مستقبل مصر الذى هو على المحك في هذا الوقت الحرج». وأضاف البيان المشترك، الذي وزعته سفارتا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في مصر، أن «هذه الأفكار شملت سلسلة من إجراءات بناء الثقة المتواضعة، بما في ذلك التصريحات العلنية التي تدين العنف ودعم الحل السلمي للخلافات السياسية والالتزام بمفاوضات ذات مغزى، والتي تتطلب تنازلات والمشاركة السياسية الواسعة، ووقف التحريض في التصريحات العلنية ووسائل الإعلام وخطوات لتقليص وتخفيف حدة التوترات المحيطة المظاهرات الجارية في رابعة العدوية والنهضة، وبدء عملية الإفراج عن المعتقلين السياسيين فورا»، بحسب البيان. وتابع البيان: «هذه الأفكار لا تزال متاحة للأحزاب حتى الآن، وتستمر مشاركتنا في جميع المستويات على أساس يومي، وفي حين أنه تم تجنب المزيد من المواجهات العنيفة، فإننا ما زلنا نشعر بالقلق بسبب أن الحكومة وزعماء المعارضة لم يجدوا بعد طريقه للخروج من مأزق خطير، والموافقة على تنفيذ تدابير بناء الثقة الملموسة». وشدد البيان المشترك على أن «الحكومة المصرية تتحمل مسؤولية خاصة لبدء هذه العملية لضمان سلامة ورفاهية مواطنيها، وهذا الوضع لا يزال هشا للغاية، ويحمل ليس فقط خطر المزيد من إراقة الدماء والاستقطاب في مصر، ولكن أيضا يعوق الانتعاش الاقتصادي وهو أمر ضروري جدا لتصبح مصر ناجحة». وأكد البيان الأمريكي الأوروبي أن «الوقت ليس مناسبا لتقديم اللوم، ولكن لاتخاذ الخطوات التي يمكن أن تساعد في بدء حوار وانتقال إلى الأمام ، وأنهما لا يزالان على استعداد للمساعدة بأي شكل من الأشكال بكل ما في وسعهما، وأنه وفيما يقترب عيد الفطر، فإن هذه هي لحظة للقيادة، لتوحيد المصريين من خلال مصالحة حقيقية». وأضاف البيان أن «هذه الخيارات غير السهلة على أي واحد منهم، ولكن يمكن جعل تلك الخيارات الصعبة إيجابية، والمصريون فى ذلك سيجدون شركاء في أوروبا والولايات المتحدة». وأكد الجانبان مجددا أنهما لا يزالان ملتزمين التزاما عميقا لمصر قوية وديمقراطية وشاملة ومزدهرة معربين عن إدراكهما أن «العديد من التحديات تنتظرنا»، وأشار البيان إلى أن «الجانبين مقتنعان بأن تحقيق انتقال ديمقراطي ناجح يمكن أن يساعد مصر فى قيادة بقية المنطقة نحو مستقبل أفضل، كما تم ذلك في كثير من الأحيان خلال تاريخ مصر الغني والمجيد». وأعرب الجانبان عن تفهمهما التام كون «المصريين فقط هم من يمكن أن يحددوا خياراتهم التي ستشكل مستقبلهم في هذه اللحظة التاريخية»، مؤكدين تأييدهما للمبادىء الديمقراطية الأساسية، وليس لأي شخصيات أو أطراف معينة. وأعربت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن معارضتهما بحزم للعنف، ودعمهما الحق في احتجاجات غير عنيفة، وإدراكهما أن التقدم في مصر يمكن أن يأتي فقط من خلال عملية سياسية سلمية من جميع الأطراف التي يمكن أن تتنافس على قدم المساواة».